hit counter script

الحدث - ملاك عقيل

ما هي أسباب استقالة رئيس إقليم جزين الكتائبي؟

الجمعة ١٥ أيار ٢٠١٦ - 06:32

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ثمّة أثمان علنية دُفعت في انتخابات بلدية جزين ليس اقلّها إعلان قيادات في الرابية تعرّضها لـ "الخيانة"، لكن على هامش المعركة دفعت أثمان داخلية أخرى منها تقديم رئيس أقليم جزين الكتائبي ريشار أسود، ابن عمّ النائب زياد أسود، استقالته من منصبه ردّا على عدم دخول "الكتائب" مدار التوافق المسيحي في الانتخابات البلدية.
في كل مراحل التفاوض التي جمعت "الكتائب" بـ "القوات" و"التيار" للالتقاء جميعا في لائحة "كلّنا جزين" كانت رسائل الصيفي تشي بالسير في قافلة التوافق المسيحي، إلى أن قرّرت "الكتائب" في اللحظة الاخيرة سلوك خط "عكس السير". صبيحة اليوم الجزيني البلدي كان شباب وشابات من "الكتائب"، أرسلتهم "مصلحة الطلاب" الى جزين، يوزّعون لائحة الاسماء المدعومة من ابراهيم عازار للمجلس البلدي.
أكثر من ذلك، وبالرغم من الموقف العلني الرسمي للصيفي والذي تجلّى تحديدا من خلال استقبال النائب سامي الجميل للمرشح العوني أمل أبو زيد عشية فتح صناديق النيابة، وقول الجميل حرفيا بـ "ان "الكتائب" ستعمل على تحقيق التوافق حول شخص ابو زيد ودعمه وتجنّب خوض معركة حول المقعد، بل ان يتم ملؤه بالتوافق في ما بين اهل جزين فتكون رسالة في الاخلاقيات السياسية"، اشتغل بعض "الكتائبيين" علنا للمرشح ابراهيم عازار.
بصورة عامة، رغب "حزب الكتائب" ان لا يشذّ في جزين عن صورة الاجماع المسيحي الذي تكرّس في منطقة زحلة، فيشكّل امتدادا له خصوصا في مناطق الاطراف.
على مستوى النيابة نظر "الكتائب" الى أمل أبو زيد بوصفه النائب المنتخب الشرعي الوحيد، وأراد أن يطلّ على الرأي العام من ضمن المشهد المسيحي العام الذي زكّى هذا الخيار، فالتزم بعض مناصريه والبعض الاخر غنّى على ليلاه. لكن في المدينة وعلى المستوى البلدي قادت الحسابات الشخصية والعائلية والاحقاد المتبادلة، الى عدم حجز مكان لمرشّحين من "الكتائب" على لائحة التحالف الثنائي. سقط التوافق فقدّم ريشار أسود استقالته.
أسود، الكتائبي منذ نحو 38 عاما، كان من ضمن شريحة كبيرة من الكتائبين في جزين يؤيّدون خط التوافق المسيحي وضرورة الانخراط فيه، تماما كما حصل في العديد من البقع الانتخابية. وعلى هذا الاساس خاض أسود المفاوضات لكن في اللحظة الاخيرة، كما قال، "تركوني والمرشحّون المفترض ان يكونوا على لائحة "التيار" و"القوات" انتقلوا الى لائحة عازار، ما أدى تلقائيا الى منع نفسي من ترشيح آخرين على اللائحة كي لا يتظّهر مشهد الانقسام الكتائبي".
قبل أيام من انتخابات جزين اتصل أمين عام "حزب الكتائب" باتريك ريشا بأسود وأبلغه أن عدم وجود مرشّحين لـ "الكتائب" على لائحة "التيار" سيدفع القيادة الى الطلب من المناصرين والمحازبين للتصويت للائحة عازار، عندها قام اسود بكتابة نص استقالته (هذا نصّها)، فيما ينفي نفيا شديدا ان تكون القيادة قد أقالته والدليل هو اجتماعه مع النائب الجميل في اليوم التالي لانتخابات جزين حيث جرى نقاش طويل في مجريات الاحداث.
