hit counter script

أخبار محليّة

انتخابات جبل لبنان... هنا يتحالفون وهناك يتصادمون

الخميس ١٥ أيار ٢٠١٦ - 06:30

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يتوجه الناخبون في جبل لبنان الى صناديق الإقتراع يوم الاحد المقبل، حيث لم يتمكّن تحالف «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحرّ» من الإتفاق، بل إنهما يتنافسان في بلديات عدّة، في وقت إنقسم الفريق السياسي على بعضه البعض وتوزّع على اللوائح في بعض البلدات.مَرّت انتخابات بيروت والبقاع على خير، وانصرف كل حزب وتيار الى درس نتائجها، والأرقام المفاجئة التي ظهَرت، خصوصاً في دائرة بيروت الأولى. وبعد تحالف «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» والكتائب في زحلة ومشاركتهم في «لائحة البيارتة» سوياً، لا بدّ من إلقاء نظرة على المناطق التي يتحالفون فيها في جبل لبنان أو يتصادمون.

شَكّل جبل لبنان النواة التي كوّنت لبنان الكبير عام 1920، ففي السابق كان الجبل الممتد من جزين إلى زغرتا كياناً مستقلاً (المتصرّفية)، وبعد التقسيمات الإدارية باتت أقضية الشوف، عاليه، بعبدا، المتن، كسروان وجبيل تشكل محافظة بحد ذاتها.

تكمن أهمية جبل لبنان في أنه يمثّل الثقل المسيحي عموماً والماروني خصوصاً، ففي هذه المحافظة كان ينتظر أن يتفاهم «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» على البلديات ومعهما حزب الكتائب مثلما حصل في زحلة، لكنّ الامور اختلفت حيث نَجد هذا الحزب متحالفاً مع ذاك «التيار» في هذه المنطقة ويتنافسان في مناطق أخرى.

البداية من عاصمة الموارنة كسروان نظراً لأنها تشكل أكبر تجمّع ماروني في لبنان ولها رمزيتها الخاصة التي جعلت معظم القادة الموارنة تاريخياً، إمّا يقطنون فيها أو يترشّحون على مقاعدها النيابية كما حصل مع العماد ميشال عون أخيراً.

تُعطي جونية عاصمة القضاء صورة مصغّرة عن التحالفات «ع القطعة» بين الأحزاب المسيحية، إذ يسأل الجميع ما نفع أن يتحالفوا في بلدات صغيرة ويختلفوا في أكبر المدن المارونية؟

ففي جونية وإذا استثنينا الفاعليات المحلية، فإنّ «القوات» متحالفة مع اللائحة المدعومة من رئيس المؤسسة «المارونية للإنتشار» نعمة افرام والنائبين السابقين منصور البون وفريد هيكل الخازن برئاسة فؤاد البوراي، في مواجهة لائحة رئيس البلدية السابق جوان حبيش المدعومة من «التيار الوطني الحر» وحزبي الكتائب اللبنانية و«الوطنيين الأحرار»، ما يدلّ على أنّ الاحزاب تتواجه مع بعضها البعض في معركة تأخذ طابعاً سياسياً، وإن كان العامل العائلي مؤثراً فيها.

وأكدت مصادر مسؤولة في لائحة «جونية التجدد – مسيرة عطاء» في مدينة جونية ان «التعاون الانتخابي بين المكونات العائلية والسياسية والحزبية التي تلتقي حول كافة المرشحين في لائحتها وبرنامجها الإنمائي، هو راسخ بشكل لم يسبق له أن تجسد في معارك انتخابية مماثلة، الأمر الذي سيحقق نتائج ستحدث صدمة لدى كثيرين».

وحول الدعم الذي تتلقاه اللائحة من حزب «القوات اللبنانية» أجابت هذه المصادر: «القوات اللبنانية أكثر من داعمة، انها مكون أساسي الى جانب المكونات الأساسية في «جونية التجدد – مسيرة عطاء»، وقد التحق مسؤولو مكنتها الانتخابية بالماكنة الأم للائحة وباشروا عملهم».

