hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

المواجهات الشمالية... من تنورين الى القبيات

الجمعة ١٥ أيار ٢٠١٦ - 06:43

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

كَرّت سبحة إعلان اللوائح الانتخابية البلدية والاختيارية في طرابلس والشمال بكثافة خلال الأيام الماضية، مبشّرة بانطلاق المعركة الانتخابية في مرحتلها الأخيرة في محافظتي الشمال وعكار.المعركة الأشد حماوة، والتي يصفها المراقبون بأمّ المعارك البلدية شمالاً، ستكون في عاصمة الشمال طرابلس، حيث اتخذ الإستحقاق البلدي منحى سياسياً حاداً بات أطرافه على طرفي نقيض في تنافس كان يُفترض أن يكون إنمائياً.

ومع إعلان النائب السابق مصباح الأحدب لائحته «طرابلس عاصمة»، تدخل لائحة جديدة السباق الانتخابي إضافة الى لائحتي «لطرابلس»، المدعومة من الرئيسين نجيب ميقاتي وسعد الحريري والنواب محمد الصفدي ومحمد كبارة وسمير الجسر وبدر ونوس وروبير فاضل والوزير السابق فيصل كرامي وجمعية المشاريع الخيرية (الأحباش) و»الجماعة الإسلامية»، الى جانب لائحة «قرار طرابلس» التي يدعمها وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي.

هذه المواقف أعطت بعداً سياسياً للتنافس الانتخابي البلدي، وجعلت منه فرصة لتحديد الأحجام السياسية، خصوصاً بالنسبة إلى ريفي الذي يسوّق مناصروه للمعركة على أنها «كلّهم عالبطل»، بمعنى أنه يواجه منفرداً كل الطبقة السياسية الطرابلسية.

داعمو اللائحة المنافسة من السياسيين يتجنّبون الدخول في سجال سياسي مع ريفي، خصوصاً مع تيار «المستقبل» الذي يتقاسم وإيّاه جمهوراً واحداً. وبالتالي، فإنّ القيادات المستقبلية تُصرّ على أنّ الأسماء المقترحة لعضوية المجلس البلدي رشّحت على أساس إنمائي وليس لأيّ منها لون سياسي فاقع، وإن كان لكل إنسان خياراته وصداقاته وعلاقاته، فلا يجب تسييس هذه المحطة الإنمائية، إضافة الى أنّ التوافق يضمن تمثيل كل شرائح المجتمع الطرابلسي، وخصوصاً المسيحيين والعلويين.

أمّا بالنسبة إلى الأحدب، فهو وبحسب المراقبين يخوض معركة إثبات وجود، عين على الاستحقاق البلدي وأخرى على «النيابة» التي قد يدعى الناخب إليها في «المستقبل» المنظور.

ريفي

إذاً، تعيش عاصمة الشمال معركة انتخابية حامية الوطيس إمتدت رحاها الى الجدران والساحات العامة وأعمدة الكهرباء واللوحات الإعلانية وصفحات «الفايسبوك» ومجموعات التواصل، وصولاً الى جولات ميدانية للمرشحين في الأسواق والمناطق الشعبية بما يمكن وصفه بالصراع على كل صوت وبيت.

وأكد ريفي، خلال جولته في الأسواق الداخلية لطرابلس وسط حشد شعبي، أنّ «البلد يحتاج للتغيير ونحن نقود المعركة الانتخابية لتغيير كل التركيبة السياسية الحالية، ولا أحد يفرض علينا قراره أو يستطيع أن يشتري حرية قرارنا وضميرنا، ولن نرضى بالمحاصصة»، مشدداً على أنّ «المال السياسي في طرابلس يشتري الأصوات المرتزقة فقط، ومن لديهم كرامة لا يُباعون ولا يُشترون»، مؤكداً «أننا لن نسمح بعودة النظام السوري وأتباعه الى المدينة».

وخاطب ريفي الحشود قائلاً: «قدّمنا في لائحة «قرار طرابلس» خيرة الصبايا والشباب للعمل من أجل إنماء المدينة، ومن تختارونه أنتم هو من سيصل الى المجلس البلدي. لقد عانت باب التبانة كثيراً من النظام السوري ومن أتباعه وأعوانهم ولن نسمح بعودتهم إليها نهائياً، فهذه المنطقة دافعت عن المدينة وشكّلت خط دفاع أساسي لها، وأبناؤها أثبتوا أنهم رجال».

