hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - ماريا واكيم

"النار بالنار" يحرق "البطل الأوحد".. وآخرون يقفون على عتبة الإنتظار!

الجمعة ٣١ آذار ٢٠٢٣ - 00:06

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


تتزاحم المسلسلات الرمضانية على من سيحصل لقب الانجح والاكثر مشاهدة، بدءاً من "النار بالنار" مرورا بـ"واخيرا" الذي يجمع النجم قصي خولي ونادين نجيم وصولا لمسلسل "للموت" في جزئه الثالث بثنائية دانييلا رحمة وماغي بو غصن، والسمة الاهم هذا العام هي تنوّع المحتويات ما بين الرومانسي والإجتماعي والتاريخي والسياسي.

جميعها "تحت مجهر" نقد المتابعين، لا تمرّ حركة او مشهد من دون تعليق سلبياً كان ام ايجابياً في عصر "السوشال ميديا"، لا بد من ذلك لانه ما ان ينطلق الموسم الدرامي حتى نشهد في الحلقات الاولى حالة من التشويق سرعان ما تتحول الى ملل وترهل، وتبدأ عيوب الكتابة بالظهور وغالباً ما تفقد المسلسلات رهجتها وتنزلق الى التكرار الباهت.

من خلال مشاهدة "برومو" الاعمال المعروضة، يتبيّن أنها عادية جداً، تقتصر على وجوه النجوم مجتمعة او منفردة، لكن "بوستر" "النار بالنار" هو افضلها وأكثرها تشويقاً.

تدور أحداث "النار بالنار" حول صراع على البقاء بين اللبنانيين والنازحين السوريين وقضايا اللجوء الشائكة، حيث تعيش الشخصيات الرئيسية في حي واحد من ضواحي بيروت الفقيرة، وتسعى جميعها لتحقيق طموحاتها الإجتماعية والعائلية، وضمن هذا الإطار ترتبط الشخصيات بعلاقات مختلفة، من السلطة والطاعة، الى الإحترام والمودة.

بإختصار، نجح المسلسل بتكريس "البطولة الجماعية" أكثر من اي مسلسلات أخرى وقع الكثير منها في فخ "البطل الأوحد"، كما وأحسنت شركة الإنتاج إختيار كاتب يميل الى القصص الواقعية.

يمضي المسلسل في استدعائنا لنشاهد ما يحمله لنا كل يوم من إعادة تموضع لشخصياته، نجلس قبالة التلفزيون لنرى من إعتدنا السهر متفرّجين عليهم.

يرفع إجتماع النجم عابد فهد والنجمة كاريس بشار والمبدع جورج خباز الثقة بمتابعة المسلسل وانتظار الحلقات بتشويق وإثارة لما سيحصل تباعاً، مفاتيحهم الى قلوبنا بيديهم يدخلون دون إذن، فيما آخرون يقفون على العتبة بإنتظار الدخول.

السياق الدرامي والفكاهي في آن معاً مفتوح على مصراعيه، "عمران" شخصية معقّدة "سامّة" تحرّك الأحداث ولا تتوانى عن كسر خاطر المحيطين بها، لا يلفّها الغموض، انه الرجل المتمسك بالماديات والمراباة التي تمثّل آفة منتشرة في مجتمعنا دون رحمة ولا شفقة، خدعت الآلاف، أخلت الكثيرين من منازلهم وجردتهم من مقتنياتهم.

كعادته، جسّد عابد فهد الدور بإحتراف، خرج من جلده ليعطينا أمتع وأفضل ما لديه، ذاك النجم "الإرتجالي" الذي لا يتكلّف ولا ينزلق يوماً الى التصنّع، هو صانع تاريخه الفني بيديه، تألّق يفوق درجة الإبداع كما عوّدنا مراراً بكل أدواره السابقة، قائد بحضوره، يتفرّد بإتقانه اللغة العربية، على خلاف من تخونهم "الشطارة اللغوية" الفاضحة، فيرفعون ما هو منصوب وينصبون ما هو مرفوع، ثم نراهم يصرفون الممنوع من الصرف، ويمنعون من الصرف ما حقه أن يُصرف.

