hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

الحريري ? جعجع: إعادة الوضع الرئاسي على سكة متقدمة

الأربعاء ١٥ أيار ٢٠١٦ - 06:11

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لا يبدو ان المشهد الإنتخابي الذي بدأ يطغى على الواقع اللبناني عشية بدء الإنتخابات البلدية والإختيارية الاحد المقبل في محافظتيْ بيروت والبقاع سيكون كفيلاً بتغييب ملفات الأزمة السياسية الكبيرة، رغم ان الجولات الانتخابية التي ستتعاقب كل يوم أحد حتى نهاية أيار ستشغل اللبنانيين عن هذه الملفات.

ذلك ان اللقاء الذي جمع قبل يومين الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع أعاد وضع الملف الرئاسي على سكة متقدمة من الاهتمامات الداخلية، وأثار فضولاً سياسياً واسعاً لدى شركاء كل من الجانبين لمعرفة آفاق البحث بينهما في الأزمة الرئاسية، نظراً الى ان كلاً من الحريري و جعجع يمسكان بمعادلة ترشيح كل من العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية ، وقد جاء اجتماعهما ليل الأحد لينفض غباراً كثيفاً اعترى الملف الرئاسي منذ مدّة.

كما ان انطلاق اللجان النيابية المشتركة امس برئاسة نائب رئيس البرلمان فريد مكاري في سلسلة جلسات متعاقبة ستعقد لدرْس 17 اقتراحاً ومشروعاً متعلّقاً بقانون الانتخابات النيابية وإن كانت نتائجها محفوفة بالشكوك لجهة التوصل الى توافق الحد الأدنى على قانون الإنتخاب ، فإنها ستشكل ايضاً تحريكاً ضمنياً للملف السياسي من زاويتين هما قانون الانتخاب البالغ الأهمية في رسم الاتجاهات المقبلة داخلياً، وربْط نتائج جلسات اللجان النيابية بمصير جلسات التشريع للبرلمان التي تصبح – بحال لم تتوصل اللجان الى نتائج قبل نهاية أيار- مرشحة للترحيل الى الخريف المقبل نظراً الى تعذر فتح دورة استثنائية للمجلس بعد نهاية دورته العادية الحالية في مطالع يونيو، باعتبار ان ذلك يحتاج الى موافقة الوزراء الـ 24 الذين ينوبون عن رئيس الجمهورية.

ومع ذلك فان الملف الرئاسي ليس متروكاً كما يبدو ظاهرياً او انه في مرحلة تخدير ووضْعٍ على الرفّ، اذ تشير أوساط سياسية بارزة لصحيفة “الراي” الكويتية، الى ان لقاء الحريري و جعجع اتسم بأهمية لجهة ان الرجلين وإن لم يتراجعا عن مرشحيْهما عون وفرنجية ، فإنهما تداولا آفاق المرحلة الرئاسية في حال بقيت الأمور على جمودها وما يمكن القيام به لتحريك الأزمة، انطلاقاً من اتفاقهما على تحميل “حزب الله” مسؤولية عرقلة انتخاب اياً من العماد عون او النائب فرنجية.

وقالت الاوساط انه رغم عدم وجود رابط بين الخلاف على الملف الرئاسي والملفات الأخرى المتصلة بالعلاقات بين تيار “المستقبل” و”القوات اللبنانية”، فان ثمة مناخاً إيجابياً جديداً برز بينهما يُرجّح ان يتخذ زخماً إضافياً مهمّاً في نتائج الانتخابات البلدية التي ستجرى في بيروت الأحد المقبل، ذلك ان الاوساط تنقل عن أجواء الفريقين ان فوز اللائحة التي تضم تحالف الحريري ومروحة واسعة من الأحزاب في بيروت يبدو شبه محسوم وانه بعد نجاح هذه التجربة فان التنسيق بين “المستقبل” و”القوات” سيكتسب دفعاً جديداً في مختلف الملفات بما يعيد الزخم تدريجياً الى فكرة إحياء تحالف “14 آذار” المشلول حالياً منذ حصل الخلاف بين الحريري وجعجع على الملف الرئاسي.

وتعتقد الأوساط نفسها انه وسط تصاعد المخاوف الداخلية من عدم حصول اي تطور يتعلق بالأزمة الرئاسية اللبنانية الى ما بعد الانتخابات الأميركية، فان الشهرين المقبلين سيشهدان تحركات داخلية وخارجية كثيفة تبدو في سباق مع الوقت. وستكون المحطة المقبلة في هذه التحركات زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان مارك ايرولت لبيروت في السابع والعشرين من أيار الحالي لاستكمال آفاق زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لبيروت الشهر الماضي ولا سيما لجهة ما تعهّده الأخير في ما خصّ المضي في مساعدة الأفرقاء اللبنانيين على الذهاب نحو توافق على انتخاب رئيس الجمهورية.

كما ان ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة سيغريد كاغ تواصل بدورها تحركاً خارجياً لحض الدول المؤثرة على استعمال نفوذها الإيجابي في انتخاب رئيس للجمهورية وهي قامت قبل أيام بزيارة لموسكو في هذا الصدد التقت خلالها نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ومسؤولين آخرين بحثت معهم في ضرورة إنهاء الشغور الرئاسي في لبنان كعامل أساسي لاستقرار البلاد. علماً انها زارت أمس بعد عودتها الى بيروت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ، موضحة بعد اللقاء أن البحث تناول “الأوضاع السياسية الراهنة وضرورة تقديم الحل السياسي للأزمة في المنطقة”.

  • شارك الخبر