hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

ورشة عمل للمدارس في بشري وزغرتا حول وادي قاديشا كموقع تراثي طبيعي وروحي

الخميس ١٥ أيار ٢٠١٦ - 18:37

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نظمت اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو ومكتب اليونسكو - بيروت، ورشة عمل للمدارس الرسمية والخاصة في قضاءي بشري وزغرتا، حول "وادي قاديشا كموقع تراثي طبيعي وروحي" والمسجل على لائحة التراث العالمي منذ العام 1998، في مقر البطريركية المارونية في الديمان، برعاية النائب البطريركي العام على جبة بشري المطران مارون العمار.

وشارك في ورشة العمل الى العمار، مسؤول قطاع الثقافة المهندس جوزيف كريدي والدكتورة زهيدة درويش و40 تلميذا و22 مديرا وأستاذا من المدارس الرسمية والخاصة في قضاءي بشري وزغرتا، رئيسة دير قنوبين الأخت أنجيل المسن، رئيس ديوان نيابة الجبة الأب خليل عرب، ومن اللجنة الوطنية لليونسكو الآنسة كريستيان جعيتاني، منسقة الأنشطة ومنسقة شبكة أنا ليند للحوار الأورومتوسطي زينة الحاج.

أما المدارس المشاركة في الورشة هي: ثانوية السيدة للآباء الأنطونيين - حصرون، ثانوية جبران خليل جبران الرسمية - بشري، مدرسة بشري الرسمية للبنات، مدرسة راهبات الناصرة - كفرزينا، ثانوية مار أنطونيوس للراهبات الأنطونيات - الخالدية، ثانوية مرياطة الرسمية، مدرسة الكرملية - مجدليا، تكميلية طوني فرنجيه الرسمية للبنين، ثانوية زغرتا الرسمية، مدرسة كفرزينا الرسمية المختلطة، مدرسة أردة الرسمية المختلطة.

إستهلت ورشة العمل بالنشيد الوطني، ثم رحب العمار ب-"إسم غبطة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي، بالحضور"، وقال: "أهلا وسهلا بكم نفكر معا لما فيه خير منطقتنا الحبيبة وبلدنا لبنان العزيز، أهلا وسهلا بكم نعمل معا بما يرضي تاريخنا وحضارتنا، ضمن مفهوم التراث الثقافي العالمي. أهلا وسهلا نفتح طرقات ومسارات تذهب بنا إلى حيث عاش آباؤنا وأجدادنا، ونتعلم من حياتهم كيف يجب أن نحافظ اليوم على الحياة السالمة والآمنة ضمن البيئة النظيفة التي تؤمن لنا الهواء عليلا، والمياه نقاوة، والتربة خصوبة. عاش أهلنا في هذا الوادي حياة صعبة جدا حرموا خلالها من الكثير من مستلزمات الحياة السهلة الوافرة، وعلى الرغم من ذلك فضلوا العيش فيه ليحافظوا على شيء من حرية الإيمان والمعتقد والسياسة".

أضاف: "نحن اليوم تجاه تاريخ هذا الوادي المقدس، نجد أنفسنا أمام خيارات متعددة، أحلاها مر ومنها الحفاظ على حياة ما تبقى في الوادي ضمن الأطر الإنسانية والثقافية الواجبة في عصرنا، والعمل على بعث شيء مما تجمد فيه لعل الحياة تعود إليه رويدا رويدا. أعلم أن الوصول إلى ذلك سهل بالكلام وصعب بالواقع، لأن التمازج بين نمط الحياة في الماضي وضروريات الحياة اليومية الحاضرة بات صعبا جدا إذا لم يرع ذلك ناظم يمكنه أن يعوض عن خسائر المتضررين، ويوجه من يبقى من الساكنين إلى الإستفادة الذكية مما يتطابق مع متطلبات الموقع وضروريات العصر".

وختم: "إننا نأمل أن تضيء ورشة العمل هذه على بعض الجوانب العملية والواقعية التي يمكن أن تساعدنا على البقاء في أرضنا والتجذر فيها على الرغم من كل التحديات الحاضرة".

