احيا الصليب الأحمر اللبناني الذكرى الواحدة والثلاثين لشهدائه تحت شعار "رسالة إنسانية وسلام"، في احتفال حاشد أقيم على مسرح مدرسة مار يوسف في قرنة شهوان برعاية رئيسة الصليب الاحمر سوزان عويس ممثلة بأمين الخزينة قصي شرف الدين وحضور عدد من السفراء وأعضاء من اللجنة التنفيذية ومن اللجنة المركزية ورؤساء وأعضاء من اللجان المحلية ومدراء، وأهالي الشهداء وممثلين عن كل من المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر وعن بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وعن جمعيات الصليب الأحمر العاملة في لبنان، كما حضر ممثلون عن مدرسة مار يوسف إضافة إلى مدراء وعدد كبير من متطوعي الصليب الأحمر اللبناني.

افتتاحا النشيد الوطني ونشيد الصليب الاحمر، وبعد الوقوف دقيقة صمت عن أرواح الشهداء، ألقت رئيسة منطقة قرنة شهوان لفرق الإسعاف والطوارئ ماري تيريز كتاني كلمة اكدت فيها" ان متطوعي الصليب الاحمر عاشوا معنى الذكرى الحقيقية وان المسؤولية كبرت وما تزال الامانة محفوظة طالما رسالتنا تبدأ بخدمة الانسان وتتخطى كل الحواجز والانانية وتهدف لأسمى صفات التضحية، الوحدة والسلام ".

ثم ألقى شرف الدين كلمة راعية الحفل أكد فيها "ان كتاب الشهادة نعرفه جيدا وقد قرأناه 30 عاما وأحييناه ذكرى أليمة وها هي الذكرى الواحدة والثلاثون لشهدائنا الذين سقطوا وهم يمارسون طقس إنسانيتهم فخطوا ملحمة إنسانية، تحفر ذاكرتنا مع كل نيسان ولها في قلبنا مرتبة لا تعلوها أي مرتبة، وطعما مرا تذوقناه قسرا على طريق خدمة الإنسان".

اضاف "لسنا وحدنا فقد شاركنا قلوب الأهل والمحبين لهؤلاء الشهداء وللجمعية على حد سواء، لا بل كان أهل الشهداء أصبر منا على البلاء وعلى تحمل المصيبة المتتالية 15 عشر مرة، ننحني لهم ونثمن صبرهم وننظر إليهم بعين دامعة وينظرون إلينا بعيون ملأى بالفخر والاعتزاز".

وتوجه الى الشهداء قائلا:"ايها الشهداء الأبرار، يا من خطيتم في كتاب العزة سطورا من نور،أقسمتم أن تكونوا إلى جانب المتألم وإلى ما وراء الواجب، وكنتم من الصادقين، وكنا من الصابرين، إنه القدر واليد الآثمة، ذهبتم لتنقذوا الضحايا فأصبحتم الضحية".

وطالب "باسم الشهداء الابرار والمتطوعين الاخيار والعاملين بحياد تام ودون تحيز في ميادين الإنسانية بأن تحترم كل المواثيق والقوانين التي تحمي المدنيين والفرق الطبية العاملة في الميدان"، مطلقا "صرخة إلى كل العالم وبأعلى الصوت فلتسدل ستارة الحروب والعنف والشر نهائيا وليرأف بالإنسان مهما كان وإذا كان لا بد من حرب فلتحترم قواعد الحرب والقوانين التي ترعاها".

وحيا شرف الدين المتطوعين لما قدموه من تضحية وبذل على مدى مسيرة الجمعية، معتبرا "ان كل واحد منهم هو شاهد حي في ميادين العمل الانساني" قائلا :"ما تخليتم يوما عن رسالتكم وواجبكم تجاه الضحايا، وكنتم خير دليل على أنكم تجسدون أبهى صورة لرسالة الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر وكل ميادين التطوع، معاهدا "بمتابعة الطريق مهما بلغت التضحيات والعطاءات وفاء للشهداء وللجرحى والمعوقين ووفاء للمسعفين المفقودين".

وختم "اذا كان التاريخ يخلد الأبطال بأعمالهم، فأنتم تصنعون بإنسانيتكم تاريخا مخلدا وإلى أبعد من الواجب".

وتخلل الحفل مشهد مسرحي بأداء فردي من تقديم الممثل جورج خباز، إضافة إلى نشيد الشهداء الذي عزفته جوقةSyncope، وعرض فيلم وثائقي قصير عن المسعفين بيتر معوض وجوني الشدياق اللذين تعرضا لحادث سير ونجيا من الموت وتقديم هدية رمزية تذكارية لكل منهما، كما تم توزيع رمز الذكرى على أهالي الشهداء، واختتم الحفل بأغنية من وحي المناسبة.