hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

بري رعت يوما تراثيا لأمل في كيفون: للتمسك بالتعايش الاسلامي المسيحي

السبت ١٥ أيار ٢٠١٦ - 14:41

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نظمت شؤون المرأة في حركة "أمل" - اقليم جبل لبنان، يوما تراثيا في احتفال اقيم في قاعة جمعية كيفون الخيرية، برعاية عقلية رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيسة "الجمعية الوطنية للحفاظ على آثار وتراث الجنوب اللبناني - أثار جل" رندى عاصي بري وحضورها.

حضر الحفل رئيس بلدية كيفون علي حسن داغر، مسؤولة شؤون المرأة المركزي في "أمل" رباب عون، مسؤولة شؤون المرأة في اقليم جبل لبنان لونا شقير، مسؤول اقليم جبل لبنان محمد داغر، مسؤول التنسيق بين الاحزاب في جبل لبنان في "أمل" علي العاصي، شفيق يحيى ممثلا مؤسسة "بيت اليتيم الدرزي" - عبيه، رئيسة مؤسسة شملان الخيرية هادية جابر، رؤساء بلديات، مخاتير المنطقة، سيدات بيصور، والمعنيين.

بعد تلاوة آيات من القرآن الكريم، والنشيد الوطني، ونشيد "أمل"، ثك كلمة تعريف من دينا محمود صالح، ألقى علي مصطفى الحاج كلمة، قال فيها: "الواجب علينا باسم أهالي كيفون ومجلسها البلدي وأهالي المنطقة، وباسم جمعية كيفون الخيرية، ان نرحب بكم في بلدتكم كيفون، المحاطة بجيران الغيرة واهل المحبة واصدقاء الوفاء من بيصور ومجدليا وعيناب وشملان وعيتات وسوق الغرب مرورا ببمكين والقماطية وعين السيدة وعين الرمانة، وصولا الى ملتقى الجميع عاليه".

وأضاف: "كيفون الوردة التي ولدت ونمت بين خيرات زيتون جيرانها، وصلابة اشجار سنديانها وجمالية اشجار صنوبرها، كيفون التي كانت محطة رجال علماء ومراجع كبار وعلى رأسهم سماحة الإمام المغيب السيد موسى الصدر، والعلامة الشيخ محمد مهدي شمس الدين، والعلامة السيد محمد حسين فضل الله، وكيفون التي كان لها في الماضي شرف إقامتكم فيها مع الاهل الاكارم".

ثم القت عون كلمة، قالت فيها: "نجتمع في كيفون في عرس تراثي، بالبلدة الرائدة في التمسك بالوحدة الوطنية والانفتاح الديني والعيش المشترك، الذي هو أحد أهداف مكتب شؤون المرأة في حركة أمل، للحفاظ على التقاليد الريفية الايجابية بسبب التنوع الجغرافي، فنظمنا هذا المعرض حيث يتم عرض مأكولات شعبية ومنتوجات تراثية حرفية وغذائية من انتاج اخواتنا في مكتب شؤون المرأة في حركة أمل - اقليم جبل لبنان من مختلف المناطق من جبيل، جون، برج حمود، رويسات الفنار، عين العويبة، المغري، كما يتم عرض منتوجات لجمعيات مدنية واهالي كيفون بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية بهدف التنسيق والتشبيك للترويج الإبداعي للمنتجات".

وأضافت: "نحرص على تشجيع المرأة في مجال الحرف اليدوية والتراثية لضمان استمرار التراث الشعبي من جهة، وتسويق منتجاتها من جهة اخرى"، لافتة إلى "مشاركة المرأة في المجالس البلدية والاختيارية، حيث فازت اخوات ومناصرات للحركة بنسبة تتجاوز 3 أضعاف ونصف الضعف، عما كانت عليه في المجالس السابقة".

بدوره، أشارت بري في كلمتها إلى "الايام التي عاشتها في بلدة كيفون الجميلة، والى معرفتها الجيدة لكافة القرى المحيطة بكيفون وصولا الى مدينة عاليه". وقالت: "لكيفون المستريحة على كتف العاصمة بيروت، لكيفون التي تتنفس عبير الجبل الأشم وتتقاسم مع عاليه وسوق الغرب والقماطية الشمس من مشرقها حتى مغيبها. لهذه البلدة وعائلاتها التي شكلت الموئل والحاضنة الاولى لفكر ومدرسةالإمام السيد موسى الصدر في المواطنة والشراكة والعيش الواحد والحوار. لكم من حامل الامانة الرئيس نبيه بري الف تحية وتهنئة بعيد التحرير والانتصار، والتحية ايضا لمكتب شؤون المرأة في حركة أمل وجمعية كيفون الخيرية رئيسا واعضاء، لإتاحتهما لي فرصة اللقاء بكم ورعاية هذا اليوم الانساني التراثي بامتياز، وهو لقاء بكل ما يتضمنه من فعاليات ومضامين وأنشطة يعبر عن عمق الإنتماء الوطني والتجذر الثقافي التراثي الأصيل لأبناء كيفون وقرى الجبل الأشم".

