hit counter script

أخبار محليّة

خيرالله في تكريم المطران الراحل ضرغام: يبقى المثال لاعادة بناء الوطن

الأربعاء ١٥ أيار ٢٠١٦ - 12:33

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

كرم منتدى البترون للثقافة والتراث مرشده الروحي المثلث الرحمة راعي أبرشية مصر والسودان والزائر الرسولي لموارنة أفريقيا سابقا المطران يوسف ضرغام خلال حفل أقيم في قاعة رعية مار شربل في مسقط رأسه في عبرين ورعاه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ممثلا براعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، في حضور ممثل الرئيس سعد الحريري منسق عام تيار المستقبل في جبيل والبترون الزميل جورج بكاسيني، ممثل رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون سجيع لحود الذي مثل أيضا وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، النائب سامر سعاده الذي مثل رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، ممثل وزير الاتصالات النائب بطرس حرب شقيقه كمال حرب، ممثل وزير العمل سجعان قزي عضو المكتب السياسي في حزب الكتائب منير الديك، ممثل رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع منسق الحزب في منطقة البترون عصام خوري، ممثل رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجيه سليم نجم، ممثل النائب أنطوان زهرا مدير مكتبه بيار باز، جوزيف صوايا ممثلا رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون، النائب والوزير السابق عبدالله فرحات، المدير العام للنفط أورور الفغالي، قائمقام البترون روجيه طوبيا، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الرائد عازار الشامي، ممثل المدير العام لأمن الدولة الرائد طوني ابو رجيلي، نقيب المحررين الياس عون، الام غبريال بو موسى ممثلة الرئيسة العامة لجمعية راهبات العائلة المقدسة الام ماري انطوانيت سعاده، رئيس اتحاد بلديات منطقة البترون طنوس الفغالي، عضو اللجنة التنفيذية للحزب الشيوعي اللبناني مسؤول المنظمة في منطقة البترون سمعان بو موسى، مأمور نفوس البترون مارلو كفوري، خادم رعية عبرين الخوري يوحنا مارون مفرج، مختار عبرين ابراهيم ضرغام ، عدد من المشايخ والكهنة، ممثلي أحزاب وتيارات، رؤساء بلديات ومخاتير، رؤساء جمعيات وأندية ومؤسسات وحشد من المدعوين.

بعد النشيد الوطني ونشيد المنتدى ودقيقة صمت إجلالا لروح الراحل المكرم، قدم للحفل عضو المنتدى سامر مهنا، فكلمة الرئيس الفخري للمنتدى البروفسور جورج شاهين الذي قال: "لقد كان المطران يوسف ضرغام، رحمه الله، مثالا ومدرسة تتلمذ على يده عدد كبير من رجال الدين والدنيا، فملأ جرارهم بالمحبة وخوابيهم بالإيمان والصدق وروح العطاء، فثبت خطاهم ونور عقولهم قبل أن ينطلقوا الى العالم مزودين إيمانا راسخا وعقلا راجحا ومحبة للآخر".

وأضاف مخاطبا روح المطران ضرغام بالقول: "نفتقدك يا سيادة الحبر الصديق، في فترة زمنية نحن بأمس الحاجة الى رجال من أمثالك. كن على يقين أن ذكراك مؤبدة للانجازات التي حققت والارشادات القيمة التي سددت وحب الحياة والفرح والأمل الذي زرعت عبر ابتسامتك السموحة وروحك المرحة".

أما رئيس المنتدى الدكتور جورج قبلان فقال: "عرفتك يا مرشدي مطران الانفتاح والثقافة، مطران التطوير والانعتاق من صنمية الحرف الذي يميت، إلى إعلاء جدار كنيسة تعمل للعالم ، كنيسة جامعة متطورة تحدب على الفقراء." واضاف قائلا: "لسيادته رحمه الله خبرة بالعلل التي تفتك بالأوطان والتطرف الذي تعاني من سيئاته المجتمعات الخليطة وهو مطران القاهرة والزائر الرسولي على موارنة أفريقيا".

وتابع: "ايها المثلث الرحمة، كنت صفحة مضيئة علما وإبداعا وثقافة واعتدالا، في بناء الأوطان والأمم، وفي تاريخ المارونية وفي مهدها الأول وفي بتروننا العلية التي احتضنت نشوء المارونية مع بطريركها الأول يوحنا مارون في كفرحي ، في الدير الذي يجب أن يتحول الى مزار ومحجة لا لموارنة لبنان وحسب بل لموارنة سائر أنحاء المشرق والعالم كله".

