hit counter script

مقالات مختارة - ناصر زيدان

حكاية فنجان القهوة عند تيمور جنبلاط

الثلاثاء ١٥ أيار ٢٠١٦ - 07:19

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الانباء الكويتية

قال المدير العام للإستثمار والصيانة في وزارة الاتصالات اللبنانية ومدير عام " اوجيرو" عبد المنعم يوسف لعدد من الوسائل الاعلامية: ان امتناعه عن الحضور لتناول فنجان قهوة عند السيد تيمور وليد جنبلاط، اشعلت الازمة بين الحزب التقدمي الاشتراكي واوجيرو، وفتحت الابواب على مصراعيها في الاتهامات التي تتناوله.
ان تنوُّع، وتشعُّب الملفات في اوجيرو، وفي قطاع الانترنت الذي يعود الاشراف عليه ليوسف، لم يعُد محصوراً بالدعوة التي قدمتها منظمة الشباب التقدمي ضده لدى النيابة العامة المالية، او بالمواقف التي يُطلقها قادة الحزب التقدمي الاشتراكي ووزرائه. فالقضية تكاد تكون من اكثر المواضيع تداولاً في الاعلام، وفي مجلس الوزراء، وفي اللجان النيابية، ولدى المراجع القضائية والجنائية المُختصَّة، نظراً لحجم الاختلاسات التي تبيَّن ان مجموعة من الاشخاص يستفيدون منها على حساب خزينة الدولة، وفقا لتصريح وزير المالية علي حسن خليل.
يروي مسؤول معني بشكل مباشر بحكاية فنجان القهوة التي تحدث عنها عبد المنعم يوسف امام الاعلام، فيقول:
نهار الثلاثاء في 8ايلول/سبتمبر 2015 ، وبينما كان السيد تيمور جنبلاط يستقبل المراجعين من المواطنيين – كما في كل نهار ثلاثاء ونهار سبت من كل اسبوع – اتصل مدير مكتبه بالسيد عبد المنعم يوسف لسؤاله عن طلب احد المواطنيين التعاقد مع مركز اوجيرو في بيت الدين في الشوف، في الوظيفة الشاغرة بسبب سفر احد الموظفين وتركه لعملهِ. وحصلت مجاملات عادية متبادلة على الهاتف بين تيمور جنبلاط وعبد المنعم يوسف بالمناسبة، وطلب خلاله يوسف زيارة جنبلاط للتعارُف وشرب فنجان قهوة، وكان ان أُعطي موعد في يوم الثلاثاء الذي يلي، وهو يوم الاستقبالات المفتوحة عند جنبلاط.
في يوم الثلاثاء المذكور اعلاه؛ لم يحضر عبد المنعم يوسف في الموعد المُحدد، فتمَّ الاتصال بمكتبه الذي افاد: بأن يوسف خارج البلاد. ولم يكُن قد اتصل لطلب تغيير الموعد، ولا اتصل مكتبه للإعتذار عن الحضور.
انتهت الحكاية عند هذا الحد – كما يقول مدير مكتب تيمور جنبلاط – ولم يُعلق جنبلاط، ولا معاونيه على الحادثة إطلاقاً، الى ان فوجئوا بإثارة الموضوع في الاعلام بعد انعقاد مؤتمر عن الاصلاح ومكافحة الفساد الذي دعت اليه منظمة الشباب التقدمي بالتعاون مع وكالة فريدريش ايبرت الالمانية في فندق ريفييرا في 27 نوفمبر الماضي في بيروت. علماً ان المؤتمر المذكور تناول ملفات الهدر في اكثر من دائرة عامة، وما قاله الوزير وائل ابو فاعور عن الفوضى العارمة في اوجيروا؛ كان على سبيل المثال، لكون الملف أُثير في المؤتمر المذكور، وتناوله اكثر من مُتحدِّث.
ربما يكون مؤتمر الريفييرا حول الفساد؛ قد ساهم في إخراج ملفات الفساد الى حيِّز المُتابعة والمُلاحقة. إلا ان ملف اوجيرو؛ لم يُفتح على خلفية كيدية سياسية – كما يؤكِد المسؤول ذاته، فالحزب التقدمي الاشتراكي عادة ما يتناول مثل هذه القضايا في ادبياته السياسية، وهو يتحدث عن عدد كبير من المؤسسات الأُخرى – كما اشار رئيسه وليد جنبلاط في مقابلته التلفزيونية الاخيرة في 21/4/2016 - ولم يوفر، او يُغطي احد، بما في ذلك مراجع امنية وقضائية.
يختم المسؤول المعني ذاته بالقول: ان تيمور جنبلاط لا يتعاطى بالطريقة الفوقية التي تحدث عنها يوسف إطلاقاً، وهو المعروف عنه تعاليه عن الصغائر وتحليهِ بإلاخلاقية والهدوء، ويحترم الجميع من دون تكلُّف. ولم يسبق له ان استدعى احد من المسؤولين؛ كما حاول عبد المنعم يوسف الايحاء بهِ، وهو لم يُعطي موضوع عدم حضور يوسف اي اهمية، ولم يتحدث بالامر على الإطلاق.
في لبنان نمطية غريبة في تعمية الحقائق للهروب من الارتكبات والاختلاسات. فنرى ان مُتهم بالعمالة والتبعية والاختلاس ( وزيرسابق من ايام الوصاية ) يحاضر عن النزاهة والعِفة، وهو بنى قصراً في بلدة شوفية، واشترى عقارات واراضي، ومصاريفه كبيرة جداً؛ بينما تعرف الناس انه لم يَكُن يملك اي شيء قبل تعيينه وزيراً في حكومة الوصاية.
 

  • شارك الخبر