وأضافت: "في لحظة يتعرض فيها تراثنا وهويتنا وثقافتنا وأوطاننا وكل ما يتصل بطرائق عيشنا واجتماعنا لأبشع عدوان على مختلف المستويات، بدءا من المحاولات غير المسبوقة لترسيم وعي أهلنا ومجتمعاتنا باتجاه وعي ثقافي مشوه وهجين لا يمت بصلة الى ثقافتنا وعقيدتنا وتراثنا، وعي يراد فيه للانسان ان يكون بلا هوية وانتماء، وبلا ذاكرة وتراث. وعي تكون فيه المكونات الروحية مستنفرة بكل أفرادها وطاقاتها على خلفيات جاهلية طائفية ومذهبية. مرورا بالتدمير الممنهج لكل مصادر الغنى الثقافي والحضاري لهذه الامة، من تدمير لكل الصروح التاريخية والتي بدأتها اسرائيل في حروبها العدوانية على لبنان بنهب الآثار وتدمير القلاع والحصون في الجنوب في الشقيف وشمع وصور وشقرار والقليلة. وتستكمل هذا المسلسل المجموعات الارهابية التكفيرية في أكثر من بلد عربي، وتحديدا في سوريا والعراق واليمن، على نحو لم تشهده الحقبات التاريخية من قبل، وكأن عقلا شيطانيا يقبع في غرفة سوداء يشرف على ادارة وتوجيه هذه المجزرة التي ترتكب بحق الحضارة الانسانية. وليس انتهاء بالتشويه المتعمد للفكر الاسلامي المحمدي الأصيل، واستبداله بفكر دموي يقوم على حد السيف والسكين، وغيرها الكثير من الظواهر الغربية عن مجتمعاتنا وأوطاننا، التي لا يمكن الحد من مخاطرها وتطويق تداعياتها الكارثية الا بالمواجهة المباشرة. والف باء هذه المواجطهة هو تعميم مثل هذه الانشطة واللقاءات والفعاليات التي تحمل في طياتها الكثير من الرسائل التي يمكن توظيفها في ترسيخ مناخات التلاقي وتمتين أواصر الوحدة بين أبناء المجتمع الواحد، فضلا عن الإستفادة من العبر التي يجسدها استعادة التراث وإحيائه لجهة تجذير التمسك بالتراث باعتباره يمثل الذاكرة الحية للافراد والمجتمعات، وهو بالتالي، الهوية المعنوية والثقافية التي يحملها الانسان في عقله وسلوكه وفي وعيه ووجدانه".

وتابعت: "ان للدولة والمجالس البلدية والأندية والأحزاب والجمعيات أدوارا ومسؤوليات في هذه المواجهة الحضارية من خلال وعي خطورة ما يحصل، والإدراك بأن التداعيات السلبية لهذه الظواهر ستصيب الجميع من دون استثناء، وان مقصلة التكفير والارهاب والعدوان هي فوق رقاب الامة بكل عناصرها ومكوناتها الثقافية والفكرية والانسانية، وهذا الارهاب بفكره وثقافته وتراثه لا ينتمي لأي دين ولا لأي طائفة".

وأردفت بري: "انكم أبناء من آمن بان التعايش الاسلامي - المسيحي ثروة يجب التمسك بها، وأبناء من قال ان لبنان وطن نهائي لجميع ابنائه، وان الدفاع عن شتلة التبغ في الجنوب دفاع عن أرز الباروك وتفاح صنين وسيدة حاريصا، لانكم أبناء أمل وأخوة الرئيس نبيه بري ورفاق دربه في مسيرة حماية لبنان والدفاع عن وحدته واستقراره وسلمه الأهلي. أنتم معنيون اليوم أكثر من أي وقت مضى بالعمل على التمسك بهذه الثوابت وهذه العناوين التي هي تحصن لبنان وتبقيه وطن الرسالة ووطن الضرورة الحضارية لكل العالم، وهذا النشاط هو خطوة في هذا الاتجاه الذي ينسجم مع ما تؤمنون به وتعلمون لأجله".

وختمت: "أجدد الشكر لمكتب شؤون المرأة في أمل، وجمعية كيفون الخيرية، ولكل من أسهم في إحياء هذه الفعالية الانسانية الوطنية، متمنية لكم دوام التقدم والتألق والازدهار".

ثم تسلمت درعا تقديرية، بعد قص شريط افتتاح المعرض التراثي، وجولة في أقسامه وأقيم حفل غداء على شرفها.

  • شارك الخبر