وكانت كلمة للقائمقام طوبيا المكلف بمهام مجلس بلدية عبرين فشكر الحضور والمشاركين في تكريم المطران ضرغام وخص بالتحية "المفتي مالك الشعار رجل الاعتدال والوطنية الذي كان من المقرر ان يشارك في الاحتفال وحالت ظروف دون حضوره".

وقال: "لا بد من كلمة وفاء للمطران ضرغام والتكريم هو عمل انساني للاحياء والاموات. أما الوفاء فهو فعل ايمان احترام لمن نكرم اليوم".

وثمن تواضع المطران ضرغام وشفافيته وتجرده وعلمه ودماسة اخلاقه، وخاطب روحه قائلا: "سيدي المطران ضرغام نحسدك على تواضعك وشفافيتك وعلى كل ما زرعت في تلاميذك ونرجو أن نقتدي بالمطران ضرغام بما فيه خير المسيحيي وهذا الوطن".

وألقى القاضي البروفسور رزق الله فريفر كلمة قال فيها: "مما لا ريب فيه أن المطران ضرغام وهو الكنسي واللاهوتي والليتورجي الأصيل، كان قارئا جيدا ل "تيهارد دي شاردان" الذي عاش في النصف الأول من القرن السابق والذي يعتبر واحدا من منظري التطور البشري الأكثر أهمية في أيامه واعتمد المطران ضرغام في ذهنه طريقة الفلسفة التساؤلية آخذا الإنجيل مرجعا لسيرة حياته جاهدا لتوظيف مستمر لذاكرة الكتاب المقدس في يومياته وعظاته لتقربه من الناس، والاطمئنان المستمر على أحوالهم"، معتبرا أن "الإنجيل هو قلب الإنسانية وهو معبر خلاصها ورجائها".

وأضاف: "لقد تبنى منذ زمن بعيد ما كان يصبو اليه زميله في الكهنوت الكاردينال برغوليو - البابا فرنسيس لاحقا - بكنيسة فقيرة تدافع عن الفقراء وتنشر الليبرالية في القضايا التي تتعلق بالعدالة الاجتماعية معتمدا المسار نفسه الذي سلكه البابا فرنسيس بإعلانه "ثورة البساطة الانجيلية" والتواضع. لقد اضحى اسم سيادة المثلث الرحمات المطران يوسف ضرغام لدى رجال الكنيسة ورجال الفكر والفلسفة وكذلك العام رديفا للكاهن المتواضع ورجل السلام والروحاني والكهنوتي المتجذرة اصوله في كنيسة الله وفي قلب الانسان".

وقال: "إن قومنا يحتاج اليوم الى مرشدين من أمثاله، الى عقلاء واصحاب إيمان على صورته، إلى أهل قيم وشهامة على غراره، الى قيادات تتعظ وتتمثل بعظات القرآن والإنجيل، الى اشخاص يسعون الى الخير، الى الإعمار، الى العمل، الى الإنتاج بدلا من الشر والدمار والخراب والبطالة واللاإنتاجية".

وردد فريفر ما قاله المطران ضرغام في إحدى المناسبات: "كفى لبنان التلهي بالتفتيش عن سلطان ، فهو يحتاج الى قديسين يعاونوه ويرشدوه لإعادة بناء الكيان ـ الكيان التاريخي الذي عهده أبناؤه، وطن الرسالة على ما قاله القديس البابا يوحنا بولس الثاني".

وختم: "بالنسبة الى المطران ضرغام الاسقفية ليست منصبا ولا زعامة سياسية ولا إدارة للكسب الخسيس، إنما هي رسالة السماء على الأرض، رسالة المسيح بالذات".

ثم تناول الدكتور ساسين عساف جوانب من شخص المطران ضرغام وقال: "عالم متواضع وراع محب يعلم ويرعى بالكلمة الراقية وبالسيرة الطيبة. كرمه رؤساء الكنيسة وأنزلوه المنزلة التي يستحق عن وسع علم وعمق تقى فقدم للكنيسة فوائد جمة كانت تحتاج إليها الكنيسة كل الإحتياج: تعليم الفضيلة، صناعة السلام، نصرة الضعفاء، رعاية النفوس والدعوات، مساعدة المحتاجين إلى معرفة الحق، مواجهة الشر والدعوة إلى الرجاء، الربط بين محبة الله ومحبة القريب، الإنفتاح على الآخر المختلف، إحترام التنوع والحق في التمايز، المبادرة إلى الحوار "درب سلام وتعارف وتقارب"، التحرر من التعصب الديني، فأمام الإنجيل تنهزم العصبيات الفئوية والعنصرية لتنتصر المحبة وكرامة الإنسان".

