hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - جورج غرّة

صوت الجوع أقوى من صوت المدافع...

الثلاثاء ١٥ أيار ٢٠١٦ - 00:41

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

إذا قلنا لكم إننا "جعنا" قليل، إذا قلنا لكم إننا "متنا" قليل، ومهما كانت الصفة التي قد ننعتكم بها فهي قليلة عليكم. منذ العام 1975 وصولا الى العام 1990 عاش الشعب اللبناني في زمن الحرب الأهلية والقتل والدمار، ولكن الغالبية تقول "كنا عايشين وفي مصاري".
الحرب إنتهت منذ 26 عاما وأصوت المدافع زالت، ولكن صوت الجوع اليوم يدوي أقوى من صوت المدافع... على الطرقات يمد اللبناني يده للمارة، كهول ونساء وأطفال يعانون من الجوع. في افريقيا الأوضاع الإنسانية تحسنت. ولبنان يبحث اليوم ويتوسل الدول الأجنبية لدفع الأموال لإعانة النازحين السوريين الذين شرعت أمامهم ابواب لبنان بلا هوادة، ووصفت الأصوات المحذرة في حينها بـ"العنصرية".
نعم نحن شعب عنصري... لأننا شعب جائع، شعب خاضع، شعب مرتهن لأمراء الحروب الذين لا يزالون يحكموننا، وهم جهزوا أولادهم للإستمرار في حكمنا، وجوع الشعب يدفعهم إلى التجديد لهم في أية مناسبة إنتخابية، لأن اللبناني أصبح يرى ورقة المئة دولار كعملة نادرة لا يراها في جيبه إلا بشكل عابر.
أمعاء أولادنا خاوية، وسياسة التجويع مستمرة، لا سياحة ولا اقتصاد ولا حياة إجتماعية ولا ضمانات ولا ضمان شيخوخة ولا يوجد ابسط التقديمات الحياتية، والبنى التحتية تدل على فساد حكامنا.
ثورة؟... شيئ مضحك فعلا، كيف ستحصل تلك الثورة وكل فريق يرهن طائفة كبيرة لنفسه يحركها برمشة عين في الشارع. إنتفاضة؟... شيئ مستحيل، لأن الشعب مرتهن لقادته السياسيين وإذا حصلت إنتفاضة ما فسيكون هناك إنتفاضة مواجهة لها، هل تذكرون تظاهرة 8 آذار 2005 والرد عليها في 14 آذار؟ ففي مقابل هذا الشارع هناك ذلك الشارع.
لبنان يعيش في حالة من الإفلاس على الأصعدة كافة، والزعماء اليوم يتلهون في النكايات، هذا يطير جلسة ذاك، وذاك يعطل جهاز هذا، واليوم الجميع يتلهى بالإنتخابات البلدية، ومن بعدها قانون الانتخابات النيابية، وفي كل اسبوع أزمة سياسية، والجميع ينظر الى نصف الكوب على طريقته، وإذا قال هذا الفريق إن هذا اللون "أبيض" فالآخر سيقول لا إنه "أسود".
كيف ستقوم دولة وهؤلاء لا يزالون يحكموننا، والأكثر من ذلك فهم لا يحكمون أنفسهم حتى لأن كل واحد لديه دولة تحركه، وهو يحركنا عبرها... هذا كله وصوت الجوع يصدح ويدوي والشعب "يعوي".   

  • شارك الخبر