hit counter script

أخبار محليّة

الشعار باحتفال بذكرى الاسراء: إرتباطنا بالنبي ينبغي ان يترجم إلى واقع عملي

الأربعاء ١٥ أيار ٢٠١٦ - 16:30

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقامت جمعية "مكارم الأخلاق الإسلامية" في الميناء إحتفالا في ذكرى الإسراء والمعراج في قاعة الفاروق المجاورة لمسجد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، في حضور الدكتور مصطفى الحلوة ممثلا النائب محمد الصفدي ،الدكتور جلال حلواني ممثلا النائب سمير الجسر، عصام كبارة ممثلا النائب محمد كبارة، مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار، امين الفتوى الشيخ محمد إمام، رئيس دائرة أوقاف طرابلس الشيخ عبد الرزاق إسلامبولي، رئيس الجمعية الشيخ ناصر الصالح، الرئيس السابق لبلدية الميناء الدكتور محمد عيسى وحشد من رجال الدين وممثلي الهيئات وأهالي الميناء.

بدأ الإحتفال بتلاوة من القرآن من شيخ القراء زياد الحاج، وبقراءة الفاتحة عن روح شهداء الأمة العربية، وبكلمة من الشيخ رامي الفري.
وتضمن الإحتفال أناشيد وإبتهالات دينية من فرقة الحاج خالد المنجد، وألقى الشيخ زهير الشعار قصيدة دينية من وحي المناسبة.

ثم قال المفتي الشعار: "كنت أحمل في جعبتي كلاما كثيرا وأنا آت من بيروت إليكم، أعيش في ذكرى الإسراء والمعراج متأملا متدبرا، يستغرق التفكير مع كل آية وكلمة، لكن الذي سمعناه أسعدنا وأطربنا وخصوصا أن المدح في شأن سيد الكائنات، الإسم جميل محمد وأحمد ومحمود والمسمى أجمل وأكمل، المبنى والمعنى، الحقيقة والجوهر والمضمون كأن الخير كله أودع في سيدي رسول الله فاق النبيين في خلق وخلق، أيهما أعظم وأكمل الخلقة أم الخلق، كلاهما بلغ مرتبة الكمال، لأن الذي إختار خلقته هو الله تبارك وتعالى".

وأضاف: "حديث الإسراء ما زال يشدنا لنعيش أملا لمستقبل الإسلام، ويتخيل البعض للوهلة الأولى أنه محض تكريم وعطاء وترق بعد 9 اعوام عايش فيها الأمرين، والتسرية والتخفيف والتكريم وعلو الشأن والمنزلة كل ذلك يمكن أن يكون في الإسراء وغيرهن لكن الإسراء إلى المسجد الأقصى كأن الله تبارك وتعالى يريد أن يعلن لسائرالخلق أن هذا النبي الذي يضطهد ويقاطعه قومه، ذاك النبي الذي يسخر منه ويستهزأ هو هو ذاك النبي الذي ستخرج دعوته من بطحاء مكة إلى رحاب العالم".

وتابع: "الإسراء إلى المسجد الأقصى إيذان وإعلان أن الإسلام لن يكون حديث جزيرة العرب أو مكة أو الحجاز. خروج لدعوة الإسلام ،ظهور وإنتشار وبداية حضور لرسالة الإسلام من السنة التاسعة، من البعثة المباركة ليدرك الناس أن دعوة الإسلام ستعم العالم.