وأضاف: "أدى الرسالة بشغف من دون تأفف، صاحب الوجه الهني والنفس الرضية. تعالى عن دنيا المكاسب. لم يطلب شيئا لنفسه. عف عن زوائل دنياه ولم يخضع لإغراءاتها وإغواءات ثرواتها المادية، فاكتفى بثروة روحية وأخلاقية وازنة، لا شح فيها ولا نضوب ، مبرأ من لوثة العصر الزائف، المال والسلطة، يرود العمق في الله ويأنف مسطحات دنيا فانية. كان المرجع الموثوق لأنه لم يقحم نفسه في نزاع أو خصام أو عداوة، ولأنه لم يقدم نفسه للناس إبن عائلة دون سائر العائلات، أو حزب دون سائر الأحزاب، أو فئة دون سائر الفئات، أو حي دون سائر الأحياء، ولم يجعل الناس منه بين شريف ووضيع".

وقال: "قدم نفسه للناس نصا إنجيليا متحركا بينهم حضورا ودودا متفاعلا ومتفهما، لا يتعب ولا يحرج بل يشعر الآخر أنه قيمة في ذاته، وحرية وكرامة. إحترمه الجميع فبادلهم الإحترام نفسه، بدون تمييز أو تصنيف بين غني وفقير، بين قريب وبعيد، بين أمي ومتعلم. أتقن لغة الناس الطيبين فسامرهم وشاركهم بحسه الإنساني الرهيف المفارح والمكاره. لم يفته واجب ولم يتغاض عن خدمة خاصة وعامة، مرضاة نفسه وربه. أشهر للناس محبته ولم يطلب لا جزاء ولا شكورا. خدم الناس بصمت إنجيلي وعلم الإنجيل منهج فعل وحياة.أنجز أطروحة عمره بمنهج العطاءات السخية يسديها بنبل يليق بالفضيلة الأسمى: المحبة".

وختم: "صاحب العقل الراجح بالحكمة والإعتدال، صاحب القلب الطافح بالمحبة وروح الخدمة، صاحب الوجه المضيء ابتسامات رضى، تقرأ في عينيه عناوين السماء، يبقى النقطة المشعة في سماء قريتنا".

ثم القى رئيس الاكليريكية البطريركية في غزير المونسنيور عصام ابي خليل كلمة العائلة وقال: "اليوم نستذكر حبرا جليلا من احبار كنيستنا المارونية، من هؤلاء الذين لم يحملوا صلبانا من ذهب، بل كانوا هم من الذهب الخالص في متاحف الخشب. اليوم نستذكر، بشخص عظيم من كنيستنا، أبا برعايته، وأما بعاطفته، وأخا بمساندته، ومرشدا بنصائحه، وماردا بقداسته، ومتمردا بوداعته".

أضاف: "يا كبيرا فقدناه وما فقدنا روحه التي زرعها في عائلته الصغيرة وفي نفوس طلاب الاكليريكية البطريريكية ، عائلته الكبيرة التي أحب وأفنى العمر في خدمتها. أكثر ما كان يميز هذا الرجل الرجل، انه مستمع صبور في شبه صوم عن كثرة الكلام. كان زاهدا في المناصب، مترفعا عن الأرضيات، تائقا دوما الى اللقاء الأسمى. تتساقط السنوات من أعمارنا دون أن نتحسس لها أثرا، وينسى بعضنا في زحمة الإيمان المترف والمبادئ المطاطة جوهر مسيحيتنا ورسالة كنيستنا في هذا الشرق المدجج بالجهل والتخلف والخلافات.تتدحرج الذكرى بين زوايا العتمة وإطلالة الصباح ويرحل الزمن ويتقلص المدى،عند ذكر الراحل الكبير المطران يوسف، فعطره ويفوح عند كل نسمة قداسة تعبق في سماء شرقنا وإسمه يرفع مع كل رفعة كأس دم يرفعها كاهن من هؤلاء الذين استرشدوا، ونهلوا من معين هذا العظيم علما وقداسة وهم بالالاف يعدون، وأنا واحد من هؤلاء".

