hit counter script

أخبار محليّة

مطر ترأس قداسا للمجلس الماروني: عيب علينا الا ننتخب رئيسا للبنان

الثلاثاء ١٥ أيار ٢٠١٦ - 15:54

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ترأس رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر قداسا في كنيسة السيدة أم النور في المجلس العام الماوني، في مناسبة الشهر المريمي، في حضور رئيس المجلس الوزير السابق وديع الخازن ورئيس الرابطة المارونية النقيب أنطوان قليموس وأعضاء المجلس وحشد من الشخصيات والمؤمنين.

بداية، قال الخازن: "أرحب ترحيبا حارا بسيادة المطران بولس مطر السامي الإحترام، الذي سيحيي الذبيحة الإلهية في هذه المناسبة العابقة بالصلوات للإحتفال بالشهر المريمي.وليس أحب ولا أثلج على قلوبنا من الصلاة في هذه الكنيسة التي تحمل إسم السيدة العذراء أم النور، وإنه لأفضل شاهد على محبتنا وتكريمنا لأم سيدنا يسوع المسيح".

أضاف: "أود أن أعرب عن تعلقنا العميق بهذا الشهر المبارك، لِما تمثله السيدة العذراء "أم النور"، التي تحمل إسم هذه الكنيسة، من تقدير مسيحي ومسلم في لبنان.
ونقف اليوم خاشعين أمام مناسبة شهر العذراء مريم، التي نعتد بها شفيعة لبنان وحارسة كيانه المتعدد الأديان والثقافات والحضارات، في بوتقة نموذجية عن وطن تجسده وحدة روحية تتجاوز النزعات الطائفية ونزاعاتها المفتعلة من حولنا، والتي لا تمت إلى تاريخنا بصلة.
وما دامت العذراء ترعى هذه الأمانة التاريخية، فلا خشية على الوحدة الروحية في لبنان، الذي إعتبره الحبر الأعظم الراحل القديس يوحنا بولس الثاني، من سيدة حريصا عامن 1997، رسالة تتجاوز حدود الوطن".

وختم: "أنتهز هذه المناسبة المباركة لأهنئ، بإسمكم جميعا، سيادة المطران بولس مطر، بيوبيله الأسقفي الفضي، بعد ربع قرن من الإنجازات الناجحة التي حققها في نطاق أبرشية بيروت خصوصا وعلى الصعيد الوطني عموما، أمد الله بعمر سيادته عطاء وبركة.
وإن أنس لا ننس رفع تحية إكبار وتقدير الى غائب حاضر دوما بيننا، والماثل فضله في هذا البناء وفي العديد من الإنجازات، أعني به الأخ والصديق الراحل ريمون روفايل، إذ لولاه لما كنا هنا، ولا كانت هذه الكنيسة لنقيم فيها هذا القداس الإحتفالي ورفع الصلوات لراحة نفسه.فأهلا بسيادة المطران بولس مطر، والآباء الأجلاء، وأهلا بكم جميعا في هذا اللقاء مشاركين الصلوات عند أقدام العذراء القديسة في هذا الشهر المبارك".

عظة مطر
وألقى المطران بولس مطر عظة قال فيها: "منذ عامين، دشنا وإياكم هذه الكنيسة وباركناها كنيسة باسم العذراء مريم سيدة النور، وكم فرحنا أنكم في هذاالمجلس العزيز عندماأقامتم هذا البناء الجميل، أردتم أن تكون فيه كنيسة، لأن حياتنا تنطلق من الكنيسة وتعود اليه. وفي هذه المناسبة، كما ذكر حضرة الرئيس الشيخ وديع، عزيزنا الرئيس السابق ريمون روفايل، أطلب منكم جميعا أن نذكره اليوم في هذه الصلاة الخاصة، لأن أفضاله كثيرة جدا على هذا المجلس، وحضوره باق في القلب كإنسان نذر نفسه للعمل العام والخدمة المجانية والإهتمام بالفقراء على ما يرسو قانون مجلسكم الكريم منذ أكثر من مئة عام".

وأضاف: "لا بد لنا من أن نطلب من أم الانوار من أم النور في هذه الظروف التي نحياها وبخاصة ان قداسة البابا الحبر الأعظم فرنسيس قد كرس هذه السنة، سنة للرحمة، نور العذراء يدلنا على واجب الرحمة، وأنتم في المجلس الماروني نذرتم أنفسكم لعمل الرحمة هذه".

وتابع: "منذ بداية المجلس الماروني كانت الفكرة عند المطران المؤسس ان الذين أنعم عليهم في هذه المدينة لهم الواجب وعليهم أن يهتموا بمن حرموا وتعثروا في حياتهم، وكان قدر تلك الايام، يوم كان الجيل كله يهبط الى المدينة من دون استعداد طلبا للعلم والرزق والعمل والسكن، فكان هذا المجلس علامة لحضور الرب في المدينة، حضور الرحمة والإهتمام بالآخر أيا كان هذا الآخر. طبعا بدأنا بأهل البيت هذا العمل من قبل المؤسس والذين معه والرب باركهم، وهو الآن يكمل ما رسم في السابق بفضلكم جميعا، ونشكر الله على هذه النعمة".

