hit counter script

مقالات مختارة - صونيا رزق

تفادياً للخسارة... الحريري يفتح الدروب مع الخصوم السنة

الإثنين ١٥ أيار ٢٠١٦ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

باتت استعادة مشاهد التحالف والألفة صعبة جداً بين رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وحلفائه السابقين، ليحّل مكانهم الخصوم وفي طليعتهم اهل السّنة في السياسة، الذين باتوا قبل فترة وجيزة في حضن الحريري خصوصاً في طرابلس، ضمن الانتخابات البلدية التي سارع الاخير الى استدراكها كي لا يشهد خسارة اخرى كالتي نالها في زحلة، كذلك الامر في بيروت بعد النسبة الضئيلة التي شاركت في الاقتراع البلدي بالعاصمة على الرغم من فوزها الذي اعتبر خجولاً جداً.
هذا المشهد دفع بمصادر سياسية مراقبة الى التساؤل عن كيفية ما ستؤول اليه اساليب السياسة في الانتخابات النيابية المرتقبة والمتعلقة بماكينة الحريري، بعد النتائج البلدية التي بدت على هذا الشكل؟ ولفتت الى ان زعيم المستقبل اتجه الى رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي الذي أدى دور البطولة في الانقلاب السياسي عليه قبل سنوات، حين وضعه خارج رئاسة الحكومة، ليصبح هو زعيماً على طرابلس من خلال قيامه بالخدمات بكل انواعها، متوجهاً الى الفقراء المحتاجين الذين تُركوا خصوصاً في منطقة باب التبانة، التي كانت تحوي مناصرين للحريري. من دون ان تنكر هذه المصادر الخدمات التي قدمها تيار «المستقبل» في السابق، إلا ان ازمته المالية حالت دون ذلك اليوم، ما جعل ميقاتي يتقدّم على الحريري ضمن هذا الاطار وبنسبة كبيرة، مذكّرة الاخير بأن جمهور تيار المستقبل اقام يوم «غضب» في طرابلس يوم حصل ذلك الانقلاب على زعيمهم، بحيث اضرموا النار بصور ميقاتي في شوارع المدينة يوم كُلف تشكيل الحكومة، كما وجهّوا له اتهاماً بأنه خان دم رئيس الحكومة الراحل الشهيد رفيق الحريري.
والى جانب المصالحة مع ميقاتي تتابع المصادر عينها، بأن الحريري فتح الدروب الوعرة مع الوزير السابق فيصل كرامي، متناسياً ما حمّل والده رئيس الحكومة السابق الراحل عمر كرامي من مسؤولية إغتيال والده ، حين كان رئيساً للحكومة في 14 شباط 2005، إضافة الى مد يده السياسية الى الوزير السابق محمد الصفدي، الذي تولى وزارة المال في حكومة ميقاتي الانقلابية عليه، وحينها اعتبره خائناً، فضلاً عن تحالفه مع العلوييّن في جبل محسن، والسماح لعضوين بالتمثل في اللائحة الطرابلسية التوافقية، كذلك الامر بالنسبة لجمعية « الاحباش» التي تمثلت باللائحة عينها على الرغم من وصف الحريري لها بـ «ممثلة نظام بشار الاسد في لبنان».
وتشير المصادر ايضاً الى ما جرى في زحلة قبل اسابيع، حين وقف الحريري ضد التحالف المسيحي الى جانب خصم الامس «الكتلة الشعبية» برئاسة ميريام سكاف، وسبقت ذلك مصالحة مع الوزير السابق عبد الرحيم مراد، المقرّب جداً من النظام السوري والبارز سياسياً في البقاع الاوسط والغربي، وكل هذا بهدف الفوز بعد رحيل الحلفاء.
وختمت بأن الحريري يعيش اليوم أسوأ المراحل السياسية التي مرّ بها منذ دخوله عالمها، فهو خسر الحلفاء وبالتأكيد لم يربح الخصوم، وهذه قمة الخسارة .
 

  • شارك الخبر