hit counter script

ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة

فرنسا: المسارات فرضت نفسها حتى لا نقول... تمّ فرضها!

الخميس ٢٥ نيسان ٢٠٢٤ - 08:26

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

نسخة جديدة للورقة الفرنسية يحملها وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه إلى لبنان السبت المقبل، في زيارة رسمية تبدأ صباح اليوم التالي، فيلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون، ليغادر مساء الى اجتماع مهمّ في السعودية، في وقت يؤكّد مصدر دبلوماسي فرنسي لـ «الجمهورية»، انّ جميع الأفرقاء السياسيين استوعبوا اليوم انّ الوقت يدهم لبنان ويدهمهم، وقد بدأت تتبلور مدة زمنية الآن تنتهي في حزيران 2024 لدخول المنطقة في زمن الانتخابات الاميركية والاوروبية، وتلقائياً في هذه الحال سيكون هناك بطء في مسار الملف اللبناني إذا لم يُعالج خلالها.

يتوقع المصدر الفرنسي ان تتكثف الجهود اواخر الشهر الجاري لتحديد موعد حاسم لعملية كبيرة، او ربما تسوية، قد تبدأ بالحوار تحضيراً لانتخابات رئاسية لبنانية، علماً انّ المهلة الزمنية او الـ dead line الذي فرض نفسه ليس سببه فقط اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، بل ايضاً اقتراب موعد العام الدراسي في المستوطنات الاسرائيلية في ايلول شمال فلسطين المحتلة، ووجوب عودة التلامذة الى منازلهم هناك، الأمر الذي يبرّر تصاعد اهتمام المجتمع الدولي لإيجاد حل شامل وسريع لأزمة لبنان وعلى مختلف الاصعدة.

وفي السياق، يقول المصدر الديبلوماسي الفرنسي نفسه، انّ الورقة الفرنسية الأولى التي تلقّت فرنسا اجابات عنها من الحكومتين اللبنانية والاسرائيلية، قد تمّ تعديلها بعد أخذ تلك الإجابات في الاعتبار، وقد صيغت في نسخة جديدة، كانت في صلب وأساس المحادثات الاخيرة بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وميقاتي. واشار المصدر نفسه، إلى انّ ليس من تغيير جذري في شأن الملف الرئاسي، انما هناك تأكيد أنّ الخيار الثالث هو الذي يمكن ان يوصل اللبنانيين سريعاً الى انتخاب رئيس، الّا انّ هذا الامر مرتبط بفكرة الحوار التي يتركّز عليها البحث بين اللجنة الخماسية والأفرقاء الاطراف الذين التقتهم، وأبرزهم الرئيس بري الذي لا يزال متمسكاً بدعم ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية.
وإذ يُسجَّل للسفير المصري علاء موسى تفاؤله بإمكانية ان يؤدي الحوار الى جلسة انتخابية مفتوحة، يعلّق المصدر الفرنسي على هذا التفاؤل قائلاً: «انّ السفير المصري بطبعه شخصية متفائلة وإيجابية، الّا انّ العائق يكمن في تفاصيل الحوار وادارته ورئاسته والداعي اليه، ويكمن ايضاً في تفاصيل الجلسة الانتخابية، وما اذا كانت جلسة الحوار ستعقد تحت قبة البرلمان ام في مكان آخر». لافتاً الى انّ العقدة «تكمن هنا بغض النظر عن تغاضي بعض الأطراف عن ترؤس بري لهذه الجلسة الحوارية، فيما المعارضة المسيحية المتمثلة بـ«القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب» وكذلك التغييريين وبعض المستقلين، ما زالوا يعترضون على رئاسة الحوار، في وقت ظهرت سلاسة ومرونة في موقف «التيار الوطني الحر». وهذا الامر، تعتبره المصادر الديبلوماسية، مؤشراً ايجابياً الى حلحلة الملف الرئاسي.

