hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

المدرسة الوطنية الأميركية خرجت طلابها برعاية امين عام الصليب الأحمر اللبناني

الثلاثاء ١٥ أيار ٢٠١٦ - 11:00

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

احتفلت المدرسة الوطنية الأميركية في زحلة بتخريج طلاب الصفوف النهائية للعام الدراسي 2015 – 2016 برعاية امين عام الصليب الأحمر اللبناني جورج كتاني، في احتفال ضخم اقيم في المدرسة حضره رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، المتروبوليت انطونيوس الصوري ممثلاً بالأب جورج معلوف، المطران بولس سفر ممثلاً بالأب جاك حنا، النائب ايلي ماروني، رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف ممثلة بالدكتور روجيه سكاف، رئيس مجلس الإدارة عزيز ابو زيد وعقيلته نونا، اعضاء مجلس الإدارة، مديرة المدرسة السيدة تمارا الدبس، الهيئات الإدارية والتعليمية في المدرسة، مدراء المدارس والجامعات، المخاتير واهالي الخريجين، وعدد كبير من متطوعي الصليب الأحمر من زحلة وبيروت. 

بداية الإحتفال مع النشيد الوطني اللبناني، فكلمة ترحيب من مقدمة الإحتفال رانيا مرعي ومن ثم دخول الخريجين والخريجات والهيئة التعليمية، كما قدم كورال من تلامذة المدرسة اغاني للفنانين ايلي شويري وزكي ناصيف ووديع الصافي بقياة الأستاذ فادي داغر.
كلمة الخريجين عن المنهاج العربي القاها الطالب ماهر فرحات والطالبة فرح خربطلي اما عن المنهاج الإنكيزي فألقتها الطالبة دونا عشقوتي، جرى بعدها تسليم الشعلة من الخريجين الى طلاب الصفوف الثانوية.
مديرة المدرسة السيدة تمارا الدبس القت كلمة رحبت فيها بالحضور وتمنت التوفيق للخريجين، ومما قالت :" الطبيعة كالحياة : مدرسةٌ دائمة ، تعلّمنا أنهارُها كيف تكون الخدمة، وأمواجُها كيف تكون المثابرة ، وفصولُها كيف يكون النظام ، وجبالها كيف يكون الصمود ... من هنا تنبثق المعادلة المعاكسة لمألوف الناس عن الموقف الواجب ممنْ علّموهم ، مدرّسين كانوا أو رُسلاً أو إلهاً خالقاً أحداً . فَمَنْ علّمنا حرفاً – كما يقول فؤاد سليمان – مسح بالنور عيوننا فانزاحت عنها الغشاوة . من علّمنا حرفاً حرّرَ عقولنا ، وسلّحَ قلوبنا بالحق، وقَتَلَ العبد الذليل فينا، وزوّدنا بمطرقة فاعلة نفكّ بها قيود العبيد من الناس ."
واضافت " لم تكن مدرستُنا يوماً نمطاً مغلقاً، يدّعي احتكار الحقيقة وامتلاك المُطلقات . إننا نرفض أنماطاً من هذا النوع ونؤمن بالنّسق الفكريّ المفتوح ، الذي يؤلف تأليفاً خلاقاً بين المتغيرات والثوابت . لذلك لا تَحْكُمُنا هُوية تربوية أورثنا التقليد أو الجمود إياها . فالهُوية تكوين أكثر منها إرثاً ، تُكوّننا ونكوّنها باستمرار . والتكوين ولادة تكبُرُ بالتفاعل والتجربة ، وتغتني بالمعرفة والابتكار. صحيح أن المدرسة بيئة تربوية لكنها ليست بحجمها العمراني مهما اتسع، وليست بضخامة ذلك العمران ولا حتى بجماله ... هذه مواصفات مهمة لكنها لا تستوفي الاستثمار المطلوب. فالانسان هو أولويةُ المدرسة وغايةُ استثمارها ، في روحِه وعقله وإرادته وشخصيته.
هذه الهُوية التربوية التأسيسية هي التي تُعطي خريجَنا – مبدئياً- هويته المجتمعية العامة ،عَبْرَ ايمانه بالمواطَنة لا بالالتحاق الفئوي. فالمواطَنة بنْية ذهنية أولاً، ببُعدٍ أخلاقي عنوانُه ثقافة المساواة والعدل والانماء في ظل قانون قائم، وضمن مشروعٍ دائم التطور. أما الشرنقةُ المذهبية فهويةٌ مميتة وآفةُ انتحار. ولبنان الذي لم تتفق بعد مؤسساتُه الرسمية ومراكزُه التربوية على كتاب موحد للتاريخ ،لا يمكن ان يتفق على رؤية موحدة للمستقبل. والخطوة الأولى تقضي بتنشئة كل فرد منا على أنه ليس مخلوقاً طائفياً بل على أنه مواطن، ناضج، تخطَّى الطفولة والمراهقة والعبث بمعنى وجوده. أليس العطرُ طفلَ الوردة، غير أنه خلافاً لجميع الأطفال يولد شاباً ؟"
وختمت الدبس كلمتها بالتوجه الى الخريجين قائلة :" أيها الغوالي الخريجات والخريجون
نحن لا نوَدّعُكم بمقدار ما نستودعُكم علماً حديثاً وقيماً ثوابت. أنتم نماذجُ تمييزٍ قاطع بين الحق والباطل، وبين النعمة والخطيئة، فاحذروا المغرِيات وسرابَها الخادع. كل خطيئة تبداً شبحاً، إغراءً، وتصوّر ذاتها جميلة. لا يرتكبُ أحدٌ خطيئة إلا لأنه يظنها جميلة. هذا هو السحر الكاذب. أما الذي أدرك الله فهو فقط يعرف أن يفضح نفسه، فيعترف ويعتبر.
نعم، في بلدنا أزمة اجتماعية، وضِيقٌ اقتصادي، واضطرابٌ أمني وسياسي. لكن الإرادة الصادقة، المصممة، ستُدحرج أحجار الذل عن صدر الأمة، وسيَخرُج الناس من عتمات قلوبهم الى دفقات النور في موكب الظفر. ألْمُهمّ ألّا تموت العزيمة فينا."

