hit counter script

الحدث - شارل جبوّر

أين ترشح "القوات" حزبيا إذا لم ترشحه في بشري؟

الأربعاء ١٥ أيار ٢٠١٦ - 06:23

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لا يمكن الكلام عن معركة بلدية جدية في بشري، لأن النتيجة محسومة للائحة التي تدعمها "القوات اللبنانية" التي تحظى بتأييد أكثر من ٦٠٪ من كل العائلات، فيما تحظى بتأييد يفوق ٨٠٪ لدى بعض تلك العائلات. ولا حاجة للعودة إلى أرقام صناديق الاقتراع في الدورات البلدية والنيابية السابقة لتأكيد ما تقدم، لأن "الشمس شارقة والناس قاشعة".
وهذا لا يعني إقفال باب الديموقراطية أمام أي فريق له كامل الحق بالترشح وإثبات وجوده، إنما واقع الحال في بشري ان الرأي العام داخلها مؤيد لخط "القوات" السياسي، وداعم لخطها الإنمائي، لأن ما حققته في أقل من عشر سنوات عجز الفريق الآخر المنافس عن تحقيقه على امتداد أكثر من ٥٠ سنة.
وتشكل "القوات" في بشري النموذج الذي نجح في التوفيق ببن البعدين السياسي والإنمائي، وهذا النجاح مرده إلى ثلاثة أسباب:
السبب الأول يعود إلى فريق العمل المتجانس الذي يضع خططه وبرامجه ورؤيته ويعمد إلى تنفيذها بعيدا عن التعطيل والتجاذبات والتباينات والخلافات.
السبب الثاني يعود إلى البيئة الحاضنة التي يتكئ عليها الفريق المتجانس في عمله وتشكل معطىً مسهلا لحركته.
السبب الثالث يعود إلى المرجعية السياسية التي تظلل العمل في بشري، اذ ان النائبين ستريدا جعجع وإيلي كيروز يواكبان بدقة حاجات القضاء ومتطلباته سيما الوضع في المدينة بشري، ومعلوم ان النائب جعجع تكرِّس الجزء الأكبر من وقتها لمتابعة أوضاع المنطقة، وملاحقة المشاريع الحيوية للقضاء، والتواصل مع الناس، وقد نجحت بتحقيق إنجازات مهمة، وبرهنت والنائب كيروز ان عملهما الإنمائي يجسِّد نظرة حزب "القوات" ورؤيته على هذا المستوى، حيث أخرجا بشري من التخلف وبقايا الإقطاع، وأظهرا ان مهمة النائب خدمة المجتمع، لا ان يكون نائب خدمات.
ولا تخلط "القوات" في بشري وغيرها بين العناوين السياسية والإنمائية، لأن لكل جانب وقته وحصته وحقه، والمعركة البلدية تحمل الكثير من الإنماء والقليل من السياسة، وهي تعمل على هذا الأساس، إنما على قاعدة ان هذا القليل من السياسة يجب ان يرتكز إلى نظرة مستقبلية لإدارة الشأن العام والتي تشكل فيها الأحزاب حجر الزاوية، بدلا من نظرة تقليدية تسعى إلى إحياء انماط إقطاعية قديمة عف عليها الزمن، كما انتخاب هيئات حديثة متصالحة مع نفسها، وتسخِّر كل اتصالاتها وعلاقاتها وإمكاناتها لما فيه خير البلدية التي تعمل من أجلها.
وقد أثبتت بلدية "القوات" في بشري نجاحها، وفي المرات القليلة التي تلكأت فيها جاء تدخل النائب جعجع ليسد تلك الثغرات، والتغيير الذي تطرحه "القوات" على مستوى الهيئة رئيساً وأعضاء حصل نتيجة استشارات واسعة أولا، ولضرورات التجديد ثانيا، بما يساهم بمزيد من الدينامية والحيوية والزخم والدفع والنفس الجديد.
وقد نجحت السيدة جعجع في المشهدية السياسية-الإنمائية التي قدمتها خلال إعلانها عن اللوائح البلدية في قضاء بشري، إذ عدا عن كونها خطوة فريدة من نوعها ولم يقدم عليها أي فريق سياسي من قبل، فإنها دلت عن عمل حزبي منظم أولا، ووضعت كل بشري تحت عنوان إنمائي-سياسي مشترك ثانيا.
ويسجل للقوات اللبنانية في بشري انها المرة الأولى التي ترشح فيها أحد محازبيها على رئاسة البلدية على رغم ان التوجه العام في بشري "قوات"، وعلى رغم أيضا الوفرة في الكفاءات، وبالتالي هذه الخطوة تسجل لمصلحة "القوات" وليس عليها، وإذا كانت "القوات" حاضنة ومرجعية للجميع في المنطقة، فلا يعني إطلاقا حرمان محازبيها من حقهم الطبيعي في تبوؤ المناصب متى استحقوها، وإلا ما معنى الانخراط في الأحزاب، ام ان المطلوب من الحزبيين الاستشهاد في الحرب، وان يكونوا الرافعة لغيرهم في السلم؟
ومن هذا المنطلق يصبح بديهيا ان ترشح "القوات" حزبيا في بشري وغير بشري على غرار ما تقوم به الأحزاب الأخرى في خطوة ترمي إلى تشجيع الانخراط في الأحزاب التي تشكل الضمانة لتحصين المجتمع والدولة، فيما خلاف ذلك سينأى الرأي العام بنفسه عن الأحزاب، خصوصا ان من تطرحهم لتبوؤ المواقع العامة لا يقلون كفاءة عن الآخرين ولا علما طبعا وخبرة والتزاما وطنيا.
ويبقى ان "القوات" ليست عائلة إضافية على عائلات بشري، بل هي عابرة لكل العائلات وحاضنة لها، فيما عائلات بشري المنضوية في "القوات" والحليفة لها والصديقة تخوض مواجهة بين نهجين: نهج يريد إبقاء بشري في قلب الوطن والدفع نحو مزيد من تنفيذ المشاريع الحيوية، ونهج آخر يريد إعادتها إلى الحرمان وإلى الزمن الذي كانت فيه على هامش الأحداث في البلد.
 

  • شارك الخبر