ثم ألقى المطران خيرالله كلمة البطريرك الراعي وقال: "أولاني صاحب الغبطة والنيافة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي الكلي الطوبى شرف تمثيله في هذه الندوة التي نكرم فيها المثلث الرحمة المطران يوسف ضرغام راعي أبرشية مصر والسودان والزائر الرسولي لموارنة أفريقيا سابقا. وأنقل إليكم تحيات صاحب الغبطة وتمنياته بأن يكون من نكرمه مثالا وقدوة لنا في سلوكنا نحن الأساقفة والكهنة وهو الذي قال فيه يوم دفنه: "هو وجه الكاهن اللامع في العلم والفضيلة، الغني والمتمرس في العمل الرعوي والرسولي. وهو وجه الأسقف المحبّ والمحبوب، الروحاني والراعوي، البشوش والفرحان، الإنساني والمسؤول".

وأضاف: "لن أدخل هنا في تفاصيل حياة المطران ضرغام ابن عبرين البترونية التي أعطت الكنيسة عشرات الدعوات الكهنوتية والرهبانية. وهو قد وُلد في عائلة كهنوتية ورهبانية وتربى فيها على الإيمان والرجاء والمحبة، وفيها اكتشف دعوته وتكرس للخدمة في الطاعة والمجانية ومن دون شروط".

وقال: "أختصر مسيرة المطران ضرغام بثلاث: الخوري ضرغام المربي والمعلم، الخوري ضرغام رجل الإصلاح عبر العمل الكنسي والمجمعي، المطران ضرغام راعي الخراف ورجل الحوار".

وعن الخوري ضرغام المربي والمعلم قال: "بعد أن أنهى دروسه وتخصصه في جامعة السوربون في باريس التي نال منها إجازة في الأدب الفرنسي مع رسالة عن الكاتب بول كلوديل (1963)، عاد الخوري يوسف ضرغام إلى لبنان ليكون مربيا للطلاب الإكليريكيين. فتسلم إدارة الدروس في إكليريكية مار عبدا هرهريا، ثم سنة 1965 في الإكليريكية البطريركية المارونية في غزير التي انتقلت إدارتها إلى كهنة موارنة برئاسة المونسنيور حارث خليفه بعد أن غادرها الآباء اليسوعيون إلى بيروت. وهناك راح الخوري يوسف يبرز كوجه محبّب ولامع في حضوره الكهنوتي وكمثقف يعود دوما إلى الكتاب المقدس، إلى أن تسلم رئاستها سنة 1971".

أضاف: "تخرج على يده أجيال من الطلاب الإكليريكيين، ومنهم اليوم مطارنة وكهنة وعلمانيون ملتزمون ببناء الكنيسة والوطن: مديرون عامون وموظفون كبار وأساتذة جامعيون ومهندسون ومحامون وأطباء وضباط في القوى العسكرية والأمنية ورجال أعمال في لبنان وبلدان الإنتشار. جميعهم يكنون للخوري ضرغام كل احترام وتقدير ويعتبرونه مرشدا وأبا روحيا لهم. وبصفته معلما وبواقع تخصصه درس الأدب الفرنسي في المدرسة الإكليريكية وفي سبع ثانويات في مناطق البترون وجبيل وكسروان والمتن. ولا نزال نذكر مسرحية بول كلوديل "لبشارة لمريم" التي مثلناها وكنا طلابا في المدرسة الإكليريكية".

وتحدث عن "الخوري ضرغام رجل الإصلاح بصمت عبر العمل الكنسي والمجمعي" الذي عمل منذ بداية رسالته الكهنوتية بانفتاح وطواعية مع إخوته الكهنة في المدرسة الإكليريكية أولا، ثم في تجمع كهنة الشمال، وفي الرابطة الكهنوتية التي أصبح رئيسا لها قبل أن ينتخب مطرانا، وفي "حركة كنيسة من أجل عالمنا" " وتجمع كهنة المسيح الملك". وبرز كوجه إصلاحي صامت، إذ كان يهدف مع إخوته الكهنة إلى إدخال الإصلاح في الكنيسة المارونية بعد المجمع الفاتيكاني الثاني. وعندما اصطدم، وهو رئيس للمدرسة الإكليريكية، بعقبات إدارية ومادية واعتبر من الثوريين، انسحب بصمت وعملا بمبدأ الطاعة الكنسية، راح يصلي ويغوص في الكتاب المقدس ويتفرغ للخدمة الراعوية في رعية زغرتا ثم في رعايا كفرحي وبقسميا وجبلا في البترون.

