أخبار محليّة
الراعي من البترون: لبنان لا يمكن أن يستمر دون رئيس وندعو الى صحوة ضمير
الخميس ١٥ أيار ٢٠١٦ - 13:12
احتفلت ثانوية مار الياس لراهبات العائلة المقدسة المارونيات في البترون، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، وبمبادرة من مارلين بطرس حرب، بوضع الحجر الاساس لمعبد مار الياس الحي في حرم المدرسة في حضور وزير الاتصالات النائب بطرس حرب وعقيلته مارلين، النائب سامر سعاده، ممثل النائب أنطوان زهرا مدير مكتبه بيار باز، قائمقام البترون روجيه طوبيا، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان صعب، راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، النائب البطريركي المطران بولس عبد الساتر، رئيس بلدية البترون مرسلينو الحرك، المدير العام لشركة "ألفا" مروان الحايك، الرئيسة العامة لراهبات العائلة المقدسة المارونيات الام ماري أنطوانيت سعاده، القيم الابرشي الخوري بيار صعب، رئيسة الثانوية الام جورج ماري عازار، أفراد الهيئتين التعليمية والادارية، وحشد من أهالي الطلاب.
قدمت للحفل المربية ليلى كرم رعد، وبعد النشيد الوطني وترنيمة تكريما لمؤسس جمعية راهبات العائلة المقدسة البطريرك الياس الحويك، ألقت الأم عازار كلمة قالت فيها: "إنه يوم تاريخي بامتياز يشبه الى حد بعيد أياما مجيدة عاشتها مدرستنا يوم كان مؤسسنا البار البطريرك الياس الحويك ساهرا على تأسيسها وتطويرها مانحا إياها اسم شفيعه مار الياس النبي. التاريخ يعيد نفسه أحيانا، فبعد ما يزيد على الـ 100 عام من تأسيس المدرسة ها هو غبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يبارك المئوية قبل أربع سنوات، يزورها اليوم، يتفقد تلاميذها ويضع الحجر الاساس لمعبد جديد لمار الياس يليق بهذا النبي العظيم".
أضافت: "الحجر الاساس ما كان ليوضع اليوم لولا نظرة ثاقبة وقلب محب ويد معطاء دخلت على الخط، إنها السيدة مارلين بطرس حرب الذي نذرت نذرا لمار الياس أن تبني له معبدا في مدرسة راهبات العائلة المقدسة في البترون وكأنها تقول على خطى مار الياس "غرت غيرة للرب" فألف شكر لها. الحجر الاساس في الكتاب المقدس هو يسوع المسيح وقد أعطى إسم الصخرة لبطرس وعليه بنى الكنيسة".
وتابعت: "الحجر الاساس لمعبد مار الياس يضعه اليوم غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ويدعم المشروع الشيخ بطرس فألف شكر لكم يا صاحب الغبطة. إن الحجر الاساس الذي ستضعونه اليوم أراه رمزا للحجر الاساس للبنان الجديد، لبنان الرسالة الذي تبذلون الغالي والرخيص في سبيله، وألف شكر للوزير حرب والسيدة مارلين التي لها الفضل الكبير في انجاز هذا المشروع."
وشكرت نائب رئيس مجلس ادارة "زين السعودية" بدر الخرافي، المدير العام لشركة "ألفا" مروان الحايك، وجيلبير الشاغوري وكل أصحاب الايادي البيضاء على مساهمتهم في بناء هذا المعبد.
حرب
من جهته، قال حرب: "يسعدني جدا ان ارحب بصاحب الغبطة وصحبه الكرام في قضاء البترون التي امتاز عبر تاريخه بأهم المحطات التاريخية للطائفة المارونية، هذا القضاء الذي كان مقرا للبطريرك الاول للموارنة مار يوحنا مارون في كفرحي حيث مركز المطرانية اليوم، كما شهد القضاء اول معركة خاضها الموارنة للحفاظ على وجودهم وعلى دورهم وحضورهم إضافة الى ان منطقة البترون اعطت بطريركا عظيما هو البطريرك الياس الحويك الذي بفضله انشأنا هذه المؤسسة وهذه الرهبانية جمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات المعروفة بتاريخها الكبير والفضل الكبير على المجتمع اللبناني ككل، والتي لا يقتصر عملها على الاعمال الدينية بل يشهد لها بنشاطاتها الاجتماعية والتربوية والصحية وهي ترهق كاهلها بتضحيات كبيرة ينحني لها كل لبناني صاحب ضمير ، ونحن نشكركم على كل ما تقومون به".
