من منّا لا يقهره الواقع الاليم الذي نمر به، وسط الازمات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي تغزو أرضنا.

لبنان الذي كنّا نفتخر بطبيعته الخلابة ومناطقه الجميلة وجباله الصامدة، بات وطن الازمات والمشاكل والخلافات على كافة الاصعدة.

وبالرغم من "النكتة" التي اوهمونا بأنها الحل المناسب والوحيد في ملف النفايات، وبعد كل المشاكل التي مرّ بها مجلس الوزراء للوصول الى حل صحي، والصفقات التي مرروها من تحت أيدي المواطنين والشعب اللبناني، لا يزال ملف النفايات الشغل الشاغل للعديد من الافرقاء وخصوصا حزب الكتائب برئاسة النائب سامي الجميل.

في 27 نيسان 2016، نظمت مصلحة البيئة والانماء الريفي في حزب الكتائب لقاء في مركز الحزب في الصيفي بعنوان "الاعلام في ظل الازمات البيئية".

افتتحت اللقاء رئيسة مصلحة البيئة والانماء الريفي الانسة تاتيانا حسني، حيث تحدثت عن الاعلام وتأثيره على المواطنين عبر الصور والاعلانات والفيديوهات والمقالات والريبورتاجات التي تنشرها الوسائل الاعلامية، وبواسطتها، تلعب دور ضغط على الدولة وفعالياتها. مما أدى الى نزول شريحة كبيرة من المواطنين الى الشارع للمطالبة بوقف الفساد في الدولة.

واعتبرت حسني، ووفق المعطيات البيئية والوثائق والحقائق التي لاحقتها مصلحة الحزب، ان "ازمة النفايات لم تنته بعد، ولو ان الدولة بادرت إلى تنفيذ الخطة التي اقرها مجلس الوزراء أخيرا، الا ان النفايات لا تزال موجودة في معظم الوديان والاحراج وفي العديد من المناطق اللبنانية". كما وشددت "على ضرورة الاستمرار بطرح هذا الملف".

أما رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، فأكد ان "ملف النفايات في لبنان أصبح مرتبطا بالفساد، وقال: "الفساد والبيئة أصبحا توأمين".

وأوضح الجميل اننا "لا نستطيع غض النظر عن ملف النفايات وعن أهميته الكبرى حيث بات يؤثر مباشرة على حياتنا وصحتنا".

وشدد على ان "الموضوع البيئي يجب ان يكون محطة اهتمام لدى جميع اللبنانيين لان لبنان قائم على ثروته البيئية، وهناك محاولة لتدميره".

"فساد وصفقات وخلافات ورشاوى"، باختصار، هذه الكلمات تختصر الوضع البيئي في لبنان. ووفق معاني تلك الكلمات، أشار الجميل في اللقاء الى ان "الخلاف على حل ملف النفايات أتى على توزيع الحصص المالية والارباح التي تصدر من هذا الملف والحسابات الخاصة بين المعنيين". وقال: "بالرغم من الكارثة البيئية التي مررنا بها، فان الحل الذي صدر عن مجلس الوزراء هو كارثة أكبر". وأوضح ان "الاولوية لدى حزب الكتائب في هذا الملف، هي: - صحة الناس وتوقيف الضرر الصحي

-        البيئة

-        الفساد

واعتبر الجميل ان "العمل الاساسي في هذا الملف هو ازالة النفايات من الطرقات ومن الشوراع وعدم عرقلة الضرر الصحي عن الناس". وأكد، ان "خطة النفايات الاخيرة التي أقرتها الحكومة غير "جيدة"، الا ان حزب الكتائب كان هدفه اولا واساسا ازالة النفايات من الطرقات".

ويطالب حزب الكتائب بعد ازالة كل النفايات من الشوارع، "باعادة النظر بهذه الخطة التي تتضمن ضررا بيئيا، وفسادا، وضررا مباشر على الشاطىء اللبناني والبحر، ومخالفة للقانون ولكل المعايير البيئية". وأكد الجميل ان "هناك الكثير من المشاكل في تحقيق الخطة كاملة، وخصوصا وسط التعاون المستمر مع شركة "سوكلين"، لذلك، بعد ازلة النفايات من الطرقات، سنبادر إلى طرح حلول جديدة وصحية لهذا الملف".

وشدد الجميل على "ضرورة التعاون مع الاعلام، وان يكون هناك شراكة لحل هذا الموضوع"، مضيفا، "ان حل ملف النفايات هو أولوية لمستقبل اولادنا، و ان الاعلام أكبر سلاح لمواجهة هذا الملف". وقال الجميل: "ان لم يتم إعادة النظر في خطة النفايات، فالنفايات ستعود الى الطرقات لان "المافيا" التي استلمت الملف على مدى 20 سنة لا زالت تمسك به". واوضح ان "شركة سوكلين هي وراء هذا الحل في ملف النفايات".

الكلام لم يعد وسيلة للوقوف أمام "الكذب" الذي يصدر بحق هذا الملف، وتعابير المعاناة، لم تعد كافية للتعبير عن مشاكل الشعب الصبور. فليس بأيدينا سوى الفعل، والفعل، والفعل.