لكن الإسراء كان إلى المسجد الأقصى، ومن المسجد الحرام للإعلام والإيذان بإنتشار الإسلام خارج مكة وكفى، أم أن الإسراء الى المسجد الأقصى له دلالات وأبعاد، هنالك مهبط الوحي، هناك مهبط الرسالات، هناك أنبياء بني إسرائيل، هنالك البلد الذي ضم في ترابه وجنباته جمعا غفيرا لا عد له ولا حصر من الأنبياء والمرسلينن. كان الإسراء إلى المسجد الأقصى كأن الله تبارك وتعالى يريد القول للعالم بأن دور الرسالات السماوية السابقة قد إنتهى، وستبتدىء مسيرة الإسلام بالمسير ليظهره على الدين كله.
وقال: لذلك جمع الحق عز وجل له الأنبياء والمرسلين، ويتقدم محمد إماما لأنه أفضلهم وكفى، أن يكون محمد الأفضل والأكمل ذاك من البدهيات لأن رسالته أكمل وأتم فلزم ذلك ان يكون في مستوى رسالته، وتمام الرسالة يقتضي تمام الرسول، وكمال الرسالة يقتضي كمال النبوة وكمال النبي الرسول، ان يتقدمهم وأن يكون إمامهم، لا لإعلان الفضيلة وعلو المنزلة وكفى، إنما لأمور أخرى وليدرك الناس أن الأنبياء جميعا تبعوا لمحمد وأن الأمم جميعا ينبغي أن تكون تابعة لمحمد. إنتهى دور الرسالات وإنتهت مرحلة الرسالات لتبدأ الرسالة الأم والرسالة الكاملة والرسالة التي أتمها الله عز وجل والتي لا يسع أحد من العالمين أن يسمع بها وأن يتعرف اليها وأن تقوم الحجة عليه، لا يسعه إلا ان يكون تابعا لمحمد، تنزه عن كل نقص وإتصف بكل صفات الكمال والحق تبارك وتعالى هو الذي كرمه، فماذا نقول نحن؟ وماذا يقول العالم في محمد من بعد ما كرمه ربه ورفع قدره وأعلى ذكره، وقرنه بإسمه في الشهادتين فلا يكتمل إيمان المرء إلآ بالشهادتين".

واردف: "هو الذي قال عز وجل "إن مع العسر يسرا" ذاك العسر الذي لا يطاق، وذاك الضيق وتلكم الشدة أن يتبرأ منه قومه، أن يتآمر عليه أهلهن أن يتنكر له أعمامه، اقرب الناس إليه، قاوموه، إضطهدوه، وسخروا منه، أي ضيق عند الإنسان أكبر من أن يأتمر على الإنسان عشيرته وربعه وأهل بلده؟ ذاك الذي حصل مع النبي، ولكنه لم يتراجع عن دعوته، لم يتساهل، لم يتنازل، من أن يفاجئ قومه بأنه أسري به الليلة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وعاد لتوه في برهة من الليل".
لايخافن أحد منا على الإسلام، لم يضيع الإسلام، ولم يهزم الإسلام، لكن سنة الله عز وجل إقتضت أن يكون لكل شء إقبالا وإدبارا، فما هي سمات إقبال الدين وما هي سمات إدبار الدين؟ وفي مستند الإمام أحمد إن لكل شيء إقبالا وإدبارا، وإن لهذا الدين إقبالا وإدبارا، وإن من إقبال هذا الدين أن تتثقف الأمة كلها وان يسود الفقه، وأن يتراجع الجهل وان تعم المعرفة، ان تتفتح أذهان البشر وإما أن يعيش الإنسان بين قوم يأكلون ويشربون ويرددون مقالة الآخرين من دون وعي ومن دون فقه".

وقال: "إن من إقبال هذا الدين أن تتفتح قلوب الناس وعقولها للحق والمعرفة ولفهم مراد الله عز وجل، فالفاسق والجاهل لا قيمة له في مجتمع يسوده العلم والفقه، مثل أيامنا التي نعيشها، ياحسرة على مدينتنا، ياحسرة على العلم، ياحسرة على المعرفة والفقه، كم يسود الجهلة بين أبنائها، وكم يتقدم تارة الجاهل لأنه ذو مال أو ذو نصيب وعلاقة بفلان أو علان ،إختلطت الموازين ".

