hit counter script

أخبار محليّة

هشام حداد... أوعا الغلط

الخميس ١٥ أيار ٢٠١٦ - 06:24

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تفوّق هشام حداد على نفسه وعلى غيره من إعلامييّ الكار، وتمكّن خلال الموسم الأول من برنامجه «لهون وبس» أن يكسر الصورة التي تقولبت في رأس الناس عنه، وخلع في بضع حلقات شخصية «النكتجي» ليلبس بنجاح شخصية المحاور الذي يصنع النكتة بلحظتها بحنكة.

أصبح تاريخ عرض البرنامج (الثلثاء 21:40) موعداً مع الضحك، وكلما دخلت صالوناً يشاهد البرنامج فإنّ أول ما تلاحظه تفاعل الناس مع بساطة النكتة التي يقدّمها هشام حداد وسهولة تلقفها من جميع الفئات بسبب صياغتها الشعبوية والقريبة من لغة الناس، دون أيّ تزلّف أو تنميق أو ديكورات.

يحاول الحداد قولَ الأشياء كما هي والاسترسال في النكتة إلى حدود إبقائها ضمن الضحكة، وتمكّن بهذه الاستراتيجية من الفوز باهتمام المشاهدين على التلفزيون والسوشال ميديا، وحتى باهتمام المعلنين الذين بدأ يتضّح انشغالهم بالبرنامج من خلال كثرة الإعلانات مباشرة على البلاتو وفي الفواصل الإعلانية.

ولا شكّ أنّ برنامج «لهون وبس» أحرز إنطلاقة صاروخية بسبب عوامل عدّة، منها أداء هشام حداد واستراتيجية البرنامج وقوّة فريق الإعداد وهضامة جاد بو كرم... ولكن بعد سلسلة من الحوارات الشيّقة والحلقات الضاربة، ارتكب حداد بعض الزلات الصغيرة في الآونة الأخيرة ذكّرتنا بهفوات مقدّمي برامج أخرى سكروا بنجاحهم المفاجئ وما لبثوا أن انتكسوا وتدهورت معهم شعبية برامجهم وانتشارها.

وبما أنّ مقدّم «لهون وبس» عرف كيف يُدخل الضحكة البسيطة والمباشرة إلى قلوب المشاهدين، لا بدّ من تنبيهه الى خطورة تحويل البرنامج لمبخرة للضيوف وسلّة يضعون فيها بيضات نجاحاتهم وإنجازاتهم، لأنّ هذا البرنامج لا بدّ أن يبقى مساحة حرّة وواسعة للانتقاد اللاذع لجميع الفئات، والبرنامج لا يحتاج سوى إلى الضيف الذي يجلب معه «السكوب القنبلة»، وإلّا لا حاجة لوجوده إلّا لانتقاده أو خلق سيناريوهات كوميدية معه تُبقي المشاهد مبتسماً طوال فترة العرض.

«أوعا تغلط» يا هشام وتحوّل برنامجك إلى حوارات تبجيل مع الفنانين والنجوم، لأنّ هذه هي السوسة التي نخرت هياكل البرامج الأخرى وهشّلت المشاهدين.

ولست مضطراً للانجرار إلى الكيدية وتصفية الحسابات والتبخير للضيوف، فيما تمتلك سلاحَ النقد والسخرية والنكتة البسيطة التي وفّرت للمشاهدين ما يتوقون إليه، وحذارِ التهريج المصطنع الذي يمكن أن يكون حجرة ثقيلة في محيط غادر. والفارق بين نجاح برنامجك وفشله هو تماماً مثل الفارق بين إيجابية حلقة فارس اسكندر وسلبية حلقة طارق أبو جودة على الصعيد الجماهيري.

جوزف طوق - الجمهورية - 

  • شارك الخبر