hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - غسان المفلح

الغرب المتشدد وأوباما العنصري

الإثنين ١٥ أيار ٢٠١٦ - 06:45

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

السياسة الكويتية

اعرف ان اتهام رئيس اميركي بالعنصرية، يحتاج لأدلة وبراهين. لم يمر بتاريخ اميركا رئيس كذب ويكذب بهذه الدرجة وإلى هذه الدرجة. أوباما يتحدث عن سورية، وكأنه محلل سياسي علما انه المدير الفعلي للجريمة الاسدية في سورية. منذ توليه الولاية الثانية، والتي تنتهي بعد ثمانية اشهر، وهو يمارس ابشع أنواع الجريمة في سورية. آخر ما حرره السيد أوباما بعد مجازر حلب، وقصف طائرات الأسد لمشفى القدس في حلب والاحياء المدنية، عشرات الأطفال والنساء لقوا حتفهم جراء ذلك. خرج أوباما ليقول: انه تحدث مع الروس للضغط على الأسد. لايزال مصرا على الكذب في أن روسيا هي صاحبة الملف. علما أن العالم كله يعرف وأصحاب القرار فيه بمن فيهم بوتين نفسه، ان أوباما هو من يمتلك الحل في سورية. ليس هنالك اكبر من دليل على ذلك، سوى تسليم بوتين للكيماوي الاسدي لاميركا بعد ان ارتكب النظام مجزرة الغوطة الكيماوية، يوم الأربعاء 21 أغسطس 2013. علما ان الرواية الروسية آنذاك أصرت على أن المعارضة هي من ضربت الغوطة بالكيماوي وليس الأسد. فكيف وافقت روسيا ان تكذب نفسها؟ أوباما صاحب الحل والربط. هدد بضرب الأسد فسلم الأسد له الكيماوي عن طريق روسيا. عشرات المجازر الموثقة التي ارتكبتها ميليشيات الأسد بحق السوريين. وملف سيزر عن تصفية المعتقلين. تقارير كل المنظمات الدولية تؤكد أن الأسد مسؤول عن مقتل أكثر من 300 الف مدني سورية. في مثل هذه المجازر الاسدية لا نستطيع ادانة أي دولة، لا تحاول العمل من اجل ايقافها، اذا كانت لا تستطيع. لكن ندينها، اذا هي لم تدن هذه المجازر. عنصرية أوباما تكمن في انه يستطيع إيقاف المجازر الاسدية في سورية ولا يعمل على ذلك. ليس فقط من باب التدخل العسكري، كي لا يحتج أوباما انه لا يريد التدخل العسكري. بل الأخطر في الموضوع ان أوباما استخدم رفضه للتدخل العسكري في سورية لحماية المدنيين من الفاشية الاسدية الطائفية، من أجل تغطية عنصريته تجاه الضحايا من جهة، وانه لا يقيم وزنا لارواحهم، وكي يستمر في التدخل القوى لصالح استمرار الجريمة الاسدية، تدخل بكفين ناعمين من جهة اخرى. أوباما تدخل ويتدخل في كل تفصيل في الملف السوري، معطياتنا كمعارضة ان أوباما يعرف كم بندقية تدخل لسورية. أوباما يعرف ايضا وفقا لهذه المعطيات، أي تحرك لاية مجموعة عسكرية على الأرض السورية. لهذا هو يغطي الجريمة في سورية كشريك للاسدية أولا وكشريك لداعش ثانيا. بعد اقل من ثلاث سنوات على دخول “داعش” سورية، بات واضحا ان الحرب على داعش الاوبامية، انما هي لتقوية الداعشية على الشعب السوري ايضا، وليس العكس. قوافل داعش تتحرك بحرية في سورية والتي تقطرها الأقمار الصناعية الاميركية من جهة، والسي أي ايه من جهة أخرى، كما ترصد أي تحرك عسكري آخر. لا يعني هذا ان أوباما كان يريد انهاء القتل في سورية لمصلحة طرف ما. بل تكمن عنصريته، إنه من أجل اتفاق نووي مع إيران، ترك الأسد وداعش لقتل الشعب السوري، من أجل انجاز هذا الاتفاق. عنصرية أوباما لا تحتاج لدليل آخر. من جهة أخرى اظهر الغرب الرسمي والإعلامي تشددا واضحا في تطبيق سياسة أوباما، تجاه استمرار المقتلة السورية على يد الأسد وداعش. واهم من يعتقد أن هنالك مساحة للعفوية في دول الغرب. الغرب منضبط وشعوبه منضبطة، لدرجة أنه لا تخرج تظاهرة دون أن يكون خلفها مراكز قوى، نقابات أحزاب، وممثلو ارباب العمل على تنوع مصالحهم. حتى الجمعيات المدنية غالبا ما تكون مدعومة اما من الدولة او من ارباب العمل. المواطن الغربي أيضا محكوم بمتطلبات حياته المرفهة نسبيا. التعاطف الإنساني موجود وبقوة لدى الانسان الغربي، لكن المصالح الكبرى هي المحدد الأساسي في السياسة الخارجية. لهذا بدا الغرب متشددا في تطبيق سياسة أوباما من خلال أيضا تجاهل الاعلام الغربي لما يحدث في سورية، متشددا لو تابعنا قناة البي بي سي البريطانية. التي منذ اشهر يستنتج المتابع لها، أن الضحايا من الأطفال هم يقصفون الأسد. لان لا مصلحة للغرب الرسمي في سورية سوى إسرائيل، باعتبار ان سورية لا يوجد فيها ثروة نفطية يسيل لعاب هؤلاء عليها. الوقوف مع الأسد هو ثمن للجولان، وتاريخ آل الأسد في تحطيم سورية ونهبها. لا سبب آخر هناك. 

  • شارك الخبر