hit counter script

الحدث - ملاك عقيل

رياضيون من نوع آخر... نحن منكم ولكم!

الثلاثاء ١٥ أيار ٢٠١٦ - 00:44

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

رياضيون من دون روح رياضية. من همّ؟ سياسيّونا طبعا. نخوة التسامح والاستيعاب مفقودة على مدى عام كامل، باستثناء ساعات قليلة تقاس بـ "طول الماراتونات" التي يشاركون بها أحيانا مرّة في السنة او من خلال هرولة "على الخفيف" في منطقة جبلية نائية او على طول الكورنيش البحري في بيروت.
يختارون لطلّتهم على الناس "ماركة عالمية" للالبسة الرياضية، ونظارات على الموضة، وابتسامات مجانية، وعفوية مصطنعة، وايحاءات مدروسة "بأننا منكم"، وهذا وجهنا الحقيقي "نحن الرياضيون مع روح رياضية". هذا ما يحاولون إقناعنا به، لكن اهل النخوة أبعد ما يكون عن مغزى ان تكون رياضيا... هو تقبّل مفهوم الخسارة او تقبّل الاخر. المنابر تشهد كذلك الجلسات المغلقة والنقاشات العقيمة حول الملفات الملحّة.
بعد كل ما نشاهده من ويلات السياسة وروائحها الكريهة والنكايات المتبادلة والنكد المنظّم بين أهل السلطة يستعرض "شورت" الركض مهاراته في محاولة غير بريئة لاقناع من لا تزال تتملّكه الشكوك بأن السياسة شئ و"روحنا الرياضية" شئ آخر.
كروش فائضة عن حدّها، احجام واوزان زائدة، واحيانا ناقصة حين يتعلق الامر بالرأس تحديدا. سيقان عارية يقطع "سحبتها" شورت "معاليه" او "سعادته". ترهّل جسدي ينافس الخمول الذهني. لا مشكلة. حين يحلّ الماراتون الواجب يفرض الالتحاق بالاستعراض السنوي. هذا مرّة كل عام، أما بالنسبة للرياضة اليومية فمن يتسنّى له رصد أحدهم يهرول بين "الشعب الكادح" فقد يقع فعلا ضحية التصديق بأن هذه "الكائنات" السياسية هي "منّا وفينا"!
تنتهي حصة الرياضة والركض. بعد ذلك، لن تجد اثرا لطوفان التواضع والاخلاق الرياضية. سيعود كل "شورت" الى موقعه سالما. يوضع في الخزانة، وسيستبدل بلمح البصر بربطة عنق "الامر لي".
اعطي لطبّاخي "سمّ" الازمة اكثر من فرصة ليبرهنوا ان تطرفّهم وحسّهم الالغائي مجرد قناع. فعلوها حين توحّدوا في مباراة "كلنا فريق واحد" في ذكرى الحرب اللبنانية قبل عدّة أعوام في ملعب مدينة كميل شمعون. أضحكوا جمهورهم لساعة واحدة وأراحوهم من معاركهم الدونكيشوتية. ترفيه عن النفس تمّنى اللبنانيون لو يطول دهرا، حتى لو كان وهما. لم يكن سهلا رؤية سعد الحريري في فريق واحد مع جبران باسيل وعلي عمار وعمار حوري، وفي الفريق الاخر محمد فنيش ونديم الجميل...!!
هي معجزة فعلا، بعدها تماما حلّت الكارثة ولم تزل جاثمة فوق الرؤوس. اختفى سعد نفسه من الحلبة السياسية الداخلية والرياضية، ثم عاد... وكأنه لم يعد. ارتفعت المتاريس أكثر فأكثر، وغرق البلد برمّته في فراغ رئاسي ومؤسساتي يشبه "احتضار" بلد برمّته.
كيف يمكن فهم منطق ممثل الامة، رئيسا او وزيرا او نائبا يحاضر في "العفّة" السياسية في أوقات الرياضة، و"جيناته" تصارع كل يوم خصم اللون الاخر.
هذا يقود الى استنتاج بديهي. في ركضهم بالـ "تي شيرت" والسروال الرياضي مسرحية مفضوحة. وفي عودتهم الى ذاتهم الحقيقية، من خلف المكاتب والمنابر وغرف القرار، دَجل "كلاس". ماذا نفعل بهم؟ هم يعلمون ونحن نعلم، ليس بـ "الشورت" وحده يحيا التعايش. اثبات النوايا الحسنة يستأهل "اسلحة" من نوع آخر، لا تنفع معها عروض الروح الرياضية الزائفة...
 

  • شارك الخبر