وأضاف: "إضطهد الأنبياء وقتل بعض الأنبياء، ذبح بعضهم أخرج محمد من بيته ومن مكة بلده، أرأيتم ذاك الضيق جاء بعده فرج، وان العسر لن يدوم وان الليل مهما إشتد سواده لن يدوم، ولا بد لهذا الليل من آخر، لكن علينا أن نكون صورة مشرقة عن الإسلام لا أن يكثر أحدنا من حفظ الكتب والمراجع وأن يحسن التباهي بها، ولن نسأل يوم القيامة كم تعلمنا لكن سنسأل كم علمنا، وأدب طالب العلم والداعية، ادب حامل الرسالة ،وادب الناصح للآخرين أن يلتزم من الأدب أتمه وأكمله. والمهم ألا تحدث ردة فعل بيننا وبين سائر الخلق، كم أتأمل قول النبي، وكم يستوقفني وكم أتدبر هذا الحديث النبوي "لا تبغضوا الله إلى خلقه، لا تحرجوا الناس"، حتى في نصحنا لهم، حتى في معرفتهم للأحكام وتذكيرنا لهم بها، علينا بالرفق وبالتي هي أحسن، فالأسباب ليست دائما مادية،أ ن تسبق أخلاقنا قلوب الناس وعقولهم قبل كلامنا وقبل الخير الذي نحمله إليهم".

وتابع: "صبر النبي صبرا لا نظير له على الإطلاق، لذلك كرم تكريما لم يكن لنبي ولا ملك قبله أو معه أبدا، كان الإسراء تكريما وتخفيفا، ومواساة، وكان ترقية لهذا النبي الكريم، والملاحظ انه في قمة عروجه إلى السماء وفي قمة إمامته للأنبياء في الإسراء وفي قمة رحلته ومعجزته الإسراء، كانت لفظة العبودية تقترن به دائما "سبحان الذي اسرى بعبده". لا تخرجوا محمدا عن البشرية والعبودية ابدا، أكمل الخلق، اكمل الأنبياء، افضل الخلق في الأرض وفي السماء، لكن حذار أن نخرج بحبنا وعاطفتنا وهيامنا بهذا النبي الكريم عن الإطار الذي حدده الله عز وجل وهو الذي قال فيه "قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي". وصحيح اننا لن نخرجه عن إطار البشرية، لكن حذار أن يعتقد أحدنا ان محمدا مجرد إنسان ،لا إسمحوا لنا أن هذا فيه من سوء الأدب ما لا نستطيع ان نتحمله، رسول الله، ربنا ناداه بصفته ولقبه: "يا أيها النبي"، و"يا أيها الرسول". لا نرفع التكليف، كرم عليه الصلاة والسلام ورأى الفرج ورأى التيسير بعد 9 أعوام من الضيق وأعطي أمل أن الدين الذي بعثت به و أرسلت به إلى العالم سيخرج من مكة ومن بطحائها وسيخرج من جزيرة العرب وسيصل إلى ارض لم تشهد مثيلتها في الدنيا رهطا من الانبياء والمرسلين كالذي شهدته الأرض المباركة المقدسة في بيت المقدس، هناك في عقر دار بني إسرائيل ينتهي دورهم ويتوقف ويتقدم محمد، هو فرج بعد ضيق وإمتداد للإسلام وأمل بما قاله الله عز وجل".

وختم: "إن الذي يهمني ان إرتباطنا بهذا النبي الكريم ينبغي ان يترجم إلى واقع عملي وإلى أدب يستمد من كمال أدب النبي. وينبغي ان نتقدم في معاملاتنا وطبيعة حوارنا،وحسن إختيار الكلمة لننتقي من الطعام أطيبه ومن الكلام أرقاه،واعلاه وأتمه وأكمله. ثم لا يفوتني ان أذكر بأن المعركة مع بني إسرائيل تبدو لكثير من الناس أنهم في حالة تقدم وإستعلاء، مرحلة من الزمن يمرون بحالة من الإقبال ونمر بحالة من الإدبار، لكن لن يطول ذلك ولن يدوم لأن الله عز وجل هو الذي بشرنا وهو الذي أعلمنا وان النبي هو الذي بين لنا أن هذا الدين سيظهره الله على الدين كله ولو كره المشركون. ونحن وسيلتنا الأولى إلتزامنا ادبنا، حسن حملنا لهذه الدعوة ولهذه الرسالة هو المدماك الأول في الأخذ بالأسباب وفي إنهزام الآخرين وتراجعهم وفي حالة إقبالنا على الله تبارك وتعالى".
 

  • شارك الخبر