اما بالنسبة الى المجتمع الدولي، فيرى المصدر نفسه انّ من الصعب عليه قبول او تفهّم فكرة رفض الحوار مهما كانت الاسباب. اما التفاصيل المتعلقة بمكان انعقاد الحوار والشخصية التي سترأسه وتديره، فيعتبرها المصدر الفرنسي «شأناً لبنانياً بحتاً ومسألة لبنانية داخلية، وقد يُحتسب على فرنسا تدخّلاً فاضحاً في حال ارادت الدخول في تلك التفاصيل».
تفاؤل السفير المصري!
وبالعودة الى تفاؤل السفير المصري، فيقول المصدر نفسه انّ الرجل يعيش حالياً المرحلة التي عاشها قبلاً بقية السفراء وتحديداً الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان. ويشير الى «انّ الدينامية التي خلقتها اللجنة الخماسية مجتمعة اعادت اهتمام الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الاميركية والسعودية الى الملف اللبناني، وهذا الامر في حدّ ذاته يعكس مؤشرات ايجابية الى فرص الحلحلة. اما بالنسبة الى نتائج زيارة لودريان فعملياً لا جديد، بل هناك إيجابية قد لمستها اللجنة من جميع الاطراف، بدءاً بالرئيس بري، قبل المشاورات وبعدها، كما اللقاء مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وفرنجية، فهناك كانت مؤشرات الى نيات لحلحلة في مسألة الحوار كما في الجلسة الانتخابية.
ويرى المصدر الديبلوماسي الفرنسي «انّ الإنجاز الأهم الذي حققته اللجنة الخماسية هو فصل ملف الرئاسة عن الملف الاقليمي وملف غزة، وهذا في حدّ ذاته انجاز ويعطي املاً ويرفع منسوب التفاؤل باقتراب الحل». ولكنه في المقابل أكّد «انّ فكرة الفصل بين المسارات فرضت نفسها حتى لا نقول تمّ فرضها، بحيث لم يعد احد من الاطراف يشترط ربط انتخاب الرئيس بوقف العمليات الحربية في الجنوب وبوجهتي النظر الاميركية والفرنسية، خصوصاً بعد اللقاء الذي جمع لودريان وآن غريو في واشنطن مع وزير الخارجية انتوني بلينكن والموفد الاميركي عاموس هوكشتاين، واكّد التطابق بين الموقفين الاميركي والفرنسي، ما سهّل انطلاق الدينامية الناشطة للجنة الخماسية في المرحلة الحالية في لبنان.

فرنسا قلقة
على انّ الديبلوماسية الفرنسية التي ترى انّها في مكان اتُهمت بأنّها ساعي بريد نقل رسائل تهديد للبنان، فتؤكّد مصادرها انّها «نقلت قلقاً متزايداً على لبنان حيال ما يمكن ان يحدث في الجنوب، وهذا القلق ليس مبيناً على تحليل وانما على معطيات نتيجة تواصلها مع الجهات الاسرائيلية»، مضيفة انّ زيارة ميقاتي وقائد الجيش الاخيرة لباريس «كانت فرصة للرئيس ماكرون لتأكيد اهمية العلاقة بين البلدين، ومؤشراً الى مدى اهتمام الدولة الفرنسية ورئيسها شخصياً بالملف اللبناني، كذلك الامر بالنسبة الى الدعوات الفرنسية الموجّهة للمسؤولين اللبنانيين، لا سيما منها دعوة قائد الجيش الى اللقاء مع قائد الجيوش الفرنسية لتأكيد الدعم الذي توليه فرنسا للدور الذي يجب ان يلعبه الجيش في المرحلتين الحالية والمقبلة، خصوصاً اذا ما تمّ الاتفاق على اطار تفاوض في موضوع الجنوب وإرساء السلام بصورة مستدامة عبر القرار الدولي 1701 وقوات «اليونيفيل» والـ 700 جندي فرنسي ضمنها.
وفيما يكشف المصدر الديبلوماسي الفرنسي انّ دعوة فرنسية وجّهت الى بري لزيارة باريس، وهي ما زالت قائمة ومفتوحة، الّا انّ بري اعتذر عن تلبيتها لأسباب لوجستية وتقنية. وإذ لم تذهب الديبلوماسية الفرنسية كثيراً في تحليل اسباب هذا الاعتذار، علّق المصدر نفسه قائلاً: «نتفهم جداً كدولة فرنسية أهمية ان تتمثل الدولة اللبنانية بكل اطيافها وطوائفها في مختلف الدعوات التي توجّهها الدولة الفرنسية الى لبنان، بمعنى انّه لا يجوز ان تتمثل الدولة اللبنانية في فرنسا بأطراف ويتمّ تغييب اطراف اخرى لأنّ فرنسا تتفهم الخصوصية اللبنانية بالنسبة الى هذه المسألة، ولذلك تمّت دعوة الرئيسين بري وميقاتي وكذلك قائد الجيش، في ظل الفراغ القائم وعدم وجود رئيس جمهورية يمثل المسيحيين». واكّد المصدر أنّ الاتصال الذي تمّ بين ماكرون وبري في حضور ميقاتي كان ايجابياً. ولفت الى «انّ فرنسا ليست في وارد استدعاء اي طرف لبناني، لأنّ علاقتها مع جميع الاطراف جيدة، وتواصلها مع بري مستمر وجيّد، كما انّ الديبلوماسية الفرنسية توصل الرسائل والنصائح لكافة الاطراف ضمن الأطر المناسبة والتي تحترم العلاقة المميزة القائمة بين البلدين اي لبنان وفرنسا».

