hit counter script

أخبار محليّة

جوزيف أبو فاضل: داعش محمية تركيا وسعوديا

الأربعاء ١٥ أيار ٢٠١٦ - 08:27

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أكد الكاتب والمحلل السياسي جوزيف أبو فاضل أنّ داعش محميّة تركياً وسعودياً، لافتاً إلى أنّ وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، المرشحة للانتخابات الرئاسية، قالت في إحدى مناظراتها أنّ الولايات المتحدة الأميركية هي التي خلقت القاعدة وداعش والإرهابيين الذين تقاتلهم اليوم منذ ثلاثين سنة

وفي حديث إلى "الفضائية السورية"من دمشق ضمن برنامج "الجهة الخامسة" أدارته الإعلامية رشا الكسار، لاحظ أنّ إسرائيل لم تقصف يوماً مقاتلي داعش والفصائل الإرهابية الأخرى، في حين استطاعت روسيا بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين أن تفعل في ستة أشهر ما لم تستطع أميركا أن تفعله في سنتين، واصفاً داعش والفصائل الأخرى بأنّها كذبة كبيرة، متحدّثاً عن اتفاق لم يعد خفياً بين الأميركيين والعربان بصورة خاصة والأتراك وإسرائيل.
وانتقد أبو فاضل الحديث عن معارضة معتدلة، مشدّداً على أنّه لا يمكن بعد اليوم الركون إلى أيّ قرارات أميركية تصدر إلا بعد رؤية الفعل على الأرض، واعتبر أنّ الاتجاه اليوم يبدو أنّه نحو ضرب داعش، مستشهداً بما يحصل في العراق، متوجّهاً بالتحية لقوات الحشد الشعبي التي تلعب دوراً في هذا السياق.

وتطرّق أبو فاضل إلى التفجيرات الإرهابية التي ضربت جبلة وطرطوس، فلفت إلى أنّه لا يمكن وصفها بأنّها خرق أمني باعتبار أنّ أحداً لا يستطيع ضبط مثل هذه العمليات بشكلٍ كامل، رافضاً حتى وضعها في إطار التقصير الأمني، مشدّداً على أنّ من يريد أن يقاتل داعش يتوقع حصول مثل هذه العمليات.
وأعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ هناك تحرّكاً كبيراً سوف يحصل في الدولة السورية لناحية التشديد على الوضع الأمني بعد هذه التفجيرات الدموية، والتي حصدت مئات الشهداء والجرحى.
ورداً على سؤال، اعتبر أنّ ما حصل هو ضربة كبيرة لاتفاق فيينا وضربة في صميمه وهو أيضاً استهداف لما يسمّى بمفاوضات جنيف، وقال: "على حدود جبلة هناك مؤتمر قمّة إنساني دولي يعقد للمرة الأولى في اسطنبول".

وشدّد أبو فاضل على أنّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان هو راعي الإرهاب في العالم وزعيم الإخوان المسلمين في العالم، ولا يوجد أحد في الدنيا لا يعرف أنّ إردوغان ومجموعته هم الذين مرّروا الإرهابيين من كلّ دول العالم إلى سوريا.
ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ السوري اليوم يواجه تحدياً كبيراً، فإما أن يكون مع دولته وجيشه وناسه وشعبه، وإما أن يكون مشتّتاً في دول العالم، مشيراً إلى أنّ الحدود فُتِحت بكاملها عندما قصفوا الرادارات، والعملية ليست عملية صغيرة أو محدودة، والمخطط هو إضعاف الجيش السوري، وهو ما لم يحصل.
وأكد أبو فاضل أنّ سوريا ليست متروكة، مشيراً إلى أنّ الشعب السوري يتعرّض لحرب دائمة لقهره وإذلاله، ولكنّه شدّد على أنّ هناك دولاً وقوى تقف إلى جانب سوريا، ومن بينها روسيا وإيران والمقاومة، مستشهداً بما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن وجود أسود في سوريا.