وقد أشار اسود في رسالة استقالته، التي وصفت بالقاسية، الى "اصطدامنا بتوجيهات حزبية لا ترقى الى مستوى الواقع السياسي ومخاطره في منطقة جزين"، مضيفا "صرنا بنهاية المطاف بمصاف الاعضاء السفلية لرجالات تتولّى المسؤولية في الحزب وأعني باتريك ريشا".
وقال اسود "وارتكاز الحزب على مسألة الحصّة والمحاصصة وحصر دوره بها من دون النظر الى الاعتبارات المسيحية الكبرى التي تجعل من موقف الحزب في جزين اكبر من كل الحصص واهمها لان الحزب لا يمكن ان يقوم ويستمر دون هدف سياسي أساسي يتخطّى الحساسيات المحلية وانقسام العائلات وازدواجية الانتماءات المحلية بين زعامات موهومة ومحازبين محليين باسم حزب اضحى لا يملك حيثيات تخوّله العمل الحرّ المستقر والمستدام، وبين احزاب وزعامات تسعى الى تدعيم الجهود وحماية القرار وحفظ الكرامات ضاع القرار وضعنا معه، وهذا كله بمعزل عن كل الحصص والازدواجية".
اضاف اسود "اما معضلة جزين الانتخابية والتباينات في كيفية تفعيل دور الحزب وتأمين مصداقية سياسية لصورته العامة، وامام ازدواجية الانتماء واختلاط الخطاب والتردّد والتناقض والسعي الى ربح معركة حصص مع فعاليات محلية بدور صغير، فيما الدور السياسي الاكبر والاشمل والاوسع للحزب هو التحالف المسيحي الطبيعي (....) أرى نفسي ودون تردّد ملزما بتقديم استقالتي الفورية من الموقع الذي اتولاه لعجزي عن فهم ما لا يفهم وعن تحقيق انجاز في حصص وهمية (...)، مؤكّدا ان هذه الاستقالة صرخة في وجه الادّعاء بالانتصارات السياسية التي تحتاج الى اكثر من حصص ليصبح للحزب الموحّد حصص فعلية وحجم يوازي واقعه الصحيح والموضوعي المطلوب في هذه الظروف".
وكان أسود قد رشّح للانضمام الى لائحة "التيار" و"القوات" رامي بو صادر وجورج العرية الذي كان من بين الاعضاء الاربعة الذي خرقوا لائحة "كلّنا جزين"، مع العلم ان الأول سحب ترشيحه بعد "سحبه" من اللائحة إثر فرط التحالف بين "الكتائب" وأركان لائحة "كلنا جزين".
ويؤكّد الاسود في هذا السياق، وعلى الرغم من الجهد الكتائبي العلني في التسويق للائحة عازار، "بأن الكتائبيين أعطوا لائحة "التيار" بنسبة 80%، كما أنني أقمت غداء للمجموعة الكتائبية الداعمة لهذه اللائحة خلال النهار الانتخابي"، معتبرا "ان العرية أخذ خياره بالانتقال الى اللائحة المقابلة فيما عمل آل الاسمر، لغايات عائلية، على رفع رصيدهم عند آل عازار وهمّ ممن يدورون في فلك فوزي الاسمر الداعم للاخير".
يذكر ان المرشّحين الكتائبيين على لائحة عازار هم: جورج العرية ومارون الاسمر (يحملان البطاقة الحزبية) إضافة الى العميد نادر بو نادر (من قدامى "الكتائب" ولم يجدّد بطاقته الحزبية).
ويقول بعض الكتائبيين المؤيّدين للتحالف المسيحي العام في جزين، ردّا على موقف ودور النائب سامي الجميل مما حصل في بلدية جزين، "بأن ثمة قطبة مخفية، فلربما لم يكن الجميل في أجواء ما يحصل تماما في المدينة، أو وصلته الوقائع والمعطيات بطريقة غير دقيقة".
ويتمسّك اسود اليوم بموقعه في "حزب الكتائب"، مؤكّدا بأنه من غير الوارد بالنسبة اليه الانتقال الى صفوف "التيار الوطني الحر" لأن "الكتائب" قضيتي إلا إذا فصلني "الحزب". أما إذا طلبني الحزب لاي مهمة أخرى، فسأفكر مليّا بالموضوع هذه المرة".

 

  • شارك الخبر