أضاف: "لقد رأينا من واجبنا، نحن كدولة، وأنا كوزير للاتصالات المتهم بأنني اوزع عائدات الدولة على المؤسسات الخيرية والاجتماعية، للعمل العام والخير العام، والمتهم أنني لا أملأ جيوبي كما درجت العادة عند البعض، بل أقدم للمؤسسات. وعندما وجدت هذه المؤسسة، جمعية راهبات العائلة المقدسة التي تبذل هذا الكم الهائل من الجهد لمجتمعنا، رأيت ان من واجبنا ان نكون بجانبها لكي تستمر، فنساعدها على متابعة مسيرتها في النهضة الثقافية والتربوية وتنصرف لبناء هذا المعبد الذي انا سعيد جدا لأنه سيحمل اسم البطريرك الذي أسس هذه المؤسسة جمعية راهبات العائلة المقدسة".
وتوجه الى الراعي بالقول: "سيدنا، أعتقد ان كل لبناني صاحب ضمير يتألم اليوم وهو مجروح لأننا مقطوعو الرأس، وهنا أريد ان أحيي غبطتكم لأنكم تحملون هذا السيف الذي يحمله مار الياس، لكي تقطع به رأس الشر في لبنان، وكما مار الياس قطع رأس التمثال الذي كانوا يعبدوه. الشر في لبنان الذي يعطل الرئاسة في لبنان ويعطل لبنان، ويعطل امكانية استمرار لبنان ويضعف لبنان ويوهن الجسم اللبناني ويدفع مجلس الوزراء للاجتماع لكي يتقاتل الوزراء مع بعضهم وليس لكي يتعاونوا لخدمة الناس لأن لا رأس يمسكه بالرغم من ان هناك جهودا ممتازة يقوم بها الرئيس تمام سلام إضافة الى التضحيات والصبر العظيم التي يبذله. بالرغم من كل ذلك لن تستقيم الامور في لبنان اذا بقينا بلا رأس، واذا الجمهورية بقيت بلا رأس فهذا يعني أننا بدون جمهورية".
أضاف: "من هنا، سيدنا نشد يدنا على يدك، ونثمن ما تقوم به من حملة لدفع كل الاطراف الذين يضعون المصلحة الوطنية جانبا ويبحثون عن مصالحهم الخاصة لكي يستيقظ ضميرهم فنتمكن من انتخاب رئيس للجمهورية. نحن نريد رئيسا للجمهورية لكي نعيد بناء الدولة التي تنهار في حين المنطقة من حولنا تشتعل والزلازل تحيط بنا، وكيف لنا ان نحافظ على مؤسساتنا ونبني دولتنا في ظل هذه الفوضى. منذ سنتين ونحن بدون رئيس للجمهورية بحجة تهدم البلد وهي اننا نريد تقوية موقع المسيحيين في حين نحن نفعل العكس ونقصي المسيحيين. المركز المسيحي في هذا البلد هو موقع رئيس الجمهورية المركز الاول وها نحن نقضي عليه".
وتابع: "سيدنا، برعايتك وبإيماننا المسيحي ولأنني ابن بيت اصله خوري، لذلك نحن معروفون باسم بطرس الخوري حرب، ولأنني اعرف قيمة الوجود المسيحي في لبنان وقيمة لبنان بالوجود المسيحي واعرف ايضا نكبة لبنان من دون الوجود المسيحي، اريد ان اقول اننا مستمرون في خوض المعركة معكم لأن لبنان لا يمكن ان يستمر كدولة مستقلة حرة بدون رئيس وبدون مؤسسات، ونحن لا نرى للوجود المسيحي امكانية استمرار بحرية وقوة وتأثير في القرار السياسي اذا قطعنا الرأس المسيحي الذي يدير الدولة. لذلك نحن معكم سيدنا، وننتهز الفرصة لنقول لكم باسم من نمثل في هذا القضاء، إننا معكم وبجانبكم، وندعوكم لخوض المعركة وسنخوضها معكم ونريد رئيسا للجمهورية".
