hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

رئيسة مركز عمليات بروكسل في أطباء بلا حدود حاضرت عن العمل الإنساني

الخميس ١٥ أيار ٢٠١٦ - 12:52

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عقدت منظمة أطباء بلا حدود ومعهد عصام فارس للشؤون الدولية والسياسات العامة وكلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية في بيروت مؤتمرا بعنوان "بيئات الحرب المتغيرة والعمل الإنساني: أربعون عاما من العمل الإنساني لمنظمة أطباء بلا حدود في مناطق النزاع" في حضور حشد من المهتمين.

بداية تحدث عميد الكلية ايمان نويهض وقال:"نصف البلدان العربية منغمسة إما في حروب داخلية أو خارجية، أو تعاني من مشاكل داخلية أو تقع تحت احتلال. وينعكس هذا كله على الإغاثة الإنسانية. فنحن إذ نواجه ظروفا جديدة، نحاول ابتداع سبل جديدة للاغاثة، وهذا هدف المؤتمر"، تلاه مدير الأبحاث في معهد عصام فارس ناصر الذي رأى "أننا نشهد نزع كل الصفات الإنسانية عن المستشفيات ومقدمي الرعاية الطبية"، لافتا الى ان "المستشفيات أصبحت مجرد أبنية".

ثم كانت الجلسة الإفتتاحية بمداخلتين من قبل المنظمين: رئيس وحدة الأبحاث والتحاليل في الشؤون الإنسانية في منظمة أطباء بلا حدود جوناثان ويتال والمساعد في الأنثروبولوجيا والصحة العامة في الجامعة الأميركية عمر الديوهي.

وتحدث ويتال عن التقديمات الإنسانية، قائلا إنها "أصبحت فعل مقاومة"، في حين اعتبر الديوهچي أن "الهجمات على المرافق الطبية ليست فعلا آنيا إذ تشهد قراءة متأنية للتاريخ ضمن سياقات مختلفة على تفكيك للأنظمة الصحية".

بعد ذلك، ألقت رئيسة مركز عمليات بروكسل في منظمة اطباء بلا حدود مايني نيكولاي، المحاضرة الرئيسية بعنوان "أربعون عاما من العمل الإنساني في مناطق النزاع"، وانطلقت نيكولاي من التحديات التي تواجه أعمال الإغاثة الانسانية وتحديدا على الصعيد الطبي في المنطقة، لتشرح أن منظمة أطباء بلا حدود قد تغيرت في السنوات الأربعين الماضية، فأصبحت أضخم منظمة طبية انسانية، مؤكدة "اننا تمكننا من إبقائها منظمة تقوم على جهود أفرادها وتحرص على استقلالية تموليها".

وقالت:"نحن نؤمن أن جودة عملنا تعتمد على إثراء النقاش ليشمل طاقم المنظمة ومحيطها، وهذا المؤتمر هو خير مثال على ذلك"، مشيرة الى "أن عمل المنظمة يلتزم أخلاقيات مهنة الطب والقانون الدولي الإنساني، فنحن نعالج الجميع غير مكترثين لبلدهم أو دينهم أو جنسيتهم أو انتمائهم السياسي".

وتساءلت نيكولاي "إن كان العمل الإنساني على الخطوط الأمامية للجبهات ما يزال محترما، في ظل تراجع ملحوظ في السنوات القليلة الماضية لجهة حماية العمل الطبي في أماكن النزاع. فالأطباء والممرضون والمرضى يقتلون في المستشفيات وفي سيارات الاسعاف".

وطالبت "بضمان احترام الرعاية الطبية خلال النزاعات. ذلك أن الكلمات لم تحمنا، والمعاهدات الدولية لم تحترم، فأطباء بلا حدود تواجه العديد من المخاطر خلال عملها في مختلف مناطق النزاع، بما فيها القارة الأفريقية وأفغانستان وباكستان وكمبوديا وتايلند والبلقان والشيشان".

وذكرت "أن المنظمة لم تغب عن الشرق الأوسط، فقد استجبنا للأزمات في العراق واليوم في سوريا واليمن. إضافة إلى ذلك، كانت بيروت أول منطقة نزاع تستجيب لها المنظمة في العام 1976 خلال الحرب الأهلية اللبنانية، وقد عدنا إليها في العام 2006 جراء حرب تموز مع إسرائيل".

واستنكرت استهداف المنظمة في أفغانستان واليمن وسوريا، وتحويل المرضى والأطباء إلى أهداف حربية ما أدى إلى الحكم بالموت على النساء والأطفال والمرضى والجرحى ومن يعتني بهم كذلك. وأسفت أنه "خلال العام الفائت، ارتبطت بدرجة أو بأخرى أربع دول دائمة العضوية في مجلس الأمن من أصل خمس بتحالفات مسؤولة عن هجمات طالت المرافق الصحية. وهذا يشمل التحالف الذي يقوده حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، والتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، والتحالف الذي تدعمه روسيا وتقوده سوريا".

وشددت نيكولاي "على أن أطباء بلا حدود، كمنظمة غير متحيزة وتقف على مسافة واحدة من جميع أطراف النزاع، تجري تقييمات مستقلة لمساعدة الناس الأكثر حاجة. لذلك، نرفض أن نكون محسوبين على أي طرف أو أن نحصل على الحماية المسلحة"، وقالت:"تحرص المنظمة، خلال النزاعات، على أن يتسم عملها بالمرونة وأن تكيف استجابتها الطبية مع الظروف المحيطة، فخطوط الجبهات تتبدل والمدن تشهد تغيرات مفاجئة وقد نصبح نحن أهدافا حربية".

وقالت:"ان القسم اللوجستي لدينا متطور جدا، مما يسمح لنا بإنشاء مستشفى أو تحويل مستشفى إلى مرفق رعاية طبية في وقت قصير جدا. ففي سوريا على سبيل المثال قمنا بإنشاء مرفق رعاية طوارىء في كهف، وحين ازداد الوضع خطورة انتقلنا ووجدنا مزرعة دجاج وحولناها إلى مشفى".

وتساءلت "ما الذي تغير خلال الأربعين سنة التي عملنا بها في النزاعات؟"، فرأت "أن أول توجه نشهده هو ندرة المنظمات دولية التي تعمل على الأرض وسط ظروف صعبة. لذلك، نجد أنفسنا الجهة الوحيدة نسبيا التي تعمل إلى جانب وزارات الصحة المحلية، سواء في النزاعات أو في الاستجابة للأوبئة خطيرة كالإيبولا".

والتوجه الثاني، بحسب نيكولاي "هو أننا أصبحنا أكثر فأكثر هدفا حربيا، ونلاحظ أيضا توجها ثالثا الى اختطاف العاملين الإنسانيين لتحقيق مكاسب مادية، وهذا الأمر يجعل عملنا محفوف بالمخاطر".

وعن حاجات الإنسانية خلال النزاعات والحروب اشارت الى "انها تبقى متشابهة وتشمل تدفق جرحى الحروب، والأشخاص المعرضين لصدمات نفسية، وتعذر الوصول الى الخدمات الصحية في النزاعات. فلقد تغيرت سياسات الحروب، ولكن تداعياتها على السكان تبقى متشابهة".

وناشدت نيكولاي الأطراف المتنازعة حول العالم قائلة:"أوقفوا هذه الهجمات!"  

  • شارك الخبر