وفي السياق نفسه، يذكّر المصدر الديبلوماسي الفرنسي بالورقة الفرنسية المعدلة التي طالبت الأفرقاء بمواقف ثابتة محدّدة والا تتضمن لعباً على الكلام او اي تراجع في المستقبل، بالإشارة الى الانطباع الذي تركه بعض الاطراف لدى اعضاء اللجنة الخماسية، وهو انّ بعض هؤلاء لا يصرّحون علناً على ما وافقوا عليه خلال اجتماعاتهم مع اللجنة، وهذا الامر قد يكون من اهم الاسباب التي دفعت فرنسا الى مطالبة الاطراف بتسجيل مطالبهم على الورق وعلى اساسها تمّ تعديل الورقة الفرنسية.
لودريان
ويقول المصدر الفرنسي عن عودة لودريان المتوقعة الى لبنان «انّها تنتظر موقفاً ملموساً متطوراً وظروفاً مؤاتية»، مشيراً الى انّ دور الخماسية يشبه الى حدّ كبير الدور الذي بدأه لودريان، علماً انّ اتصالاته مع كافة الاطراف لم تتوقف وهي مستمرة بدءاً من واشنطن مروراً بالرياض وصولاً الى بيروت، وانّ العمل جار في الكواليس.
وعن لقاء المجموعة الخماسية مع «حزب الله»، يقول المصدر «انّ موقف الحزب ثابت ولا يتغيّر. ولخّصه كالتالي: «بري للحوار اما الكلام عن المرشحين فنتكلم لاحقاً»، بمعنى انّ الكلام مع الحزب لم يصل الى مستوى طرح اسماء مرشحين لأنّه متمسك بمرشحه سليمان فرنجية». فيما كشف المصدر أنّ اللجنة الخماسية ايضاً لم تصل الى حدود طرح اسماء مع بري وكذلك مع المعني نفسه اي فرنجية «فلم يصل الكلام بأي نوع الى مطالبته بالتراجع عن ترشيحه والخماسية لا تسمح لنفسها بفعل ذلك».

وفي الخلاصة، وفي انتظار وصول وزير خارجية فرنسا الى لبنان يمكن قراءة زيارته في الاطار الاقليمي والنزاع القائم في غزة وجنوب لبنان ودور الجيش اللبناني وصولاً الى الورقة الفرنسية التي تتطور من نسخة الى أُخرى وصولاً الى نسخة ترضي الطرفين في انتظار توقف العمليات العسكرية ليعود العمل على اساسها».

مرلين وهبة - الجمهورية

  • شارك الخبر