وأردف: "هناك مثل يقول "وراء كل رجل عظيم إمرأة" وأنا اليوم أريد أن أبدل القول، وانا هنا اليوم لأن وراء كل إمراة عظيمة رجل يساعدها. زوجتي تعيش علاقة ايمانية خاصة بالقديس شربل وبالكنيسة لذلك حيث تحل تنذر إقامة مشروع للكنيسة وهذا أمر ينسجم مع تفكيري لأنني مؤمن، هي تمارس بشكل أفضل مني من خلال مشاركتها وحضورها ولكنني ادعم هذا الايمان لذلك عندما اخبرتني بأن الراهبات ليس لديهن كنيسة وهذا لا يجوز في هذه المؤسسة التاريخية العريقة حيث الراهبات يضعن كل امكاناتهن بتصرف التربية والصحة لم أتردد للحظة. وأنا أفتخر كوزير للاتصالات وأعتز أنني أخصص مبالغ من عائدات الدولة لمساعدة المؤسسات التربوية والاجتماعية والصحية والسياحية والثقافية لكي تنتشر في لبنان فنحافظ على البسمة على وجوه اللبنانيين".
ودعا "كل من يغبر على هذا النشاط ان يعود لضميره فيعرف انه عندما تتوفر العائدات التي يمكن تخصيصها لبعث الحياة وادخال الفرح الى عقول وقلوب الناس والبسمة الى وجوههم هو افضل من سرقتها ووضعها في جيوب من يتحمل المسؤوليات".
وختم: "ما قمنا به اليوم هو خطوة أولى على طرق بناء هذا المعبد الذي لن نتركه أنا وزوجتي وكل الاصدقاء الذين نتواصل معهم. زوجتي نذرت ان تبني هذا المعبد وانا الى جانبها باعتبار كل امرأة عظيمة يكون هناك رجل صغير بجانبها وسأساعدها لتحقيق هذا المشروع".
الراعي
بدوره، قال الراعي: "هللويا هي كلمة الشكر للرب الذي يجمعنا في هذا اليوم الجميل لنضع الحجر الاساس للكنيسة الجديدة على اسم مار الياس شفيع ثانوية مار الياس لراهبات العائلة المقدسة المارونيات ونرفع الـ هللويا مع الراهبات ومع الاساتذة والطلاب وأهلهم. هللويا للرب الذي يحضر لنا دائما مفاجآت في حياتنا اليومية وهذه المدرسة التي يعود عمرها الى ايام البطريرك الحويك تحمل هللويا مستمرة من خلال تخريج الطلاب وأعمال الخير التي تقوم بها وهي لا تحصى ولا تعد وها نحن اليوم نضع معها الحجر الاساس الذي هو من العناية الالهية وعنايات الحويك ان تكون السيدة مارلين بطرس حرب والوزير بطرس حرب اليوم يد العناية التي تسند من خلالكم اليد السماوية والمدرسة التي سترتفع فيها الهللويا".
وتوجه الى حرب وعقيلته بالقول: "نحن لا نعرف مقدار النعم التي ستوزع في هذه الكنيسة، ولا نعرف عدد الاشخاص الذين سيتأثرون بكلام الله، ولكن ما اريد قوله لكما انكما تقومان بعمل جبار. شكرا لكما، هللويا".
وخاطب حرب قائلا: "ليس من باب الصدفة انك اليوم، واضافة الى انك نائب عن منطقة البترون وانا احييك واحيي زميلك النائب سامر سعاده، أن تكون وزيرا للاتصالات لأن الاتصالات الاجتماعية التي انت مسؤول عنها أيضا، وانت اليوم مع زوجتك، الى جانب ما نفذتما في جبل تنورين أمس من بناء كنيسة للقديسة ريتا، هي قمة الاتصالات لأنها مكان الاتصال العظيم، مكان الاتصال بين الانسان والله، والاتصال بين البشر. هذا من ظروف العناية الالهية ان تكون اليوم وزيرا للاتصالات ومنفتحا من خلال وضع مخصصات الدولة في خدمة المؤسسات الكنسية والاجتماعية والانمائية وهذا هو الاتصال الحقيقي".
