hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

أحمد قبلان: إننا في زمن الفساد ودولة الاستبداد وأمام كارثة

الجمعة ١٥ نيسان ٢٠١٦ - 13:04

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، قال فيها: "نحن في وسط نكبة وطنية حقيقية جراء صراع سياسي وطائفي ومذهبي بغيض، هدم الدولة، وجوف مؤسساتها، وشل إداراتها تحت إشراف سياسيين لم يتركوا شيئا إلا وزجوه في مزادات وارتهانات المصالح الدولية والإقليمية، وأدخلوه في بازارات لا مصلحة للبنان فيها، وما تشهده ساحتنا اللبنانية من تكبيل وتعطيل وتنكيل بمصير أهل هذا الوطن يلخص واقعا مأساويا تعطلت فيه الحوارات، وأصبح التقارب والتفاهم بين اللبنانيين صعبا، في ظل هذه الهوة السحيقة التي اصطنعتها السياسات الخرقاء التي لم تكن يوما إلا في إطار الأنانيات السلطوية".

أضاف: "إن اللبنانيين اليوم يعانون أكثر من مضى، فطفح كيل الصفقات والسمسرات، وبرزت ملفات الفساد، وكثر المتواطئون والمتورطون فيها، فاختلت الموازين في هذا البلد، خصوصا عندما نجد المسؤول يغدر بمن إئتمنه، وصاحب السلطة يساوم من أجل أن يستمر في منصبه أو يستأثر بحصته المزعومة، وكأن البلد وما فيها من بشر وحجر ملك له، يتصرف بها على هواه دون رقيب أو حسيب، فهو الذي يحاسب، وهو من يراقب، بل هو الطائفة وهو المذهب وهو الوطن بأسره، لا ينازعه في سلطانه أحد. إننا في زمن الفساد والفاسدين، ودولة الاستبداد والمستبدين، ترانا نتحدث عن العدالة، فيما الواقع ظلم وجور على حقوق الناس، ندعو إلى الشراكة فيما الحقيقة تطاول على الوطن وثوابته بخلفية الطائفية والمذهبية. نطالب بالوفاق وتجاوز الخلافات، يردون بالمزيد من التصدع والانقسام، نناشدهم التواضع والتنازل من أجل لبنان، فإذا بهم أكثر استكبارا، وأشد تمسكا بما يزعمونه حقوقا مقدسة وثابتة لهم. لقد صادروا المؤسسات، وجيروا الإدارات لغير الصالح العام حتما، ويحاولون التلاعب بالقضاء، والتحايل على القانون وجعله مؤطرا على المحسوبيات، هذا ابن ست وذاك ابن جارية".

وتابع: "سمموا البلد بكل أنواع الفيروسات السياسية والاجتماعية، حتى المؤسسات الأمنية يحاولون تقويضها والنيل منها، متناسين أن الإرهاب متربص، وعصابات التكفير تتحين الفرص لضرب ما تبقى من وحدة، ولزعزعة ما تبقى من أمن واستقرار، بفضل الجهود والتضحيات التي تقدمها القوى الأمنية والعسكرية، وخصوصا الجيش الذي ندعو إلى دعمه، وإلى تحييده عن التجاذبات والمحاصصات، ومده بكل الوسائل التي تعزز دوره، وتجعله قادرا على مواجهة التحدي بالتعاون والتنسيق مع المقاومة التي قدمت الكثير، ولا تزال من أجل لبنان للجميع".

وقال: "نرفض أخذ البلد إلى المجهول، وندعو إلى الضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه إفساد البلد، فنحن أمام كارثة ستطال الجميع، ونارها ستدخل كل بيت في هذا البلد الذي يعيش أعقد وأصعب لحظات تاريخه، من خلال لعبة تدمير الدولة والتطاول على هيبتها، وشل مؤسساتها. نعم، إن في ذلك هتكا لحقوق اللبنانيين، وضربا لبقاء لبنان كوطن كان ويجب أن يبقى بلد الوحدة والشراكة، ومقصدا لأشقائه العرب، وهو لن يكون خارج وحدتهم وتعاونهم على استقرار المنطقة وخير شعوبها".

وختم: "إننا مع إجراء الانتخابات البلدية، ولكن نريدها بلديات تجمع الناس ولا تفرقهم، نريدها بلديات إنماء وإلفة وتكاتف، لا استفزازات فيها ولا كيديات ولا ثأريات، نريدها بلديات تعكس وجع الناس وتكون في خدمة الشأن العام. لذلك نطالب أهلنا وإخواننا في كل القرى والبلدات والمدن بتطبيق الآية الكريمة "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، وليكن تنافسكم في الخير وخدمة الناس كما قال الله تعالى وفي ذلك فليتنافس المتنافسون".
 

  • شارك الخبر