hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - جهاد نافع

الحريري الحائر في توقيت زيارته لعكار

الإثنين ١٥ أيار ٢٠١٦ - 08:15

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

يقول مصدر سياسي عكاري ان زيارة الرئيس سعد الحريري الى عكار مقررة لكن لم يحدد موعدها حتى الان، وهي قيد التشاور لتحديد الموعد قبل الانتخابات البلدية او بعدها وان النقاش يدور اذا كانت قبل الانتخابات البلدية ماذا ستكون نتائجها على مسار هذه الانتخابات وقد اعلنت قيادة التيار الازرق موقفا واضحا بعدم التدخل فيها، لانها عائلية في القرى والبلدات العكارية وليس من مصلحة التيار الازرق التدخل فيها، كي لا يخسر المزيد من حضوره الشعبي.
ولذلك رجحت الاوساط ان تتم الزيارة بعد الانتخابات البلدية حتى لا تفسر على انها تدخل في تلك الانتخابات، الا ان السؤال الذي تطرحه اوساط عكارية هو ماذا سيجني الرئيس الحريري من زيارة عكار بعد كل هذه السنوات من الغياب عن العكاريين؟ ليس الغياب السياسي وحسب، وانما الغياب الخدماتي والانمائي والايفاء بالوعود التي اغرق عكار بها في الاستحقاقات النيابية السابقة.
والسؤال الاخر الذي تطرحه الاوساط السياسية ماذا سيجني الرئيس الحريري من هذه الزيارة لمنطقة كانت تعتبر خزان تياره الشعبي؟ فاذا بها اليوم تشهد انكفاء ملحوظا لدى كل القوى السياسية لا سيما بعد الترهل الذي اصاب قوى 14 اذار والانشقاقات التي شهدتها هذه القوى، عدا عن تشتت التيار الازرق وتوزعه في عكار بين اجنحة ومراكز قوى في قيادته بحيث ان التيار الازرق في عكار بات موزعا بين اجنحة الرئيس الحريري من جهة، والوزير اشرف ريفي من جهة ثانية، ومن جهة ثالثة بين جناح احمد الحريري وجناح الرئيس السنيورة وكل جناح من هذه الاجنحة يتبنى طامح للمقعد النيابي واخر من هناك. بحيث بات التنافس على المقاعد النيابية يشكل باروماتير العلاقة السياسية سواء في التيار الازرق او في قوى 14 اذار.
لم يعد هذا الفريق السياسي في عكار في موضع يحسد عليه وما كان يصح في السابق من تلاعب في العواطف والغرائز المذهبية، لم يعد يصح في الوقت الراهن، بعد استعادة القوى الوطنية والقومية والاسلامية في قوى 8 اذار حضورها السياسي والشعبي من خلال مناسبات وطنية شهدتها عكار مؤخرا، واظهرت ان هذا الفريق له جذوره في عكار ولا يمكن لهذه المنطقة ان تنسلخ عن تاريخها الحافل بالمنجزات والمآثر في صفوف المقاومة الوطنية، لا سيما وان عكار منطقة حدودية ملاصقة لسوريا التي شهدت حدودها استقرارا والتزاما بدولتها السورية واستأصلت كافة البؤر الارهابية في المناطق الحدودية مما انعكس ايجابا على المناطق الحدودية العكارية، وقد ايقن سكان قرى الحدودية انه لا يمكن لعكار ان تنسلخ عن علاقاتها الانسانية والاجتماعية والمعيشية مع محيطها القومي برأي اوساط سياسية عكارية.
وتعرب مصادر مقربة من التيار الازرق عن خشيتها من نتائج زيارة الرئيس الحريري الى عكار بأن يواجه بنفس البرودة التي واجهها خلال زيارته الى طرابلس ومن شأن ذلك ان يكشف واقع التيار الازرق المتراجع، وقد تؤدي هذه الزيارة الى فشل خطوته في شد العصب الازرق لان ابناء عكار باتوا على يقين ان الوعود لم تعد تنفع وان شح الخدمات على مدى السنوات التي مضت كانت كافية لكشف زيف الوعود والادعاء بانماء عكار، لان هذه المنطقة لا زالت نموذجا لابشع انواع الحرمان وان نسبة البطالة فيها الى ارتفاع خطير ومعدلات الفقر تزداد يوما بعد يوم والوف الخريجين الجامعيين لا يجدون عملا لهم بالرغم من وقوفهم اذلاء عند ابواب السياسيين عدا عن الغرق في مستنقع الطائفية والمذهبية.

  • شارك الخبر