أضاف: "نعيش اليوم عصر الاكتشافات العظيمة، حيث وسائل الاتصال لا حدود لها وتتبدل وتتغير كل يوم بقدر تقدم وتطور العلم، لكنننا في الوقت نفسه نشعر اننا بقدر ما تقدمنا في الاتصالات التقنية بقدر ما تراجعنا بالاتصال الشخصي الذي اصبح معدوما لدرجة عدم وجود امكانية تبادل السلام بين الناس، حيث عبارة صباح الخير اصبحت صعبة، وكيف بالحري بالنسبة للحياة داخل البيت الواحد حيث وسيلة الاتصال باتت صعبة جدا، وكذلك في المجتمع والوطن. أنتم اليوم قمتم بهذه المبادرة الربانية لبناء كنيسة في هذه المدرسة التي هي بمثابة بيت للاتصالات، حيث يتعلم الطلاب الاتصال الحقيقي، الاتصال مع معلميهم، الاتصال مع ربهم، الاتصال مع الراهبات، الاتصال بالمجتمع، الاتصال بالوطن وبالعلم، هنا نبع الاتصالات. وأنت كوزير للاتصالات تجد نفسك هنا اكثر من وزارة الاتصالات، هنا تجد كل الاتصالات التي تريد. شكرا على كل ما قمتم وتقومون به، وقيمة هذا العمل اليوم هو أننا بحاجة لهذا النوع من الاتصال الحقيقي بالله".
وتابع: "أنا اعتقد، عن ايمان وعن اقتناع، ان اساس مشاكل الناس الافقية هو مشكلة عمودية مع الله لأن لا سلام مع الله بدون سلام مع الخليقة كلها. ولا يمكن للانسان ان يعيش سلاما مع الله من دون ان يعيش سلاما مع الآخرين. من هنا اعتقد ان هذا العمل اليوم هو عمل عظيم وكبير لأنكم وضعتم يدكم في المكان المناسب والعزيز على قلب البطريرك الحويك وعلى قلوبكم وقلوبنا، هذا المكان الذي من خلاله تشعر المدرسة انها حققت الاكتمال. المكان الاوسع موجود، القاعات موجودة، الامكانات موجودة، فقط الكنيسة كانت ناقصة وعندما كنت أزور المدرسة كنت امازح الام عازار بالقول اريد ان ازور البازيليك الذي كان عبارة عن ممر صغير يحتضن صورة ومزار مار الياس ، ومع هذه المبادرة سيكون لمار الياس بازيليك في هذه المدرسة".
وحيا المطران خير الله وهنأنه "لأن فرحته كبيرة ومن مصلحته ان تتكاثر الكنائس"، وقال: "بالامس دشن كنيسة القديسة ريتا في الجبل، واعتقد انه عندما تبنى الكنائس، وعندما يصلي الشعب يلتقي المؤمنون مع ربهم ومع بعضهم ومنها ننطلق لنجتمع مع مجتمعنا. نهنئكم سيدنا منير ونهنىء كل كهنة الابرشية، كما نتوجه الى المطران بولس اميل سعاده بالتهنئة ونتمنى له الشفاء الكامل ونهنئكما بالسلامة بعد تعرضكما للحادث المروع. ونحيي أخواتنا راهبات العائلة المقدسة المارونيات بشخص الرئيسة العامة الام ماري انطوانيت سعاده، في اطلالتها الاولى لتقدم اجمل واكبر هدية للثانوية، واحيي الام غبريال بو موسى والمجلس العام والاخت جورج ماري عازار التي لا يمكن وصف فرحتها واشكرها على كلماتها. وباسم اخي النائب البطريركي الجديد المطران بولس عبد الساتر والوفد المرافق نحيي كل الحضور والهيئتين الادارية والتعليمية والاهالي والطلاب والموظفين ونقول لكم مبروك الحجر الاساس الذي به يعلو البنيان".
وكرر شكره لوزير الاتصالات وعقيلته، وقال: "هذا عمل الاتصال الحقيقي الذي يتوج عملك في الوزارة ونحن نتمنى لكم اكمال امنياتك في وزارة الاتصالات من اجل ازدهار هذا الاتصال الفني والتقني على مستوى حياتنا الاجتماعية والوطنية والدولية والاقليمية ونحن معك ولا كلام ازيده على ما تفضلت به بالنسبة لانتخاب رئيس الجمهورية والجميع يشعر بالشلل في غياب الرأس عن هذا الجسم. نحن اليوم جئنا الى هنا بفرح كبير ولكن بجرح كبير ايضا لأن اليوم هو الاول من السنة الثالثة لفراغ سدة الرئاسة وهذا شيء كبير في حياتنا وهذا جرح بليغ عندما نفكر في القصر الجمهوري المقفل وهو البيت الاساسي في الدولة، البيت الام، والمكان الذي يؤمن الضمانة لكل المواطنين، ضمانة للدستور، ضمانة لكيان، ضمانة لشعب وضمانة للوحدة الوطنية".