وبالتوجّه صعوداً، تشهد جعيتا معركة إنقسمت فيها الأحزاب، حيث تدعم «القوات» و»التيار» لائحة وليد بارود في حين وقفت الكتائب مع لائحة الرئيس الحالي سمير بارود، والوضع نفسه يتكرّر في غوسطا حيث تدعم «القوات» و»التيار» لائحة اندريه قزيلي وأرادا المعركة تصويتاً واستفتاءً على تفاهم معراب، في حين تحالفت «الكتائب» مع فريد هيكل الخازن، ودَعمَا رئيس البلدية الحالي زياد شلفون.

بالانتقال الى جبيل، تشكل المدينة أكبر دليل على تحكّم القوى المحلية بمفاتيح اللعبة وقدرتها على التأثير بغضّ النظر عن الأحزاب. واللافت في تلك المدينة الفينيقية أنّ «القوات» تحالفت مع الرئيس الحالي زياد حواط من دون أن تطالب بحصّة معينة في المجلس البلدي، في حين أنّ «التيار» فاوضَ حواط الذي عرض عليه مقعدين، وبعدما فشلت المفاوضات أعلن حواط لائحته، فيما اختار «التيار» المقاطعة وعدم الترشيح، واستمرت «القوات» داعمة لائحة حواط ولم تأخذ موقفاً متضامناً معه.

وفي بسكتنا يتواجه «التيار» مع «القوات» وتبقى للصناديق الكلمة الفصل. وتأخذ المعركة طابعاً أكثر حدية في بلدة الحدث- قضاء بعبدا، والتي تمثّل ثقلاً لـ«التيار الوطني الحر»، حيث يبدو المشهد قريباً لما حصل في جبيل.

فقد شكل الرئيس الحالي للبلدية جورج عون لائحته، فاعترضت «القوات» لأنها ضمّت قواتياً واحداً ما دفع الحزب الى ترك الحرية لناخبيه، في المقابل دعمت الكتائب لائحة أنطوان كرم وبات المشهد كالآتي: «التيار» مع عون، الكتائب مع كرم و»القوات» لا تتدخل على رغم أنها دعمت كرم في معركة الـ2010 وتضم لائحته عدداً من المرشحين القواتيين.

امّا في عمشيت، فيتواجه «التيار» و»القوات» الداعمان للرئيس الحالي طوني عيسى مع رئيس إقليم جبيل الكتائبي روكز زغيب المرشّح الى الرئاسة.

بينما نجح منسّق الامانة العامة لقوى «14 آذار» النائب السابق فارس سعيد في تجنيب بلدته معركة وأبرَم التوافق على الرئيس الحالي فادي مرتينوس فضمّت لائحته معظم المكونات الحزبية والعائلية، فيما تتّجه الأمور في العاقورة إلى مواجهة بين لائحتين يغلب عليهما الطابع العائلي.
من جهته، نجح رئيس بلدية الشياح إدمون غاريوس في إبرام الوفاق وفازت لائحته بالتزكية .

في عاليه، هناك معارك متنقلة واللافت أنه يغلب عليها الطابع العائلي، لكن ما يثير الانتباه هو انقسام بعض الأحزاب فيما بينها، فالكحالة شاهدة على تشرذم «التيار» وتوزّعه على لائحتين.

أمّا في الشوف، فيدعم النائب جورج عدوان في دير القمر ملحم رستو و»الأحرار» فادي حنين، فيما توزّع «التيار» على لائحتين. والأمر نفسه ينطبق على الدامور حيث تتنافس لائحتان الأولى برئاسة رئيس البلدية الحالي شارل غفري، وأخرى برئاسة الياس عمار، وسط انقسام عائلي وحزبي.

تشكّل هذه البلدات عيّنة عن وضع التحالفات الحزبية في جبل لبنان، وتدلّ على سقوط نظرية «الكاسحة الحزبية»، لأنّ لكل منطقة وضعيتها الخاصة، ولم يستطع مجتمعنا حتى الساعة بناء أحزاب منافسة مثل اوروبا والغرب، لأنّ العصب العائلي ما زال مسيطراً في ظل غياب البرامج الواضحة وبناء تحالفات حسب الزمان والمكان.

آلان سركيس - الجمهورية - 

  • شارك الخبر