وقال: "لكن الحركة الإصلاحية كانت قد سلكت طريقها، فعاد إليها من الباب الواسع. وعندما اقترح الأب يواكيم مبارك في تموز 1985 مشروع المسيرة المجمعية برئاسة المثلث الرحمة المطران يوسف الخوري على الرابطة الكهنوتية والمدرسة الإكليريكية، كان الخوري يوسف ضرغام من أوائل المنضوين إليها إلى جانب الخوري يوسف بشاره والخوري بولس مطر والخوري فرنسيس البيسري وكاتب هذه السطور (وكلهم أصبحوا مطارنة في ما بعد). وتكللت المسيرة المجمعية بعقد المجمع البطريركي الماروني (2003-2006)، وشارك فيه الخوري ضرغام وهو مطران".

وعن المطران ضرغام راعي الخراف ورجل الحوار قال المطران خيرالله: "في تموز 1989، وفيما كنا مجتمعين في خلوة للأعمال المجمعية التحضيرية، أعلن انتخاب الخوري يوسف ضرغام، وهو رئيس الرابطة الكهنوتية، مطرانا على مصر والسودان، والخوري حميد موراني مطرانا على دمشق. وفي 16 أيلول كانت رسامتهما الأسقفية في بكركي، وفي خلالها أعلنا عن مشروع خدمتهما الأسقفية: " كلانا ذاهب إلى كنيسة الشتات. وكلمة الشتات التي نطبقها على كنيستنا في القاهرة ودمشف تعني أنها كنيسة موجودة في مجتمع غير مسيحي في أكثريته، حيث لا قدرة إجتماعية ولا تأثيرا لها على حياة الجماهير. فخدمتنا ستتمحور حول تشديد وحدة المؤمنين للحفاظ على الإيمان من جهة، لكي تكون لديهم شجاعة الشهادة لإيمانهم وللمحبة المسيحية أمام مجتمعهم، من جهة أخرى. وهذا يحملنا مهمة راعوية مزدوجة. أولا، أن نجمع الرعية في جماعة متماسكة انطلاقا من العائلة، شرط أن لا يؤدي ذلك إلى الإنغلاق. وثانيا، أن نكون الوسيط بين كنيستنا في لبنان وكنيستنا في مصر وسوريا".

وتابع: "هذا ما حاول جاهدا أن يقوم به المطران ضرغام في خلال ست عشرة سنة خدم فيها موارنة مصر والسودان وكل افريقيا إذ عينه قداسة البابا القديس يوحنا بولس الثاني زائرا على موارنة أفريقيا. فكان الراعي الصالح يعرف خرافه، مؤمنين ومؤمنات أبرشيته، فردا فردا. يزورهم ويجمعهم في الاحتفالات الدينية وفي حلقات التعليم الأسبوعية حول الكتاب المقدس والأسرار والفضائل المسيحية. وقام بحركة روحية وتعليمية لدى الكنائس الكاثوليكية الأخرى. وأرسى علاقات مودة وصداقة مع رعاة الكنيسة القبطية ورؤساء الدين والمسؤولين المسلمين".

وأضاف: "لا عجب في ذلك لأن المدارس المارونية القائمة قرب المطرانية في حي الضاهر في القاهرة والتي كان يرأسها، كانت تجمع أبناء وبنات النخبة السياسية والإجتماعية في مصر. وقد خرجت وزراء ونوابا ومسؤولين كبارا في الدولة والجميع كانوا يقدرون المطران ضرغام ويصفونه برجل الحوار".

وختم: "إن المطران يوسف ضرغام يبقى لنا نحن المطارنة والكهنة والمسيحيين واللبنانيين عامة، في مسلكية حياته، قدوة ومثالا لكي نشهد لقيمنا الإنجيلية ولكي نعمل معا، مسيحيين ومسلمين، باحترام وانفتاح وحوار مستمر على إعادة بناء وطننا لبنان في دعوته التاريخية، وطنا رسالة في الحرية والعيش الواحد المشترك وفي احترام تعددية الطوائف والأديان والحضارات والثقافات".

وفي الختام تسلمت أرملة شقيق المطران ضرغام كفى ضرغام درع منتدى البترون تكريما له. وأقيم كوكتيل بالمناسبة.  

  • شارك الخبر