hit counter script
شريط الأحداث

- روبير فرنجية

عاقبوا الأديبة والشاعرة لأنها والدة نائب سابق

الخميس ١٥ آذار ٢٠١٦ - 06:47

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

مي سعادة الوارثة عشق القصيدة عن والدها دللت الشعر بالمساواة مع الطب. تقول في كتابها "أوراق العمر": زارني شاعر منذ ربع قرن وقال لي، لم لا تطلقين الطب، وتقترنين بالشعر يا مي؟ أجبت، أتهذي؟ قال، "كلا، فطبيبة، وان بارعة، ستموتين ! وشاعرة رقيقة ستخلدين!".
لكن الاعلام لم ينصف لا الشاعرة ولا الأديبة ولا الطبيبة ونجلها النائب السابق سليم سعادة لا يحب الاعلام والظهور ورفض الاطلالة المرئية للحديث عنها. هو لا يطل علی الشاشة للسياسة فكيف ينقل مشاعره الخاصة للعلن وللناس؟.
كتبت الراحلة الشعر في سجنها في المستشفی الحكومي في طرابلس بعد انقلاب السوريين القوميين الاجتماعيين رغم أن الكتب غير الطبية كانت محظورة وراء القضبان. أفرج عنها لكنها لم تتحرر من حب الشعر وبقيت سجينة القصيدة.
فاضت أمومتها بالشعر وجعلت القوافي طرحة سوداء لحدادها علی ابنها نقولا الذي استشهد في الشياح. ناضلت بالشعر مي وكانت تؤرخ حتی الجفاء السياسي بالكتابة الشاعرية. ألم تهنئ ابنها سليم بدخوله البرلمان بالشعر في ديوانها "أوراق العمر":" وأعتز أن قد صرت يا أبني نائباً تمثل شعباً مؤمناً وصبوراً..." برحيل مي سعادة تختفي ظلال المقاومة بسلاح الفكر. مي التي لم تكن لقاءات الكوتا النسائية شغلها الشاغل.
كانت المرأة بالنسبة إليها أكبر من مقعد وحقيبة والنضال لا يختزل بنسبة وحصة ومنة. برحيلها تطوی صفحة مشرقة من كتاب المرأة الحزبية المثقفة وزوجة مختلفة لرؤساء الأحزاب مهما تباينت مواقفنا من نهج الحزب تأييداً أو معارضة.
برحيل سعادة ستفتقد منابر الثقافة وحفلات تواقيع الكتب صوتاً متزناً وامرأة لا تبحث عن مركز ولا عن كرسي في الصف الأول، حزبية لا تقحم موقفها السياسي بطلتها الشعرية. مهما كان التبرير فإن تجاهل تغطية جنازتها خطيئة اعلامية.
ربما تكريمها الفعلي يكون بنشر كتاب مذكراتها التي كتبتها ونقحتها وصححتها وأعارتني إياها لأسبوع لأكون من القارئين الاوائل تحت عنوان: "مذكراتي في الطب والأدب والسياسة" فهل الكتاب الموعود يكون أربعينيها الاحتفالي؟ ربما!
 

  • شارك الخبر