hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

السفير الفرنسي: لبنان من أولويات أجندة سياسة فرنسا الخارجية

الجمعة ١٥ نيسان ٢٠١٦ - 10:11

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أكد السفير الفرنسي في لبنان إيمانويل بون، في مقابلة خاصة مع برنامج "كلام الناس"، عبر شاشة الـ"أل بي سي"، أن "زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى لبنان كانت مهمّة جداً لأنّها سمحت لنا بفتح سلسلة جديدة من الجهود الديبلوماسية لمساعدة لبنان على مواجهة تحديات عديدة خاصة به".
وفي ما يلي نص المقابلة:

- ما هي المهّمة التي يحملها معه وزير خارجية فرنسا في جولته على المنطقة آخر الشهر؟ هل يطلق مبادرة؟

سيعود وزير خارجية فرنسا جان مارك ايرولت الى لبنان آخر الشهر لمتابعة زيارة رئيس الجمهورية الفرنسي الى لبنان .
بالنسبة الينا كانت زيارة الرئيس الفرنسي مهمّة جداً لأنّها سمحت لنا بفتح سلسلة جديدة من الجهود الديبلوماسية لمساعدة لبنان على مواجهة تحديات عديدة خاصة به.
اذاً فرنسا لا تطلق مبادرة بل تبذل قصارى جهدها لمساعدة لبنان.

- كيف تعتبر فرنسا أن لبنان هو نقطة انطلاق لحل أزمات المنطقة؟ وكيف تعتزم إقناع المجتمع الدولي بذلك، في وقت أن الأزمة اللبنانية لا تشكل أولوية على الأجندة الدولية؟

بالنسبة الى فرنسا انّ لبنان من أولويّات أجندة سياستها الخارجية . انّه من الأولويّات لعدّة أسباب لأنّ لبنان بلد قريب منّا ولأنّه مهمّ بالنسبة الى فرنسا ، أيضاً لأنّنا نعتقد انّه في منطقة فيها حروب كثيرة وعنف كبير وتشنّجات فانّ لبنان نموذج يجب الحفاظ عليه.
انّه بلد حيث يمكننا جميعاً كشركاء محليين وخارجيين المساعدة بشكل مفيد على حلّ الأزمة السياسية . وفي لبنان كلّ واحد منّا يفهم جيّداً انّه مع استمرار الحرب في سوريا والعراق واليمن وغيرها من البلدان ، من المهمّ جداً لمن يملكون نفوذاً هنا ان يبرهنوا عن قدرتهم على المساهمة في الحفاظ على أمن واستقرار لبنان والمنطقة.

- هل تعمل فرنسا مع المجموعة الأوروبية والأمم المتحدة من أجل مبادرة بشأن لبنان؟

نعم بالطبع، فرنسا تقوم دائماً بالمبادرة تجاه لبنان . دائماً سواء كان من قبل رئيس الجمهورية أو وزير الخارجية أو زملائي الديبلوماسيين في باريس ، هم دائماً من يقوم بالمبادرة للحديث عن لبنان الى المجموعة الأوروبية والى زملائنا في الأمم المتحدة وغيرهم خاصة في عواصم المنطقة.
نعم، انّنا نعمل مع الإتحاد الأوروبي الذي هو المانح الأوّل للمساعدات للبنان في ظلّ الأزمة الحالية. ونعمل أيضاً مع الأمم المتحدة خاصة المجموعة الدولية لدعم لبنان ومجلس الأمن حيث تقوم فرنسا بالمبادرة لدعم البلد ومساعدته على حلّ مشاكله.

- كيف يمكن ترجمة دعوتكم إلى "تسوية" تعيد إطلاق عجلة المؤسسات اللبنانية بدلا من انتظار التوصل الى "توافق" شامل حول الإشكاليات المطروحة؟

عندما كان رئيس الجمهورية الفرنسي في بيروت صرّح عن أمر مهمّ فقد دعا الأحزاب اللبنانية للتوصّل الى تسوية لانتخاب رئيس للجمهورية يكون رئيس كلّ اللبنانيين ولتشكيل حكومة تمثّل الوحدة الوطنية ولانتخاب مجلس نيابي حيث يكون التمثيل الصحيح . انّ التسوية هي اتفاق بين الأحزاب الكبرى على المسائل الأساسية. لا يمكن لأحد أن يطلب من اللبنانيين أو الأحزاب اللبنانية بأن يتّفقوا على كلّ المسائل. لا يمكن أن يحصل ذلك لا في لبنان ولا في فرنسا ولا في أي بلد آخر .
من جهة أخرى فانّ مسؤولية كلّ لبناني اليوم في لبنان والخارج هي الحفاظ والإتفاق على المسائل الأساسية وذلك للحصول على التمثيل الصحيح والضمانات التي يحتاجها وليتمكّن هذا البلد من العيش بازدهار مع مؤسسات تعمل بشكل طبيعي.

- ما صحة المعلومات حول سلة متكاملة للوصول إلى انتخاب رئيس؟

أريد التذكير بمبدأ بسيط وهو سيادة لبنان . انّه من حقّ اللبنانيين مناقشة شروط انتخاب رئيس الجمهورية ومن ثمّ تشكيل الحكومة وتجديد المجلس النيابي . اذاً لا يوجد سلّة متكاملة يمكن تحديدها للاحزاب اللبنانية انّما هناك حاجة لتنظيم التسلسل السياسي يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية ليتمكّن من تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء الانتخابات التشريعية.