أضاف: "ان يكون هذا القصر مقفلا ونشعر وكأن كل شيء على ما يرام وأن الامور عادية وطبيعية فهذا هو أخطر من الفراغ ان نعتقد ان البلد يمشي بدون رأس. هذا شيء مرفوض من العالم كله، ولا اعتقد ان المسؤولين والكتل السياسية والنيابية واصحاب القرار في هذا الموضوع قادرون على قبول اي مبرر وصم آذانهم تجاه دعوة العالم كله والحريص علينا وعلى لبنان نظرا لأهمية لبنان، أكثر من حرص اللبنانيين أنفسهم على كيانهم. نحن نضم كلامنا الى كلامك معالي الوزير ونجدد الدعوة للمسؤولية الخطيرة التاريخية في هذا الظرف الصعب لانتخاب رئيس حتى يتمكن البلد من استعادة حياته".
وتابع: "كلنا نعرف ان في سنة الطبيعة لا شيء من دون رأس، حتى النبتة في الحقل والشجرة في البستان لا حياة لهما من دون رأس، وكذلك الحيوان والنحل والنمل والاسود والطيور، كلها منظمة وليس هناك من جماعة بدون رأس، وليس هناك عائلة او بيت او مدرسة بدون رأس، وكيف لنا ان نقبل ان تكون دولتنا بدون رأس؟ هذا ما نرفضه رفضا تاما ونحن اليوم في بيت الحويك الذي يرتبط اسمه باسم دولة لبنان الكبير التي سنحيي مئويتها الاولى بعد 4 سنوات في اول ايلول 2020. وأمام هذا الاستحقاق العظيم لا يمكننا الا ان ندعو لأن نتهيأ لهذه المئوية العظيمة وما يعزينا هو ان البطريرك الحويك، أب دولة لبنان الكبير وأب الاستقلال لن يتركنا، ودعوى تطويبه سالكة واليوم اسمه خادم الله لأن دعوى تطويبه موجودة، وطبعا لن يتركنا ولن يترك هذا الـ لبنان الذي ضحى في سبيله. كل هذا هو من أبعاد الحجر الاساس الذي نضعه اليوم على اسم مار الياس شفيع هذه الثانوية".
وختم: "معكم نرفع صلاة الشكر للرب الذي دائما يتحفنا بأشخاص يظهر لنا من خلالهم عنايته فينا. هللويا".
هدية
ثم قدمت الرئيسة العام الام سعاده هدية تذكارية للراعي وهي كناية عن كتاب بعنوان "رجل العناية البطريرك الياس الحويك ومدرسة مار الياس - البترون".
وضع الحجر
بعد ذلك، توجه الراعي وحرب والحضور الى الموقع الذي ستشيد عليه الكنيسة حيث وضع الحجر الاساس وازيح الستار عن لوحة تذكارية.
مستشفى البيطار
وكان الراعي استهل الزيارة بمحطة مفاجئة في مستشفى إميل يواكيم البيطار واطلع على أوضاعه، يرافقه راعي ابرشية البترون المطران منير خيرالله، النائب البطريركي المطران بولس عبد الساتر وأمين سر البطريرك الخوري ايلي الخوري والمحامي وليد غياض.
جامعة الراهبات المارونيات
بعد ذلك، توجه الراعي والوفد المرافق إلى جامعة راهبات العائلة المقدسة المارونيات في البترون، حيث كان في استقباله رئيسة الجامعة الاخت ماري دو كريستين بصبوص، الرئيسة العامة للجمعية الاخت ماري انطوانيت سعادة، رئيسة مدرسة عبرين الأخت غابرييل بو موسى وحشد من راهبات الجمعية والهيئة التعليمية وقائمقام البترون روجيه طوبيا.
