hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - جورج غرّة

تسونامي ريفي قطع "وان واي تيكت" للحريري

الثلاثاء ١٥ أيار ٢٠١٦ - 00:37

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

خرج اللواء أشرف ريفي من السلك العسكري ضابطا رفيعا. قاتل تيار المستقبل من أجل التمديد له مديرا عاما لقوى الامن الداخلي، وذلك بعدما وضع ريفي دمه على كفه وقاتل من أجل الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل شهداء 14 آذار وصولا الى اللواء وسام الحسن والوزير محمد شطح. ومن بعدها خاض المستقبل معركة إيصال ريفي الى وزارة العدل للمحافظة على حالته التي بدأت تتشكل على الساحة.
ريفي جس نبض الشارع وعاش فيه وهو ضابط يعرف الأرض جيدا خصوصا في مدينته طرابلس، جلس مع الفقير والمشرد والغني، وعرف ما يريده الطرابلسي، حمل لواء الموقوفين في أحداث طرابلس وعمل على حلحلة ملفاتهم والافراج عن غالبيتهم وكسبهم الى جانبه. كما ان ريفي طوق منطقة الحدادين في طرابلس وباب التبانة الخزان الانتخابي لتيار المستقبل، واصبح قادرا على تحريك الشارع برمشة عين.
منزله مفتوح للجميع وفي كل الاوقات، كما ان "الواتساب" الخاص به يدير كل شبكات اخبار طرابلس. ريفي وجد نفسه قويا فغرد خارج سرب المستقبل ولم يعد بحاجة لإسم التيار، وإستقال من وزراة العدل التي قدمها له المستقبل، لانه لم يعد يريد اي رابط أزرق حريري بعدما أدرك انه أصبح زعيما وطنيا سنيا جديدا لا يمكن هزمه بسهولة، وهو أدرك ايضا انه أضحى قادرا على إكمال الطريق منفردا. وهكذا فعل اكمل طريقه ونجح في تكريس نفسه زعيما على طرابلس وتبين انه "قدن كلن"، كما كرس نفسه زعيما سنيا وطنيا إنطلقت شرارته بالأمس من طرابلس نحو كل لبنان.
الجميع تكتل لتحجيم ريفي في المدينة من المستقبل الى ميقاتي والصفدي والجسر وكرامي وكبارة والاحباش والعلويين والجماعة الإسلامية، ولو كان في المدينة فرقاء آخرون لكانوا تكتلوا ضده أيضا. ولكن في النتيجة ولدت موجة ضخمة إسمها "تسونامي أشرفي ريفي" ضربت طرابلس من شاطئها الى قلعتها، وإكتسح ريفي بلدية طرابلس وفاز بمجلسها، والحديث كان في البدء عن انه من الممكن ان تخرق لائحة ريفي لتتحول الامور بعد ساعتين من اقفال الصناديق الى إمكانية خرق لائحة التحالف الكبير للائحة ريفي، وتنقلب الآية ويخسر الجميع أمام ضابط قوى الامن المتقاعد ووزير العدل المستقيل.
النتيجة لم تكن متوقعة ابدا لأن الجميع كان مرتاحا ولا يمكن ان يستوعبها عاقل، لأن ما حصل في طرابلس جنوني، واليوم ريفي اصبح زعيما سنيا على صعيد طرابلس ولبنان ايضا، وهو لا يزال يحظى بالدعم السعودي، ومن الممكن ان تعثر فيه المملكة على البديل الذي يستطيع قيادة السفينة في هذه المرحلة القاسية التي تعيشها المنطقة.
ريفي لم يدفع دولارا واحدا على المعركة، بينما في المقابل هناك اسماء ضخمة ثرواتها لا يمكن تقديرها تستطيع شراء طرابلس وضواحيها وربما أكثر. اللواء توج نفسه زعيما حقيقيا في طرابلس عاصمة السنة وقلعة المسلمين، وهو نجح في شد عصب الشارع وعرف كيف يجمع السنة حوله في المدينة، فلكل وسيلته في الإستقطاب.
الرئيس سعد الحريري كان في الكويت وكان وقع الكارثة مهولا عليه، وهو قال منذ 4 أسابيع بعد معركة بيروت انه لو خسر لكان غادر لبنان، فطرابلس اقسى من بيروت وأعنف والتحالف السني العريض في وجه ريفي سقط، فهل فتح ريفي كالعماد ميشال عون مكتبا للسفريات وقطع "وان واي تيكت" للحريري؟
الحريري لم يتلقف الإشارات الشعبية لدى زيارته طرابلس قبل الانتخابات، فهو لم يحشد أكثر من 200 شخص لإستقباله في قلعة المسلمين، وريفي قبل الانتخابات زار كل أحياء طرابلس والاستقبالات كانت بالآلاف، ونحر الخراف والاسهم النارية كانا سيدا الموقف. كما ان ريفي كان ذكيا جدا في تشكيل لائحته من أبناء طرابلس الفقراء الذين يعيشون بين الناس في الشارع وتعاون مع المجتمع المدني الذي يريد لطرابلس الحياة.
الحديث اليوم عن ان المعركة كانت إنمائية، ومبروك لمن فاز، في غير محله، لانه في النهاية ريفي شكل صدمة للجميع لانه طبق قول "يضحك كثيرا من يضحك أخيرا". الأمور تغيرت كثيرا اليوم على الشيخ سعد وبقية فرقاء طرابلس، فهل ريفي هو من سيكمل مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟ وهل ستكون نتائج الانتخابات النيابية في طرابلس شبيهة للبلدية بما أن ريفي من اليوم ووصولا الى الانتخابات النيابية ستكون شعبيته توسعت أكثر؟

جورج غرّة - ليبانون فايلز - 

  • شارك الخبر