وأضاف: «لائحتنا تضمّ 7 مهندسين وطبيبين وجامعيين و8 من التبانة والقبة وباب الرمل وأبو سمرا والأسواق الداخلية، ونحن ترعرعنا في هذه المناطق وشكَّلنا نموذج نجاح، وأهلنا كافحوا وناضلوا من أجلنا، ولا نخجل بتاريخنا ونفاخر بعصاميتنا»، داعياً الجميع إلى «التصويت للائحة «قرار طرابلس» كاملة بلا استثناء».

تنورين والقبيات

مواجهة طاحنة أخرى تستعد لها الساحة المسيحية في بلدة تنورين البترونية، حيث تتنافس لائحتان: الأولى «تنورين بتجمعنا» المدعومة من «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» وقسم كبير من عائلة حرب والعائلات الأخرى، في مواجهة لائحة «قرار تنورين» المدعومة من الوزير بطرس حرب وتيار «المستقبل» وعائلات أخرى.

هذا التموضع البلدي يؤشّر، وفق متابعين للشأن البتروني، الى طبيعة التحالفات اللاحقة في الاستحقاق النيابي على رغم إصرار كلّ الأطراف على استمرار الاصطفافات السياسية في المواضيع الوطنية، ما يطرح أسئلة جدية حول انعكاس النتائج البلدية على موازين القوى في البترون كقضاء. فالمعركة بالنسبة إلى حرب ليست لتأكيد وجوده فقط في مسقط رأسه، بل لإثبات حضوره السياسي على مستوى البترون ككلّ، وهي معركة صعبة ودقيقة في حساباتها لمواجهة تحالف «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر» اللذين يمتلكان قاعد عريضة كبيرة ويتميزان بالتزام القواعد الحزبية والأنصار التصويت بنسبة عالية.

وفي السياق، أوضح الدكتور نزار يونس، الموجود في باريس، في بيان، أنه «غير معنيّ بأيّ انتخابات قائمة على أساس طائفي أو مذهبي أو عشائري او زعاماتي أو أيّ عصبية أخرى»، مشيراً الى انه «أوضح موقفه المبدئي من الانتخابات في كتابه الاخير «جمهوريتي» وكتبه السابقة، ولا علاقة له بالانتخابات البلدية والاختيارية التي ستجري في بلدته تنورين أو في أي مكان آخر».

وفي القبيات، كبرى البلدات المارونية العكارية، كباش بلدي سياسي أيضاً، حيث أجبرت الحسابات السياسية البلدية خصمَي الأمس النائب هادي حبيش والنائب السابق مخايل الضاهر على تجاوز كل الخلافات والعوائق بالتوحّد داعمين لائحة «القبيات بتقرّر» برئاسة رئيس البلدية الحالي عبدو عبدو، في مواجهة لائحة «أهل القبيات» التي تدعمها «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»، وتتمتّع بحضور شعبي وازن يقلق منافسيها في اللائحة الأخرى. وإذا كان الطرفان يتحفظان عن تأكيد أرجحية الفوز باعتبار أنّ هناك تقارباً شديداً في الأصوات، فإنهما يعتقدان أنّ الفوز قد يحسمه المترددون المقدّرون بنحو عشرة في المئة على الأكثر، لكنّ تصويتهم سيرجّح هذه الكفة أو تلك.

بشري

وفي بشري المدينة أيضاً تنافس حاد بين لائحتين، الأولى «لائحة الإنماء والوفاء لبشري» المدعومة من «القوات اللبنانية» والتي أعلنتها النائب ستريدا جعجع برئاسة فريدي كيروز، والثانية «بشري موطن قلبي» المدعومة، ولَو بطريقة غير مباشرة، من الفاعليات السياسية التقليدية.

كما تشهد بلدة حصرون في قضاء بشري مواجهة بين لائحتين، الأولى مدعومة من «القوات اللبنانية» برئاسة المهندس جيرار السمعاني، والثانية برئاسة نجيب فرح والمدعومة من بعض القوى السياسية من القضاء وخارجه.

الماكينات الانتخابية في مدن الشمال وقراه تعمل على مدار الساعة، محاولة جمع أكبر عدد من المواطنين لتأكيد التزام اللوائح، في حين أنّ صور المرشحين واللوائح انتشرت في مختلف الساحات وعلى أعمدة الكهرباء وجدران الأبنية.
انطوان عامرية - الجمهورية -
 

  • شارك الخبر