أصبحت معركة زحلة البلدية على بعد أيام قليلة وساعات معدودة، هذه المعركة إتخذت هذا العام طابعا قاسيا إذ ان الخلافات عصفت بين الزحليين ودخلت الأحزاب بقوة على الساحة وفرقت العائلات ووضعت الجميع أمام مسؤولياته وأنهت مقولة "زحلة مقبرة الأحزاب"، مساعي التوافق فشلت واللوائح جميعها أعلنت، والمعركة يوم الأحد ضارية، والنتائج محيّرة لأن حزب الله وربما المستقبل سيعملان على توزيع الأصوات على كل اللوائح، وهذه الاصوات قد تغير المعادلة التي حيرت الزحليين. موقع "ليبانون فايلز" إستطلع كل المشاركين في المعركة، وعاد بهذه النتائج:

الكتائب اللبنانية:
اكدت مصادر حزب الكتائب اللبنانية لموقع "ليبانون فايلز"، ان الكتائب منذ البداية طالبت بالوفاق في زحلة لتجنيب المدينة أي معركة سياسية ستنعكس بعد انتهاء الانتخابات على واقع مدينة زحلة، مشيرة الى ان الكتائب طالبت بإشراك جميع الأطراف لانه من حق كل الاطراف الشراكة لان زحلة ليست إرثا لأحد وليست قطعة حلوى لتقاسمها.
ورأت مصادر الكتائب الى ان الحزب كان من الساعين لإحقاق الوفاق ولم يتمكن من ذلك، واليوم الصورة ترسمها الكتائب تحت 3 عناوين "حرب أهلية مسيحية، حرب افواه وارانب، وحرب إلغاء"، لان كل فريق يدعي انه الحجم الأكبر ويريد إبتلاع الاصغر، والكتائب ترفض هذا المنطق وهي موجودة في زحلة منذ 80 عاما.
وترد الكتائب على المدعين ان حجمهم اكبر بالقول:" ما هي المعايير المعتمدة، ونحن جاهزون للبحث على الطاولة هذه الامور ونعتبر انفسنا موجودين بكل فعالية وكل دور، ويكفي التذكير ان مرشح الكتائب كان رأس اللائحة في الانتخابات النيابية".
وتعتبر مصادر الكتائب أن هناك خللا في اللائحة لان التيار الوطني الحر ابلغهم ان حزب الله سيصوت لمرشحي التيار على اللائحة، وهناك بداية خلل في توازن اللائحة، لان التيار سيحصل على 5000 صوت قبل انطلاق الانتخابات في وقت يناضل الجميع للحصول على الصوت المسيحي، لانه يبدو ان الصوت المسلم محجوب عنهم، كما ان حزب الله سيعطي لائحة موسى فتوش ولائحة الكتلة الشعبية. وتضيف المصادر ان الصوت السني لم يعرف حتى اليوم كيف سيتوزع وهو صوت وازن في المعركة لذلك الكتائب اليوم تتابع جهودها بجهوزية كاملة لدعم لائحة "انماء زحلة" المشكلة من القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والكتائب اللبنانية برئاسة أسعد زغيب. كاشفة عن ان الكتائب ستطلق النداء الحزبي للإلتزام بالتصويت الى اللائحة وعدم التشطيب.

الكتلة الشعبية:
أكدت مصادر الكتلة الشعبية لموقع "ليبانون فايلز"، ان هناك حملات مزايدة واللعبة أصبحت مكشوفة كلها ولن تغير من قناعة الزحليين، مشيرة إلى أن الكتلة الشعبية تحمل القوات اللبنانية وحدها مسؤولية فرط التحالف في زحلة، لان القوات كانت المفاوض الوحيد الذي اوكل التحالف المسيحي لها التفاوض مع الكتلة الشعبية بغياب التيار الوطني الحر، وتقول الكتلة ان مجموعة عراقيل وشروط تعجيزية وضعت أمامها المفاوضات ليستحيل تخطيها.
وتشير مصادر الكتلة الشعبية إلى انها حريصة على التحالف المسيحي، ولكنها تريد ايضا من ذلك التحالف إذا كان حريصا على نفسه، ألا يفرض شخصا إستفزازيا على لائحة توافقية، لانه مهما علا شأن الشخص فلن يعلو مقامه عن الهدف الاساسي وهو توسيع دائرة التحالف المسيحي. وتقول الكتلة إن من تمسك بالشخص وفضله على الوفاق لا يظهر اطلاقا بمظهر الحريص على الوفاق بل يتحمل وحده مسؤولية انفراط التحالف.

آل فتوش:
من جهتها، اشارت مصادر آل فتوش لموقع "ليبانون فايلز"، ان لائحة "زحلة تستحق" أعلنت وكان الإعلان كبيرا وحظوظ السيد موسى فتوش كبيرة، مشيرة الى انها تفضل الإنتظار ليوم المعركة لمعرفة كيف ستسير الأمور، رافضة التعليق على كل ما يقال حول الاتهامات في موضوع معمل الإسمنت لأن لا أساس لهذا الموضوع، مشددة على ان لائحة "زحلة تستحق" ستمنع تحقيق مشاريع توطين السوريين في المنطقة.
واعتبرت المصادر ان اللائحة تضم عائلات زحلة وفيها كل الكفاءات والخبرات وهدف هذه اللائحة إنماء زحلة وليس فتح معارك مع أي فريق.