"مريم شيخو" الشخصية التي جسّدتها المتألقة كاريس بشار، اللاجئة السورية التي اثقلت الثياب من حركتها لكنها لم تنجح بإخفاء لغة جسدها المؤثرة والقوية، وجه جميل رغم ما خطته السنين من عذاب ومعاناة، يلفّ الغموض أرجائها، لا تكشف أوراقها ضربة واحدة، تدوزن العزف تارة، وقرع الطبول طوراً، ليست متكلّفة بالحوار، تتكل على إيصال ما تشعر به بصفاء.

"حاولت صياغة عبارات مديح عديدة لشكرك على ما تقدّم لنا لكنك تجاوزتها"، هنيئاً لجورج خباز بشخصية "عزيز" الذي تربّع على عرش قلوبنا مثبتاً لنا قناعة ان أبطال المسرح والتمثيل لا يُصنعون في صالات التدريب، بل من عمق الإرادة والرؤية.

سمات مختلفة إجتمعت في شخصية تحمل حسناتها وسيئاتها، شخصية أثبتت مجددا أنها أفضل من قدّمت الأدوار المركّبة بمنتهى السلاسة والتلقائية، انه طارق تميم صاحب "الموهبة الربانية"، الذي يسطع نجمه عالياً بشخصية "جميل"، ذاك المثقف اليساري البائس والصحافي السابق الذي توقف عن ممارسة المهنة، تراه يدخل بشغف في أحاديث مع أبناء الحي دون أن يلقى آذان صاغية، صريح بما فيه الكفاية، هو الممثل الذي لديه القدرة على "لبس" الشخصية بحرفية عالية، بحيث ان الذي يعرفه شخصياً لا يصدق انه هو نفس الشخص.

منضبطة.. تضع في البيت الذي تتشاركه مع "مريم" نظاماً لا يمكن الحياد عنه، تحسب خطواتها جيداً، واعية لكل حرف تنطقه، أجبرتنا على حب ما صنعته، بهذه الكلمات يتلخّص دور النجمة زينة مكي "زينة" المسلسل التي برهنت ان الاعمال العظيمة لا تتم بالقوة بل بالمثابرة، شكرا لك لانك أوصلت لنا رسالة مفادها ان كل منا يملك موهبة، لكنه من النادر جدا أن نرى أحدنا يملك الشجاعة الكافية لمطاردة تلك الموهبة إلى كل الأماكن المظلمة التي من الممكن أن تاخذه إليها.

على جانب آخر تتكدّس أعمال درامية أخرى فقدت بريقها منذ اللحظة الاولى، وكأن المشاهد "من كل واد عصا"، مع حبكات هشة وأعمال تائهة. ومسلسلات أخرى إستثمرت نجاح اجزائها السابقة لتعود بأخرى لا تطرح قضايا إجتماعية جديدة شكّلت سقطة في تاريخ ممثلي الزمن الجميل، إضافة الى التشابه الممل بالسيناريوهات والقصص حيث ان إمرأة ترأس عصابة إتجار بالبشر، وتعمل على خطف فتيات لأهداف رخيصة ضمن إطار نمطي لا يحتاج المشاهد لعناء التفكير بما سيحصل في الحلقات القادمة، ليست قصصاً جديدة ذات نهايات غير معتادة، قصص "CLICHE".

ختاماً الى ممثلي مسلسل "النار بالنار" شكراً على إبداعكم اللامحدود،

شكر من القلب لإصراركم على البقاء بعدما اضحى الممثل في هذا البلد "يبحث عن مصادر اخرى تؤمن عيشاً كريماً له ولعائلته.

ماريا واكيم

  • شارك الخبر