راعي الإحتفال، امين عام الصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة القى كلمة هنأ فيها الخريجيون ومما قال :" من دواعي سروري وشرف لي ان اكون معكم جميعاً اليوم. اعتز بوقوفي امامكم ايها الشباب، شابات وشبان، للتعبير عن السعادة التي يشعر بها الجميع اذ ارى طيف مستقبل برّاق في اعينكم. اهنئكم اولاً على الموهبة الفريدة، والخاصى لكل واحد منكم، هذه الموهبة التي عليكم المحافظة عليها وتنميتها وتفعيلها، لخيركم ولخير مجتمعكم."
واضاف " تذكرونني اليوم بهذا المفصل في حياة الطالب، وانتقاله الى حياة تتطلب منه اكثر مسؤولية وأشد مواجهة والتزام. ان تحديات الحياة خارج اسوار المدرسةتختلف تماماً عما هي عليه. ان الدروس التي تعلمتموها ستساعدكم حتماً على الدخول في هذه المرحلة الجديدة، ولكني اغتنم الفرصة الفريدة والمشوقة التي اتيحت لي اليوم، لأكلمكم عن تحديات من نوع آخر تتعاظم في مجتمعنا، الا وهي التحدي الإنساني في عالم بات فريسة الصراعات والمطامع وتجاهل القيم"
وتابع كتاني " انضممت الى الصليب الأحمر بدافع الحماس جاهلاً معنى التطوع وما سيعنيه لي فيما بعد. لأكتشف مع الأيام بأنه أولاً مدرسة في الوقوف بشجاعة في المصاب، المصاب اياً كان. فطالما هو يستغيث بي فأنا أمد له يدي. تعلمت بأن على من يختار الشق الإنساني، عليه الإلتزام بأخيه الإنسان أكان جريحاً، مريضاً، مهجراً او معدماً. تعلمت الدرس الأكبر وهو بأنه عليّ تخفيف الآمه وخاصة الحفاظ على كرامته. لقد كتب علينا العيش في منطقة عرضة للحروب والأزمات والكوارث الطبيعية، عواصف، فياضانات الى ما هنالك. وهذا ما حتّم علينا الإلتزام بالعمل الإنساني، والفهم بأن التقوقع على انفسنا وعدم الحراك نحو الآخر، سيعود علينا بنتائج مخزية. فانخرطنا في الحركة الإنسانية الدولية التفاعلية لتأمين مسقبل مشرّف لنا ولمجتمعاتنا."
وعرض كتانة في كلمته لإنجازات الصليب الأحمر اللبناني على كافة الصعد، سواء في خدمات الإسعاف والطوارئ ونقل الدم، ام في قسم الخدمات الطبية الإجتماعية والعيادات النقالة، ووحدة ادارة الكوارث وقسم الناشين والشباب،اضافة الى حملات التوعية التي تنفذ على مختلف ايام السنة.
وختم كتّانة كلمته متوجهاً الى الخريجين وقال " قلت هذا كله، كونكم على مشارف بانوراما جديدة في حياتكم، سيكون له بالطبع حلاوته وتحدياته وسيكون له الطابع الذي ستطبعون به كافة تصرفاتكم. سوف تختبرون ثقافات مختلفة، وفي ذلك غناكم، وستواجهون المتغيرات والتحديات والمسؤوليات، ولكنكم ستححرون بعد كل لحظة عطاء. فانظروا الى اعلى والى الأبعد، فشعارنا في الصليب الأحمر اللبناني هو : الى ابعد من الواجب وحدّ الكل."
وقدم الأستاذ عزيز ابو زيد والسيد مشهور ابو حمدان هدية تذكارية للسيد كتانة.
بعدها جرى تسليم الشهادات للخريجين من قبل السيد كتانة والمطران درويش والنائب ماروني والى جانبهم الأساتذة عزيز ابو زيد ومشهور ابو حمدان ومديرة المدرسة تمارا الدبس، واختتم الإحتفال على وقع الألعاب النارية التي اضاءت سماء المنطقة. كما أقيم حفل كوكتيل للمناسبة.  

  • شارك الخبر