بين التعبير في الساحات عن الغضب الشعبي العارم على الطبقة السياسية الحاكمة والمتحكمة بالبلاد والعباد منذ سنوات طويلة، وبين ملاحقة بعض السياسيين، وليس كلهم، في المطاعم و"المولات" واحيانا في منازلهم واقلاق راحتهم وراحة اولادهم والتعدي على خصوصياتهم، فارق كبير، يجعل المسافة واسعة بين احقية المطلب وبين التعدي المرفوض على الكرامات الشخصية. للمحتجين في ساحات الحراك كل الحق في التصويب على كل اركان الطبقة السياسية، وليس الاختيار بمزاجية واستنسابية بين هذا وذاك، طالما ان شعار الحراك الشعبي هو "كلّن يعني كلّن".
لكن ما يحصل في المطاعم والاسواق التجارية الكبرى بات غير مبرر، خاصة انه يتعرض للكرامات الشخصية، وبات يؤدي الى صدامات والى حساسيات طائفية ومناطقية البلد بغنى عنها. واذا كان من "ممسك" أو سند ثابت بحق هذا السياسي المرتكب او ذاك، فليتم الاعلان عنه في الاعلام واللجوء الى القضاء.