طفلان سوريان ذنبهما الوحيد ان الحرب دفعتهما الى الهرب نحو لبنان، ناصر ومحمد درويش قدما من حلب حيث القتل والدمار، لا يريدان البقاء في لبنان ولا يريدان الجنسية حتى، بل العودة الى حلب لإعادة إعمارها، كما يقولان.
ناصر ومحمد يعيشان اليوم في بيروت حيث يتعلمان، وفي كل يوم سبت يخرجان الى حي مار مخايل لبيع ما يرسمانه من بطاقات بريدية خلال أيام الاسبوع بين الساعة الثانية ظهرا والسادسة، كما انهما يرسمان ما يطلبه الزبون فورا. وهما يضعان طاولة صغيرة عليها اوراقهما واقلام ملونة.
التهذيب يبدو على وجهيهما، وهما يقولان انهما يرسمان البطاقات البريدية كل ايام الاسبوع لبيعها بأسعار رخيصة يوم السبت لكي يستطيعا العيش ودفع بدل الإيجار، وسعر البطاقة غير محدد إذ ان الزبون يدفع ما يريد.
لا يرسمان سوى شوارع بيروت الجميلة والمزدحمة، والحياة الليلية، والمنازل القديمة في منطقة مار مخايل والى جانبها الناطحات الجديدة، والمارة في المكان لا يمكنهم سوى ان يشتروا من تلك البطاقات لأن ما يفعله هذان الولدان لافت جدا في الشارع.
لا يرسمان عن سوريا وحلب لانهما لا يريدان تذكر مدينتهما وما حل بها، بل يريدان ويحلمان بان يعودا يوما لرسم حلب الجديدة، فهل سيأتي هذا اليوم؟
أخبار ذات صلة