بعدها، ألقى كريدي كلمة أشار فيها الى أن "التراث الثقافي الذي يحتضنه وادي قاديشا هو من أهم وأغنى مكونات التراث العالمي". وقال: "عرفت هذه المنطقة منذ آلاف السنين، عددا هاما من الحضارات العريقة والمتنوعة، لذلك، فإن أهمية هذا المخزون التراثي تفرض علينا جميعا، نحن المعنيين بالحفاظ على التراث ونقله إلى الأجيال القادمة، اعتماد كافة الوسائل والطرق المتاحة ووضع الخطط والآليات الضرورية لحماية هذا الوادي المقدس".

أضاف: "إن أهمية إدخال التراث العالمي في البرامج التربوية على نطاق العالم، يتم التأكيد عليه في هذه الاتفاقية، التي تدعو جميع الدول الأطراف إلى السعي بكل الوسائل المناسبة، خصوصا بمناهج التربية والإعلام على تعزيز احترام وتعلق شعوبها بالتراث الثقافي والطبيعي. وإن للمعلمين دورا ذو أهمية حاسمة للتربية والتوعية على أهمية التراث العالمي، وبمشاركتهم تستطيع اليونسكو أن تنقل، على أفضل وجه، رسالة إتفاقية التراث العالمي لملايين الشبان والشابات، الذين سيصبحون صانعي السياسة والقرارات في المستقبل".

وألقت بعدها الأمينة العامة للجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو البروفسور زهيدة درويش جبور كلمة قالت فيها: "لا يخفى على أحد أهمية دور المدرسة في نشر الوعي وتعميم المعرفة وصولا الى ممارستها سلوكا وطريقة حياة. ولعلنا اليوم، في زمن تختلط فيه القيم، وتستفحل فيه النزعة المادية، ويطغى فيه الجشع، لعلنا أحوج ما نكون الى الإصغاء للغة الوادي المقدس وهي تختزن قيما وطرق عيش تصالح الإنسان مع ذاته ومع الطبيعة من حوله".

أضاف: "الهبوط الى الوادي ليس مجرد نزهة للترفيه والتسلية، بل هو سير على درب مشاها من قبل نساك وقديسون نذروا أنفسهم لعبادة الله أحاط بهم أناس قرويون أتقياء عاشوا حياة بسيطة واكتفوا بالقليل من متاع الدنيا، لأنهم خبروا جمال البساطة ومتعة الاكتفاء. ولعل المسابقة التي أطلقناها مع المكتب الإقليمي لليونسكو كانت مناسبة للتذكير بهذه المعاني ولاستحضار هذه القيم. وهذا ما لمسناه سواء في النصوص التي صاغها التلامذة، أو في رسوماتهم، ما يجعلنا نعتقد أننا أصبنا الهدف. ويطيب لي في هذا السياق توجيه الشكر للمدارس المشاركة وتهنئة التلامذة المشاركين فكلهم فائزون بالمعرفة".

وشارك في الورشة كل من الأستاذ في الجامعة اللبنانية والخبير في ترميم الآثار المهندس جان ياسمين، الذي قام بالتعريف بمفهوم التراث الثقافي العالمي وادي قاديشا نموذجا ومديرة المواقع الآثرية في لبنان الشمالي في المديرية العامة للآثار سمر كرم، التي قامت بالتعريف بالطرق والمسارات في الوادي وشروط الدخول اليها.

وفي نهاية الورشة، تم توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة أفضل كتيب تعريفي وأجمل رسم حول وادي قاديشا "ماذا يعني لك وادي قاديشا المقدس كموقع تراثي عالمي".

وفاز عن فئة الكتيب بالجائزة الأولى تلامذة مدرسة راهبات الناصرة - كفرزينا، وبالجائزة الثانية تلامذة ثانوية جبران خليل جبران الرسمية - بشري، وبالجائزة الثالثة ثانوية السيدة للآباء الأنطونيين - حصرون. أما عن فئة الرسم ففاز بالجائزة الأولى تلميذة من ثانوية السيدة للآباء الأنطونيين - حصرون، وبالجائزتين الثانية والثالثة تلميذين من ثانوية مار أنطونيوس للراهبات الأنطونيات - الخالدية.

  • شارك الخبر