hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - مروى غاوي

بعد 14 شباط الأضواء خافتة في بيت الوسط فمن البديل؟

الثلاثاء ٢٥ شباط ٢٠٢٠ - 06:29

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تعتبر المرحلة التي تمر بها الساحة السنية اليوم، واحدة من أصعب الأزمات في تاريخها الحديث، بعد انتكاسة اغتيال الرئيس رفيق الحريري قبل خمسة عشر عاماً.
صحيح ان 14 شباط يعتبر الصدمة الأكبر بفقدان رفيق الحريري، الذي ارتبط اسمه بإعادة إعمار لبنان ونهضة الطائفة سياسيا وشعبيا، لكن خروج سعد الحريري من السلطة التنفيذية ايضا كان له وقع الصدمة، وإن كان أداء الوريث السياسي للرئيس الشهيد لم يرتقِ الى مستوى طموح قيادات الطائفة وجمهور تيار المستقبل وعلى مستوى الشارع، فالشيخ سعد أنجز التسوية الرئاسية التي لم تعجب أحدا في المستقبل او الطائفة السنية وفي فريق 14 آذار.
انهيار التسوية أعاد سعد الحريري الى نقطة الصفر تقريباً، وهو حاليا في أزمة سياسية يبحث عن الخيارات. قبل مغادرته تساقطت كل تحالفاته السياسية بعد ان غسل الثنائي المسيحي "يديه" من تجديد الشراكة معه. فالقوات اللبنانية لم تُسمّهِ لرئاسة الحكومة، ونقض التيار الوطني الحر التسوية معه على خلفية استقالته المثيرة بحجة الانقلاب عليه.
حاول سعد الحريري قلب الطاولة في 14 شباط وتجييش الجماهير وكاد يقول "سامحوني" لمن توجه الى بيت الوسط، لكن الطريقة العاطفية لم تؤثر أبعد من اللحظة لتخفت بعدها الأضواء الصاخبة وتنطفىء حالة بيت الوسط.
ما قبل ثورة 17 تشرين الأول ليس كما بعدها بالنسبة الى الطائفة السنية، فهي أطاحت بالممثل القوي للطائفة كما يُفترض، ورئيس الكتلة النيابية والوزارية الأكبر لدى المسلمين، وبدأ مشروع البحث عن بديل للزعيم القوي للطائفة.
صحيح ايضاً ان الظروف أتت بحسان دياب الى رئاسة الحكومة، لكن الرجل القادم الى السرايا الحكومية أكاديمي "بارد" لا تتوافر فيه عناصر ومواصفات الزعامة.
كان يمكن في مرحلة البحث عن بديل اختيار اسم أقوى من المتوافر، فبرزت اسماء أخرى فطرح اسم فؤاد مخزومي الاسم غير الملطخ بزواريب القرف السياسي، أو اسم بهاء الحريري. اسم بهاء سُحِبَ من التداول تارة ببيانات صدرت من جهته عن رفض زج اسمه في زواريب داخلية، وهو اصدر أكثر من موقف في هذا الصدد عَكَسَ عدم رضى عن إقحامه في المشهد، رافضا ان تُرْفَعْ صوره في المناسبات. لكن اسم الشيخ بهاء لم يختفِ بالكامل من التدوال، فهو يملك مواصفات الزعامة ويمكن ان يحصل التقاء حول شخصه من قيادات سياسية في الداخل لإعادة انتاج تسوية وطنية من دون تبعية لأحد، فهو لا يساوم في موضوع سلاح "حزب الله" وفي رفض المشروع الإيراني.
لم ُتفلِس شركات بهاء الحريري بل ضاعف الرجل استثماراته ولديه الحاضنة العربية والغربية المطلوبة. بالمقابل ضعُفت اسهم سعد الحريري السياسية والمالية واهتزت الثقة الدولية به، فالتسوية التي استمرت ثلاث سنوات أضرت بسعد الحريري ولم تشفِ غليل الشارع السني المتعطش لحالة تشبه حالة رفيق الحريري ولبديل لا "يزحف" باتجاه حزب الله وفريق 8 آذار .فلا أحد استطاع ان يكون بديلاً قوياً في رئاسة الحكومة بعد رفيق الحريري، والقيادات السنية الاخرى هي إما ملحقة بفريق سياسي او تابعة لمحور معين. والشارع السني يفتقد اليوم لخطاب يحاكي هواجسه، فهل يعود اسم بهاء الحريري الى الواجهة قريباً للزعامة أم ثمة قطب مخفية تحول دون اتخاذ الاخير قراراً بالعودة يكون له صدى من نوع آخر.

  • شارك الخبر