وبعد الإطلاع على وضع الجامعة من سعادة، التقى الراعي في المسرح طلاب الكليات، وكان حوار تمحور حول الوجود المسيحي في لبنان والشرق، الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية، والمصاعب التي يواجهها الشباب اللبناني على كافة المستويات.
بداية، ألقت رئيسة الجامعة كلمة قالت فيها: "نعلم تماما يا صاحب الغبطة كم ان همومكم كبيرة وكثيرة، وانما نعلم ايضا ان قلبكم يتسع للجميع وان فكركم النير يحيط بكل التفاصيل. انتم تحملون دوما بشخصكم الحبيب شباب لبنان في قلبكم وروحكم كأسلافكم من البطاركة العظام".
أضافت: "جامعتنا تفرح بزيارتكم وتقدر اهتمامكم بالشباب آملة تحقيق المزيد من التعاون بين كل الجامعات الكاثوليكية في لبنان ومشددة على الإرشاد والنشاط الروحي الذي اطلقتموه في كافة الجامعات. جامعتنا متمسكة بشباب لبنان وتحب كل لبنان على مثالكم لأنكم ترفعون اسم لبنان عاليا وبطريرك الموارنة من الحويك الى الراعي ليس بطريرك الموارنة فقط انما هو لكل لبنان ولكل اللبنانيين".
الراعي
وقبيل البدء بالحوار مع الطلاب، قال الراعي: "كلمة رجاء كبيرة جدا أود توجيهها إليكم، وهي أن لا ندع الهموم تكون أكبر منا. يجب أن نواجهها بصمودنا وبالعلم والأخلاق والروحانية. نحن يجب أن نكون عكس التيارات الإجتماعية، لأن هناك فلتانا إجتماعيا، يجب أن نكون منضبطين، ولأن هناك عبثا بحياة الوطن يجب أن نكون جديين. ولأن الأوطان تبنى بسواعد أبنائها، هذه ساعتنا نحن اللبنانيين، وبخاصة هي ساعة الشباب شئنا أم أبينا، لأنه عمر القرارات والمسؤوليات التي يحملها الإنسان ويتهيأ بها للغد. ما أنتم اليوم، يكون لبنان غدا وكنيسة لبنان. من على مقاعد هذه الجامعة، تهيئون مستقبل لبنان، الذي يريد أشخاصا أوفياء ومتجردين يعطون من قلبهم. كلنا درسنا التاريخ، وعرفنا أن كل الدول عاشت الحروب والدمار، وربما أكثر منا، وبعدها عادت شعوبها ونهضت".
أضاف: "أقول هذا الكلام، لأن اللغة السائدة بين شبابنا لا بل بين الأهل هي انه "يجب أن نجد مكانا آخر". لبنان بحاجة الينا اليوم أكثر من قبل، نحن أبناء وبنات هذه الساعة. فنحن هنا من عائلة الحويك، الذي اقترن اسمه باسم لبنان الكبير، وأنتم في الجامعة طبعتم بطابع البطريرك الحويك".
سئل: حين نقرأ التاريخ السياسي اللبناني، نرى أن البطريركية المارونية لطالما كانت أساسية ومرجعية في الحفاظ على الجمهورية، ومثلا البطريرك الحويك. ما هو الدور الذي تقوم به البطريركية اليوم في ملف رئاسة الجمهورية؟
أجاب: البطريركية والكنيسة تلعب دورا في الحفاظ على المبادىء الإجتماعية والدستورية، ولكن الخيارات السياسية هي للمدنيين. وعندما نطالب الكتل السياسية والنيابية بأن يدخلوا إلى البرلمان لانتخاب رئيس، يتهمون البطريرك بأنه يتعاطى السياسة. كل ما يعرف بالسياسة التقنية هو للسياسيين. الكنيسة والبطريركية تناديان بالمبادىء الوطنية والسياسية لخدمة المواطن اللبناني والدولة اللبناية. نحن فيما يختص بنا ككنيسة، نعمل على الصعيد التربوي والرعوي والأخلاقي لخدمة الإنسان في لبنان، بينما دور السياسيين يتعلق بالقضاء والتشريع".