- هل تواصلتم مع الإيرانيين أو السعوديين أو الأميركيين أم أنها مجرد أفكار؟

نحن على تواصل معهم جميعاً ومع آخرين أيضاً بشأن لبنان . نتواصل معهم حول ضرورة ممارسة تأثير إيجابي على لبنان لحمايته ونأيه عن الأزمات في المنطقة ، نتبادل الأفكار ووجهات النظر ونحاول تقريبها بطريقة مفيدة ، وأكرّر ضرورة التوصّل الى تسوية سياسية تسمح للبنان بالعيش والازدهار.

- أين أنتم من طرح رئيس تسوية لمرحلة انتقالية لمدة سنتين؟

لا فكرة لدي عن الموضوع وليس طرحاً فرنسياً. بالنسبة الينا يجب انتخاب رئيس للجمهورية لإكمال ولايته بشكل كامل ، هذا أمر مهمّ بالنسبة للدور الرئاسي والمسيحيين وكلّ اللبنانيين . يجب انتخاب رئيس للجمهورية وفقاً لشروط الدستور ليتمكّن من إكمال ولايته ضمن السنوات المنصوص عليها.

- هل فرنسا مستعدة لاستضافة مؤتمر لبناني لحل الازمة؟

يمكننا تقديم المساعدة وجمع الأفرقاء اللبنانيين والتحدّث الى كلّ الأحزاب اللبنانية وهذا ما قام به رئيس الجمهورية الفرنسي لدى زيارته للبنان وهذا ما سيقوم به وزير خارجية فرنسا خلال زيارته المرتقبة . انّما فرصة تنظيم مؤتمر لبناني في الخارج مطروحة بعبارة أخرى . اليوم تجري المحادثات في بيروت بين الأحزاب اللبنانية ومن الجيّد انّها تجري في بيروت إذن ليس لدينا النيّة لجمع اللبنانيين في مؤتمر خارج لبنان .

- كيف تعتزم فرنسا دعم الجيش اللبناني بعد إلغاء الهبة السعودية إلى لبنان؟

أولاً سأوضح أمراً انّه وبحسب علمي لا يوجد الغاء للهبة السعودية للجيش اللبناني وبحسب المعلومات الواردة لفرنسا انّ هذه الهبة معلّقة لأسباب تخصّ السعودية . امّا من جهة فرنسا فانّها تلتزم بكامل واجباتها حتى انتهاء مدّة العقد. وبالاضافة الى هذا العقد فانّ فرنسا تتابع تعاون قديم ومهمّ مع الجيش اللبناني وهذا التعاون مستمرّ وسيتوسّع أكثر لأنّه بالنسبة الى فرنسا فانّ الجيش اللبناني هو مؤسسة وطنية محض تلعب دوراً مهماً في الحفاظ على استقرار البلد . اذاً سنقدّم للجيش اللبناني وبأسرع وقت ممكن معدّات عسكرية جديدة تسمح له بتولّي مهامه كلّها بفعالية.

- اللبنانيون ينظرون اليوم إلى الدعم الدولي المستجد عبر الزيارات الدبلوماسية الأوروبية الرفيعة المستوى للبنان، بأنها تهدف إلى توطين السوريين في لبنان أو أقله إبقائهم بعيدين عن أوروبا، فما هو ردكم تجاه هذه المخاوف اللبنانية؟

لقد صرّح رئيس الجمهورية الفرنسي بشكل واضح لدى زيارته لبنان بانّ اللاجئين السوريين يطمحون للعودة الى سوريا عندما تتسنّى لهم الظروف المؤاتية . كما انّه التقى عدداً من النازحين السوريين في سهل البقاع الذين عبّروا جميعاً عن رغبتهم بالعودة الى بلادهم. وببساطة لتحقيق هذه الرغبة يجب العمل على إيجاد حلّ سياسي في سوريا يسمح للاجئين بالعودة في اسرع وقت ممكن . اذاً لا يوجد هدف لتوطين السوريين في لبنان . يتفهّم الجميع المجهود الخارق الذي يبذله لبنان ويجب حماية ودعم لبنان والسماح له بمواجهة أزمة تعتبر كبيرة جداً . لكن من المهم ان نوضح بأنّ اللاجئين السوريين بالفعل سيعودون الى سوريا حين يحين الوقت .

- وكيف تنتظرون أن يحافظ لبنان على استقراره في وظل وجود مليون ونصف نازح سوري على أراضيه والمساعدات الدولية لا ترتقي إلى مستوى الدعم الحقيقي، لا مادياً ولا في استيعاب عدد مقبول من هؤلاء النازحين؟

هذا سؤال مهم جداً ولهذا السبب يجب العمل سريعاً على إيجاد حلّ للازمة في سوريا لأنّ الحرب اليوم تختبر قدرات الجميع ، قدرات لبنان والبلدان المجاورة لسوريا وأيضاً قدرات الدول الأوروبية . اذاً يجب التحرّك سريعاً قبل أن تتوسّع الأزمة أكثر فأكثر وتتسبّب بالمزيد من الأضرار في سوريا وخارجها . اذاً في هذه الفترة التي يخيّم عليها التوتر الشديد والمخاطر الكبيرة أكرّر أنّه يجب تقديم المساعدة للاجئين وبشكل خاص لمساعدة اللبنانيين والمجتمعات التي تستقبل اللاجئين ويجب تنفيذ ذلك بطريقة مؤقتة الى حين تمكّن اللاجئون من العودة الى بلادهم . لكن من الواضح انّه مع وجود أزمة كبيرة كتلك القائمة في سوريا فانّ مستوى الدعم المتوفر غير كافٍ للبنان ولا لأي بلد آخر . اذاً يجب العمل باسرع وقت ممكن لإيجاد حلّ سياسي.

  • شارك الخبر