إن لم تختر بعد هديَّة لأمِّك بمناسبة عيد الأم، توقَّف عن البحث... فالحلُّ موجود عند السيِّدة ندى !الست ندى، هي سيِّدة "مجتمع راقٍ"، تعمل في تجارة البشر ولا تخجل من لفظ كلمات وتعابير مهينة للإنسانيَّة. فقد وصلنا عن طريق الصُّدفة إعلان عبر تطبيق "واتساب" جاء فيه: "إكراما للأمَّهات وبمناسبة عيد الأمّ، يعلن مكتب V.C لاستقدام العاملات في الخدمة المنزليَّة عن حسومات خاصَّة. ندى س."
الموقف مستفزّ! إذ كيف لنا أن نكون في لبنان "سويسرا – الشَّرق" وفي العام 2016، والبعض يعيش تخلُّفًا كبيرًا؟
بعد قراءة هذه الفاجعة، اتَّصلنا بالمكتب المذكور وطلبنا الحديث مع الست ندى، الَّتي كانت تقدِّم لنا العروض على أسعار "العاملات الأجنبيَّات"، وكأنَّها تعرض لنا أسعار وأصناف السِّلع في سوق شعبيّ.
"عندنا من مختلف الجنسيَّات: أثوبيَّات، بنغلادشيَّات، فليبنيَّات وحتَّى إفريقيَّات." وأخذت تسرد لنا منافع ومحاسن كلّ جنسيَّة وسعرها.
وعند سؤالنا عن "عرض عيد الأمّ"، لم تشعر تلك الست أنَّنا نقوم باستدراجها فـ"فتحتلا"... "كلُّو موجود في سعر 1500$ وما فوق، بس الفيليبنيَّات غاليين أكتر من 2000$، ومعاملاتن بتاخد وقت ما بتوصل قبل العيد..." ويستمرُّ العرض ليصل إلى "الأفريقيَّات الَّلواتي تتكلَّمن الُّلغة الفرنسيَّة وأجرتهنَّ الشهريَّة عالية من 200 إلى 215$."
وعند سؤالنا عن كيفيَّة رؤية الفتيات قبل إبرام العقد مع إحداهنَّ، كان الجواب سريع: "نرسل لكم الصُّور لتختاروا من بينهنَّ، وعندها نقوم بالطلبيَّة." والعرض المغري يكمن في أنَّ من الممكن إعادة العاملة إلى المكتب خلال مدَّة لا تتعدى الثَّلاثة أشهر. هذا وتؤكد السيِّدة أنَّ العروض موجودة دائمًا، ولكن لعيد الأمِّ حصَّته الخاصَّة، فتكثر العروض خلال هذه الفترة.
هذا ملخَّص عمِّا دار بيننا وبين السيِّدة ندى، هذا النَّموذج الحيّ عن العنصريَّة. والمسألة لا تتوقَّف عند هذا الحدّ، فتساؤلات عديدة تطرح بعد هذا الحديث "الشيِّق": أين رقابة الجهات المختصَّة على هذه المكاتب الَّتي تمارس العنف الَّلفظيّ والمعنويّ بحقِّ العاملات؟ وكيف لهذا الإعلان أن يتنقَّل بين الُّلبنانيين من دون أن يثير اشمئزاز كلّ من وصل إليه؟
وإلى تلك السيِّدة نتوجه بالسُّؤال التَّالي: "ماذا سيكون موقفك إن كان هذا الحديث قد دار بين امرأتين عن إحدى بناتك؟"
في الختام، لقد أرفقنا التَّسجيل الكامل للاتصال مع الست ندى، ونضعه بعهدة الجهات المختصَّة، وأوَّلها وزارة العمل، لأخذ الإجراءات الَّلازمة والتأكُّد من قانونيَّة المكتب.
كلُّ عيد أمّ وضمير بعض السيِّدات بخير!

تسجيل الاتِّصال على الرَّابط التَّالي: https://www.youtube.com/watch?v=BFiP0gW4SPI

وفي وقت لاحق اصدرت وزارة العمل اليوم البيان التالي:

تلقى بعض المواطنين عبر "الواتس اب" رسائل صوتية تدعي فيها صاحبة الصوت انها تملك مكتباً لاستقدام العاملات اسمه V.C وان اسمها ندى س. واعلنت عن تقديم عاملة للأمهات بمناسبة عيد الام بطريقة منافية للأخلاق من دون ان تترك اي رقم هاتف للاتصال بها. وفور تبلغها بذلك وضعت وزارة العمل يدها على الملف وبدأت تحقيقاتها لمعرفة ما اذا كان هذا المكتب مرخصا ام لا ، وتبين لها من خلال تحقيقات دائرة التفتيش بان السيدة ندى س تعمل في مجال استقدام العاملات بشكل غير شرعي وقررت ملاحقتها امام النيابة العامة.

ان هذا الامر الهدف منه التشويش على سمعة لبنان، خصوصا وانه حصل الشيء نفسه العام الماضي واحالت الوزارة الملف الى النيابة العامة.

واكدت الوزارة مواصلة مكافحة هذه الظاهرة اللاأخلاقية وملاحقة الاشخاص الذين يقومون بمثل هذه الافعال، التي تدخل في اطار جريمة الاتجار بالبشر.

وذكر البيان بأنه سبق لوزير العمل الاستاذ سجعان قزي بأن دعا مكاتب استقدام العاملات في الخدمة المنزلية الى احترام القوانين والاخلاق في اعلاناتهم.