hit counter script

الحدث - ابراهيم درويش

قراءة عامة في انتخابات الجنوب... صوت الناس: الدم يتقدم على الانماء

الخميس ١٥ أيار ٢٠١٦ - 06:37

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يدرك أبناء الطائفة الشيعية انهم يعيشون بنعيم أمني وسياسي بوجود قائدين اثنين على رأس طائفتهم، موكلين بالمهام الامنية والسياسية.
لا يختلف اثنان أن ارضية الطائفة لا تزال تشعر بالكثير من الحرمان، ولا سيما في الشقين الاجتماعي والاقتصادي وحتى الانمائي، وفي حين تحمّل قلة قليلة مسؤولية هذا التقصير الى التحالف الحركي-الحزبوي، يؤكد آخرون أن لولا القيادة الحالية، لما كان للوضع القائم فرصة في ان يكون اساساً، ولكانت الامور في قمة السوء.
قراءة أرقام الانتخابات الاخيرة ولا سيما جنوباً، تؤكد الاقتناع الكبير لدى ابناء هذه البيئة بضرورة الالتفاف حول من بذلوا الدماء على خط التحرير، وعلى الرغم من "التشطيبات" في بعض القرى لمرشحي اللوائح المشتركة بين الفريقين، الا ان النتائج وبشكل عام، ظهّرت أغلبية التأييد للوائح المشتركة، وتفضيل الناس التحفظ على ملاحظاتهم، وحتى غض الطرف عنها، فالخطر الاسرائيلي لا زال موجوداً، ولم تمر حقبة طويلة على الامس لحظة نجحت الدماء في صون الارض، كما لم تغب صورة المجازر الاسرائيلية عن اعين الاهالي، وحقبة الاختلاف بين حزب الله وحركة امل.
لا يرمي ابناء بيئة امل وحزب الله اعينهم على الجبهة الجنوبية فقط، بل هم يرمونها الى الشرق والشمال الشرقي، الى خلف الحدود حيث يتربص بهم عدوّ، جاهر بنواياه العدوانية، مع التنويه بالاختلاف الحاصل في وجهات نظر حول تحصين الوطن من الداخل او الدفاع عنه خارج السور اللبناني.
للبيئة ملاحظات كثيرة، ومطالب كبيرة، لكن اغلبية ابنائها يرون أن معمودية الدم اهم من طريق في بلدة، وأهم من كهرباء، او حتى الانماء بحد ذاته.
وبين القلة القليلة، والاكثرية الساحقة، فئة متواضعة تحاول ان تصل الى معادلة متكاملة بين الانماء والمطالب الاجتماعية والخطط النهضوية والعمل المقاوم، في وقت تبقى هذه الفئة حتى اللحظة مقبولة على مضض من الارضية الشعبية، رغم الكثير من علامات الاستفهام حولها، حتى من دون اسباب موجبة، كونها من صلب البيئة المقاومة.
نقطة اضافية، لايمكن اغفالها وقد تكون النقطة الاهم في الشخصيتين القياديتين لدى الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله، والتي تشكل ضمانة شعبية وحزبية رئيسية في الشراكة القائمة بين الفريقين السياسيين، خصوصاً في ظل المرحلة القائمة، وعلى الرغم من التنافسات الانتخابية في بعض القرى، والتي أخذت طابعاً حاداً، تجمع المصادر المقربة من الطرفين في دردشة مع ليبانون فايلز، ان المرحلة لا تحتمل هفوات او خطوات ناقصة، وأن القرار القيادي هو في تجنب الانزلاق او حتى التعثر، فعين الارهاب متربصة، وعين العدو لم تحد عن لبنان لتحيّن الفرصة المناسبة.

  • شارك الخبر