القوات اللبنانية:
إلى ذلك، تعتبر مصادر القوات اللبنانية لموقع "ليبانون فايلز"، ان اللقاء بين الدكتور سمير جعجع والرئيس سعد الحريري تطرق الى موضوع انتخابات زحلة، ولكن لا نتائج ملموسة بعد، مشيرة إلى انه يجب سؤال الكتلة الشعبية عن سبب تركيز الخلاف مع القوات اللبنانية، مع العلم ان القوات اللبنانية فاوضت الجميع من كل قلبها لجرهم الى التوافق ولكن الموضوع لم يحصل.
وأكد المصدر القواتي ان موضوع تصويت حزب الله للمرشحين من التيار الوطني الحر لا يزال ضبابيا، ولكن المؤكد ان اصوات حزب الله لن تصب لمرشحي القوات اللبنانية، وحزب الله لم يصوت للائحة اسعد زغيب كاملة لان فيها قوات لبنانية، كاشفا عن ان القوات مرتاحة لسير المعركة وللنتيجة المتوقعة حتى اليوم، واعلن انه لا يعتقد ان جعجع سيزور زحلة قبل المعركة لان المعركة هي شأن زحلي خاص.

حزب الله:
مصادر قيادية من حزب الله أعلنت عبر موقع "ليبانون فايلز"، ان حزب الله سيصوت لمرشحي التيار الوطني الحر على لائحة اسعد زغيب، معلنا ان الحزب سيصوت للتيار الوطني الحر وللائحة السيدة ميريام سكاف وللائحة موسى فتوش.
وشدد المصدر القيادي في حزب الله على ان الحزب شكل ما يشبه لائحة كاملة من اللاوائح الـ3، وهناك نحو 5000 صوت ستصب لمن يختارهم حزب الله، وراى ان هناك اعتبارات خاصة للحزب بما خص التحالفات لانه لا يريد التصويت للقوات اللبنانية، وزحلة ستخلط التحالفات كلها، والحزب ملزم مع العماد ميشال عون، اما مع القوات فالحزب ليس ملزما.

تيار المستقبل:
الى ذلك، أكدت مصادر تيار المستقبل لموقع "ليبانون فايلز"، ان اجتماع الرئيس الحريري مع الدكتور جعجع تحدث مطولا في موضوع انتخابات زحلة البلدية، وتيار المستقبل يلتزم مع حلفائه في 14 آذار، معتبرا أن تيار المستقبل لديه مرشح على لائحة السيدة ميريام سكاف وهو السيد عبدو سكاف وهذا الامر واضح، وتيار المستقبل سيصب اصواته للائحة الكتلة الشعبية كاملة.

التيار الوطني الحر:
من جهتها، اكدت مصادر قيادية في التيار الوطني الحر لموقع "ليبانون فايلز"، ان لا شك لدى التيار ان حزب الله سيصوت لمرشحيه على أي لائحة كانوا، مشيرة الى ان لا معلومات كيف سيوزع حزب الله اصواته على بقية المرشحين في اللوائح جميعها.
ولفتت مصادر التيار الوطني الحر الى ان الوضع على الارض ممتاز لان الجو الزحلي يصب الى جانب لائحة "إنماء زحلة" المشكلة من القوات والتيار والكتائب والعائلات الزحلية، كاشفة عن ان لا صحة لمقولة ان العائلات الزحلية هي ضد الأحزاب، بل ان العائلات الزحلية تشكل نواة هذه الأحزاب وهي عصبها.
وكشفت المصادر عن ان شائعة سرت بعد لقاء جعجع مع الحريري عن ان تيار المستقبل سيصوت لمرشحي القوات اللبنانية، ولا توجد معلومات تؤكد او تنفي بعد هذا الأمر، مؤكدا انهم كلائحة متضامنين وهذا ما يعطي قوة داخلية للائحة.

خلاصة:
3 لوائح تخوض المعركة في زحلة، مصادر كل واحدة منها تؤكد ان الحظوظ إلى جانبها وانها ستفوز. وفيما يعلو صوت المعركة فإن الأحزاب والتحالفات الإستراتيجية بدلت الموقف، بما ان مرشحي التيار الوطني الحر سينطلقون في يومهم الانتخابي بتفوق عن غيرهم على اللائحة ذاتها بـ5000 صوت، كما انه من الممكن ان يبدأ ايضا المرشحين من القوات اللبنانية بـ2500 صوت وهذا الامر يحسم المعركة مبدئيا إلى صالح الأحزاب، ولكن توزيع حزب الله اصواته على الجميع كما ان تيار المستقبل سيصب اصواته مع سكاف بعيدا فتوش، قد يحدث خروقات من كل اللوائح لكي يصل مجلس بلدي متنوع من كل الاطراف، ومن يحصد العدد الاكبر من الاعضاء يصل الى رئاسة البلدية.