أضاف: "بالنسبة لرئاسة الجمهورية، الدور الذي نقوم به هو المطالبة باستمرار المجلس النيابي بتحمل مسؤوليته وبدء عملية الإقتراع. دورنا هو حث الكتل السياسية على انتخاب رئيس، ومطالبة الدول النافذة على تسهيل الامر".
سئل: نلحظ في الفترة الأخيرة في الشرق الأوسط صحوة إسلامية، ما يترك خوفا كبيرا لدى الأقليات، هل هذا الخوف مبرر، وكيف نواجه هذه الهواجس؟
أجاب: "يجب أن نميز بين مسلمي الشرق الأوسط الذين عشنا معهم في لبنان وسوريا ومصر، حيث عشنا الاعتدال معا، وعشنا نحو 1400 سنة، وهناك اختلاط دائم بيننا. نقلنا لهم قيمنا ونقلوا لنا قيمهم، وبنينا ثقافة مشتركة، ولبنان هو مثل، واستطعنا بالرغم من الصعوبات أن نبني الإعتدال. ولكن من يظهر اليوم هي الجماعات المتطرفة بدعم دولي، مع إرسال المرتزقة من الخارج، الذين لم يعيشوا هذه الخبرة الإسلامية - المسيحية. المسلمون المعتدلون مقموعون، وقد دانت العديد من الدول الإسلامية أعمال المتطرفين الإسلاميين، وهذا التطرف يأتي نتيجة البطالة والحرمان. البابا فرنسيس سمى الحرب الدائرة اليوم بـ "تجارة السلاح"، واليوم العالم الغربي يتكلم عن صراع الديانات. وهناك إرادة بمنع التعايش بين الأديان والحضارات. أما نحن فنقول دائما، حوار الأديان والحضارات والتعايش بينها. العالم متجه نحو العولمة، وأصحاب المصالح يتجهون نحو تقسيم الشعوب. ولقد تمكن لبنان في العالم العربي أن يفصل بين الدين والدولة ويحقق المساواة. دور لبنان اليوم هو أكبر من ذي قبل، ليعطي مثالا للعيش المشترك للدول المجاورة والمتنازعة. وهذا هو دور شباب اليوم".
أضاف: "نحن نرفض أن نسمي أنفسنا أقلية مسيحية، فالمسيحيون ليسوا جماعة إثنينة، بل هم الكنيسة الموجودة في كل دول العالم، وهي كنيسة المسيح. عمرنا 2000 سنة في الشرق، الكنيسة متأصلة، يعني أنها مؤسسات ورهبانيات ورعايا. قد يتأثر عدد المسيحيين، ولكن لن ينتهي، وقوات الجحيم لن تقوى عليها، إنها سر الله مع البشر. هذا وطننا وهذه أرضنا وهنا سنلعب دورنا في التاريخ".
سئل: في ظل زمن الإضطهاد والتهجير المسيحي في العالم العربي، كيف يمكن توجيه إرادتنا وطاقتنا للمشاركة في الحد من الآلام المسيحية في هذا الشرق؟
أجاب: "يجب أن أعمل انطلاقا من دوري وإمكاناتي. عندما يلتزم كل منا بإمكاناته وينفتح على العطاء في عالمه، هنا يكمن الكمال. وعلى الصعيد الجماعي، عندما ننتظم معا يمكن أن نخرج بأمور كثيرة. والأمر نفسه على الصعيد الوطني. أما على صعيد الشرق الأوسط، فلا يمكنكم أن تصنعوا شيئا، لأنه خارج إمكاناتكم. عندما يتحمل كل منا مسؤوليته نحقق الكثير، لا تتأثروا بالخلافات السياسية والإنتخابية، بل اذهبوا إلى المبادىء".
وشدد الراعي على "ضرورة الصمود في وجه الصعاب"، مؤكدا أن "المسيحيين هم من صلب هذا الشرق والعالم، فهم الكنيسة التي لن تقوى عليها أبواب الجحيم".
ودعا الشباب إلى "المزيد من الإيمان بوطنهم وعدم وراثة الصفحات السوداء ممن سبقهم"، طالبا منهم أن يكونوا "الصفحة البيضاء الجديدة لمستقبل لبنان".
وإذ أكد أنه "لا يمكن للبنان أن يستمر من دون رئيس"، دعا المسؤولين إلى "صحوة ضمير لإنقاذ لبنان لما له من دور كبير جدا في هذا الشرق عليه القيام به".