وقال: "الرحمة أوسع من ذلك، يا إخوتي، قداسة البابا يقول للمسيحيين ان الرحمة هي هويتكم لأنكم أبناء الله رحمنا جميعا ويرحمنا كل يوم. هو الرحمة بعينها، ليفتح لنا طريقا يؤدي الى إنسانية حقيقية، الى مصالحة بين الناس، تقارب بين الشعوب والقبول بالآخرين.
يسوع المسيح هو رحمة الآب والمسيح يسوع قال لنا: سأعود الى الأب ولكن لن أترككم يتامى، سأكون معكم بالقربان المقدس: زاد الصفا، وأعطيكم الروح القدس روح الآب والإبن ليسكن فيكم ويلهمكم الى كل عمل صالح، ابو الأنوار الروح القدس لا يأتي فارغ اليدين، عنده مواهب 7 تعرفونها وأذكر منها موهبة لها دورها الأساسي: الإيمان والقوة، الحكمة وموعد الحسم والمحبة. الروح القدس يعطينا روح القوة لكي لا نستسلم في حياتنا. ولكن هذه القوة مقرونة بالمحبة، في المسيحية لا تفصل القوة عن المحبة، إذا فصلت القوة أصبحت خطيرة واذا المحبة وحدها من دون القوة أصبحت ربما مائعة، نخلط المحبة في القوة لنكون أصحاب صلابة بمواقفنا، والحق لنا ولغيرنا".

واردف: "المطران اغناطيوس زيادة سلفنا الصالح كان يقول أمام الجميع: نحن الموارنة في لبنان أو المسيحيين لا نريد شيئا لنا من دون سوانا، ما نطلبه لنا نطلبه لكل الناس، إذا طلبناالحرية فهي للجميع، طلبناالحق هو للجميع، طلبنا العدالة هي للجميع، لا نطلب شيئا وحدنا، نطلب ان يكون لبنان وطن الجميع، يحيا فيه الكل بكرامة واحترام احدهم للآخر والمواساة لا غبار فيها، هذه هي ثوابت كنيستنا".

وتابع: "اليوم نواجه ظروفا صعبة. في الحقيقة، لبنان يستحق منا اليوم أن نهتم به اهتماما خاصا كلنا من دون استثناء، كفانا ضياعا. العالم من حولنا يتبدل ويتغير، الحروب تضرم النار في كل مكان، ونحن نؤجل الأمورالجوهرية، ألا يجب أن نرحم وطننا وبعضنا بعضا وأجيالنا الجديدة مع انحسار العمل على ما يبدو اليوم في مجتمعنا، يقولون ليس لدينا مكان للشغل ربما لطلابنا المتخرجين من الجامعة سيرحلون خارج وطنهم، من يبقى هنا؟ كيف نقبل هذه الأمور؟ لماذا لا نسرع في حل مشاكلنا كما يلزم ويجب؟ لماذا لا نلتقي ونحل مشكلة أساسية فيصبح للبنان رئيس؟ عيب على لبنان ألا نحل هذه المشكلة على الرغم من تشعباتها ومصاعبها، حتى الرؤساء من الخارج عندما يأتون يقولون هذه القضية تخصكم وهناك متاعب خارجية. ولكن بالنتيجة ما من شعب في العالم يستحق أن كون شعبا عندما يقول أدبر امر نفسي، حتى لو كنا في حاجة الى سعفة من الآخرين. ما من أحد يعلن انه قاصر وان دروبه لا تعطيه فرصة ليتدبر أمره كصاحب بيت، هذا أمر غير مقبول، نطلب من العذراء مريم أم النور أن تلهمنا جميعا لنتفق على هذا الأمر من دون إبطاء".

وقال: "نطلب من مريم العذراء كنز الرحمة أن تحرك المحبة والتضحية في قلوبنا، أن يضحي احد تجاه الآخر، هذا أمر يتطلب جهدا، وعندما تصفو النيات لا تترك الأمور على ما هي، فهذا أمر مخيف بالنسبة الى مستقبل أجيالنا".

وأضاف: أمس اهتز البلد عندما تحدثوا عن التوطين لملايين تأتي الى لبنان، وهذا أمر مرفوض تماما، والرابطة ربطته علنا يوم أمس كيف يتصرف لبنان بهذه الخفة، أليس عندنا أصحاب وأهل، لماذا يقولون كلمتهم كشعب واحد، نرجو من الله في هذا القداس أن يلهمنا الى كل خير، نصلي على نية أشخاصكم وعيالكم لتزوركم نعمة المسيح وتبقى معكم الى الأبد. نصلي على نية عملكم في المجلس والرابطة وفي كل نشاط تقومون به ليكون نشاطا يرضي الرب، ولنكون أهل البيت الذين يبدون السلام والمحبة، يتعاطفون مع الفقير والمحتاج، يعيشون إنسانية كاملة في هذا، ويسعون من أجل وطنهم السعي الحميد حتى يكون هذا البيت الوطن، بيتا حصينا وليتدبر أمره من الداخل ويصمد أمام كل التيارات، شعبنا طيب وأبي يستحق أن تكون له دولة".

وختم: "يا عذراء مريم، في هذا الشهر المبارك أنت سيدة لبنان ارحمي هذا الوطن، علمي ابناءه أن يكونوا اخوة متضامنين، علمينا ان نكون كبارا في الخدمة، علمينا التضحية وأنت من قدمت ابنك قربانا وذبيحة من اجل خلاصنا، علمينا المحبة يا عذراء ونحن أولادك لا ننساك".
 

  • شارك الخبر