وأسف أبو فاضل لازدواجية المعايير لدى البعض في المنطقة، لافتاً إلى أنّه عندما يسقط ضحايا في باريس ويسقط ضحايا في بلجيكا تُطلَق الحملات في لبنان وكلّ دول العالم، ولكن عندما يسقط أكثر من مئة شهيد في سوريا كما حصل في جبلة لا أحد يحرّك ساكناً، "لأنّ معلّمهم الأميركي يعتبر أنّ جبهة النصرة وأحرار الشام ثوار ومعتدلون، وبالتالي فهي عملية كيد سياسي وحقد دفين لا أحد يعرف كيف ومتى ينتهي".
ورداً على سؤال، استغرب أبو فاضل ترجيح البعض حدوث تغيير تدريجي في السياسة الخارجية للحكومة التركية الجديدة من خلال تحسين علاقات أنقرة مع الخارج، معتبراً أنّ أنقرة لن تغيّر إطلاقاً في سياساتها الخارجية، لافتاً إلى أنّ تركيا فقط تخشى إيران، ولكن لن تحصل حرب بين تركيا وإيران.
واعتبر أبو فاضل أنّ إردوغان هو تلميذ فتح الله غولن، وهو بالنتيجة رأس الإخوان المسلمين في المنطقة، ولا يناسبه تغيير هذه العقلية، بل على العكس من ذلك يذهب باتجاه الإسلام السياسي أكثر ممّا يظنّ العالم، وهذه طبيعته، ورأى أنّ هناك مسؤولية كبرى على الدول التي تتعامل معه وتدعمه.

وفي سياق متصل، أكد أبو فاضل أنّ الحرب في سوريا لا تزعج أميركا بل أوروبا، وهي تنظر بعين الفرح إلى أوروبا التي تستجدي أميركا على خلفية أزمة اللاجئين، وقال أنّ إردوغان ليس إلا وسيط صغير ولكن دوره ليس نظيفاً، بدءاً من مؤتمر دافوس وتمثيليته مع الرئيس الاسرائيلي السابق شيمون بيريز وقبلها كذبة سفينة مرمرة وغيرها.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ الإخوان المسلمين في تركيا بزعامة إردوغان لا يتراجعون إلى الخلف، واعتبر أنّ التفجيرات الإرهابية التي حصل يمكن أن يكون له يد فيها بغضّ النظر عن الأداة التي نفذت، معرباً عن أسفه لكون البعض لا قيمة لديهم للإنسانية على الإطلاق.
ورداً على سؤال، أشاد بالموقف الذي اتخذه اتحاد العلماء السنّة في الشام، واصفاً إياه بالموقف المشرّف جداً والجريء، مشدّداً على وجوب أن يكافح هؤلاء بقوة، متمنياً على الأزهر الشريف أن يكون له موقف أكبر بكثير ممّا يقوله اليوم.

ورداً على سؤال، استبعد أبو فاضل أن يغيّر الأميركيون سياستهم في المدى المنظور، لافتاً إلى أنّ العراق هو ما يهمّ الأميركيين أكثر من سوريا، وأشار إلى أنّه يرى انتصاراً قريباً للجيش العراقي على قسم من داعش، واستبعد أن يشنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما أيّ حرب قبل انتهاء ولايته الرئاسية.
وأكد أبو فاضل أنّ القانون الدولي لا يقدّم ولا يؤخّر في موضوع الإرهاب، مشيراً إلى أنّ ما سُمّي بالتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب لا يجدي، لأنّ أعضاءه هم من يسهّلون عمل الإرهاب، موضحاً أنّ أميركا هي أب وأم الإرهاب كما يعلم الجميع، مستهجناً أداء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أيضاً على هذا الصعيد.
ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ اللبنانيين والسوريين والعراقيين والفلسطينيين وكلّ أبناء المنطقة عليهم أن يدركوا أنّ أميركا تخطئ لكن لا تتوقف عند أخطائها، وشدّد على أهمية دور الإعلام في مواجهة المزاعم الأميركية خصوصاً في ما يتعلق بالفصائل الإرهابية التي تدافع عنها واشنطن.

وأعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ المجتمع الدولي لن يقدّم شيئاً لسوريا، وهو الذي حرباً طويلة عريضة في البلاد تحت شعار "الخرف العربي"، بعد أن كانت سوريا ملجأ للجميع في عزّ انطلاقتها، وتساءل عن موقع القضية الفلسطينية اليوم بعد كلّ ما حدث، مشيراً إلى أنّ أحداً اليوم لا يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني باستثناء لبنان وسوريا.
ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ روسيا صاعدة وليست مثل أميركا مستقرّة، موضحاً أنّ الناس تتعامل مع روسيا حسب الرئيس، لافتاً إلى أنّ روسيا حجزت لنفسها مقعداً إلا أنّه ليس مقعداً أول بل ثانياً بعد المقعد الأميركي، وشدّد على أنّ روسيا حليف لكن روسيا لا تستطيع شنّ حرب عالمية.
وفيما لفت أبو فاضل إلى أنّ روسيا تقاتل الإرهاب في كلّ أنحاء العالم في حين أنّ أميركا تغذي الإرهاب، أشار إلى أنّها مضطرة وربما مبتزّة لتفاوض أميركا لأنّ عليها أيضاً عقوبات أوروبية وأميركية نتيجة إعادة القرم لأصحابه، لافتاً إلى أنّ موقع روسيا مهمّ جداً أيضاً، وكلّ هذا يبرّر الاستنفار الدولي إزاءها اليوم.

ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ المفاوضات أصبحت في خبر كان بعد التفجيرات الإرهابية التي وقعت، معرباً عن اعتقاده بأنّها رُحّلت لما بعد شهر رمضان المبارك، واستهجن صمت ما يسمّى بالمعارضة السورية إزاء الإجرام الذي تجلى في تفجيرات جبلة وطرطوس وغيرها من المشاهد التي تدمي القلب.
واعتبر أبو فاضل أنّ البعض عنده تفكير جهنمي لا يصبّ في مصلحة سوريا، متسائلاً أيّ ثورة في العالم تقبل بما يحصل اليوم، داعياً للكفّ عن الحديث عن ثورة، لأنّ ما يحصل مهزلة، وأعرب عن اعتقاده بأنّ الجانب الروسي سيتحرّك وهو لن يسكت بعد اليوم.
واعتبر أبو فاضل أنّ إدانة فرنسا للتفجيرات التي وقعت في سوريا خطوة جيّدة، وردّها إلى وجود مخاوف فرنسية اليوم، وهو ما قاله رئيس الحكومة الفرنسي جهاراً عندما أعلن أنّ فرنسا هي الهدف الأول لداعش، ولكنّه رأى أنّ مثل هذه التصريحات هي لزوم ما لا يلزم، وهي لا تقدّم ولا تؤخر، إذا لم تترجم عملياً على الأرض على شكل تنسيق معيّن.

وتحدّث أبو فاضل عن مصالح أميركية في المنطقة ومخططات كبيرة لتقسيم سوريا وتفتيت سوريا، مشدّداً على أنّ الجيش السوري يدافع عن سوريا في كلّ الأمكنة، واعتبر أنّ التفجيرات التي حصلت في جبلة وطرطوس مفصلية، ما قبلها لن يكون كما بعدها، مشيراً إلى أنّ العملية ستتغيّر حتى على الصعيد الإعلامي.
وأكد أبو فاضل أنّ هناك تغيّراً في النهج سيحدث نتيجة المجزرة التي حصلت، مشيراً إلى أنّ هذا الواقع سينسف اتفاق فيينا كله، منبّهاً إلى أنّه إذا لم يسر الأميركي باتفاق مع الروسي سيُنسَف كلّ ما حصل في فيينا، معتبراً أنّ جنيف لزوم ما لا يلزم إذا لم يأخذ الأميركيون والروس قراراً باجتثاث الإرهاب فعلياً أينما كان.
وأكّد أبو فاضل أنّ أميركا لن تقبل بالتعاون مع روسيا لدك معاقل الإرهاب، موضحاً أنّ أميركا لديها مشروعها الخاص، مشيراً إلى أنّ الوضع لن يضبط ما لم يستعد الجانب الروسي زمام المبادرة منفرداً.

ورداً على سؤال، أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ كلّ سنة ستكون أصعب من التي سبقتها على سوريا طالما لم يؤدّب الأميركيون والأوروبيون الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، لافتاً إلى أنّ السعودية قامت بعملية في اليمن دون أفق وهي لا يمكنها الاستمرار بهذا الموضوع، وما يهمّها اليوم هو اليمن ثم اليمن ثم اليمن.
وخلص إلى أننا أمام صيف فيه استحقاقات على الأرض أكثر مما هي سياسية، ورأى أنّ التحرك الروسي الإيراني وتحرك القيادة السورية الحكيم وكذلك حزب الله بالتأكيد سوف يطيحون باتفاق فيينا وبالمفاوضات، وقال: "هناك صيف حار بطبيعة الحال، لكن لا أرى خطراً على الدولة".
وشدّد أبو فاضل حماية أمن الرئيس بشار الأسد تبقى الأساس، لأنّه الضمانة ليس لسوريا فحسب بل للبنان والمنطقة كلّها"، ونبّه إلى أنّ تدهور الوضع في سوريا من شأنه أن يؤدّي لتدهور الوضع في المنطقة برمّتها، وأكد أن سوريا لا تزال بلد الممانعة والمقاومة وستبقى مهما قالوا يميناً وشمالاً. 

  • شارك الخبر