hit counter script

الحدث - جورج غرّة

لعبوا غيرها...

الثلاثاء ١٥ أيار ٢٠١٦ - 00:28

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ما يحصل في خارج لبنان ليس كما في داخله بالنسبة لملف النازحين السوريين، فمن يبحث هذا الملف في الأمم المتحدة يبحثه بالارقام والمناطق والتفاصيل، أما نحن في لبنان فلسنا ندرك حجم الأزمة المقبلة، لذلك علينا ان ننتخب رئيسا للجمهورية في أسرع وقت ممكن لمواجهة هجمات التوطين والتجنيس والدمج القادمة على لبنان، وكل ذلك مقابل مبالغ مالية مغرية.
من هجر السوريين إلى لبنان يسعى اليوم إلى توطينهم، ومن ساهم في إرسال السلاح والمسلحين والإرهابيين من كل أصقاع العالم للتخلص منهم في سوريا يحاول اليوم التخلص بالمال من المشلكة التي سببها للشعب السوري. الأمين العام للأمم المتحدة يبحث حل المشكلة عبر التوطين وكل تبرير مغاير لهذا الواقع هو كذب وتلطي خلف المشكلة، والتهرب بدأ إعلاميا فقط بسبب الموقف اللبناني الموحد الرافض لمعالجة الملف بهذه الطريقة، ولكن في الكواليس فالقافلة تسير ولا أحد ينبح.
الحل يبقى فقط في إعادة النازحين السوريين إلى سوريا وخصوصا الى المناطق التي إنتهت فيها المعارك وسيطر عليها النظام السوري مجددا، كما ان هناك مناطق آمنة في سوريا يمكن لهؤلاء العيش فيها بتمويل من الامم المتحدة والدول المساهمة، وبدل رمي المال هنا وهناك لتوطينهم وتجنسيهم وإعالتهم في لبنان ، فليدفع هذا المال في اعمار المناطق الآمنة وأعادة النازحين اليها.
النازحون في لبنان لا يريدون البقاء فيه بل يريدون العودة الى سوريا، لانهم شبعوا في لبنان إهمالا وفقرا وقهرا وتشردا، وفي بلادهم "ربطة خبز" تكفيهم للعيش، ولكن المشكلة تبقى أن هؤلاء بدأوا بالتأقلم مع الوضع وانخرطت غالبيتهم في الحياة في لبنان، وكلما طال أمد العيش في لبنان كلما ترسخت فكرة البقاء وإيجاد مسكن جديد وتطوير العمل وزيادة المدخول.
أزمة التوطين لا يستطيع لبنان مواجهتها من دون رئيس للجمهورية، الحكومة قامت بما تستطيع فعله ورئيسها تمام سلام أسمع العالم كله رفض اللبنانيين بكل أطيافهم للأمر، الدول المحيطة بسوريا لا تقبل ولن تقبل، فلماذا لم يطرح الامر في تركيا او في الاردن، لماذا إستضعاف لبنان بسبب أزمته الاقتصادية، فمن ساهم بهذه الازمة هم مليون ونصف المليون نازح سوري، فالأزمات لن تحل بعد اليوم على حساب اللبنانيين.
لبنان لا يمكن ان يقبل توطين او تجنيس او دمج او اي شكل يؤدي الى إبقاء السوريين فيه، وعندما قاتل البعض في هذا الاطار وصفوا "بالعنصريين" من قبل بعض المستفيدين وبعض المنخرطين في المجتمع المدني، واليساريين الذين لا يهمهم سوى توجيه السهام على اي شيئ بطريقة مميزة، لانهم مصابون بمرض التمايز.
السوريون سيعودون في نهاية المطاف الى وطنهم، ولكن بعد ان يكون لبنان قد احترق أمنيا واقتصاديا واجتماعيا، لذلك نكرر الدعوة إلى انتخاب رئيس للجمهورية لإدارة هذه المرحلة الصعبة والمفصلية في حياة لبنان، لأن الازمة ضخمة ولا يمكن تجاوزها بسهولة.


 

  • شارك الخبر