hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - كريم حسامي

هل باتت قريبة الخطوة الثانية لدخول لبنان في النفق؟

الخميس ١٣ شباط ٢٠٢٠ - 06:17

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بعدما تحكّموا بالبلد وثرواته ثلاثين سنة، يدرك سياسيو لبنان مدى التغيّر الجذري والعميق الذي سبّبته سياستهم. فالثورة في مراحلها الأولى حقّقت الأمر الأهّم الذي انتظره الناس منذ عقود، وهو كسر هيبة القوى السياسية وشوكتها. أمّا في المرحلة الثانية في الأيام والاشهر المقبلة، فالانتفاضة الشعبية ستشمل أطيافاً أكبر وشريحة أوسع من المجتمع، ستكون أقوى وافعل وأعنف، والمتوقّع أن تخلخل أسس النظام بعدما هزّته المرحلة الأولى.

كما بات معلوماً، الأمور لم تعد تتعلق بحكومة أو ثقة او غيرها بعدما فُقدَت الثقة بالبلد تماماً، لأنّ الفاصل هو الاستحقاقات المالية. لذلك، لو دفعنا ديوننا اعتباراً من آذار أو لم ندفع، ترحّب بنا الخطوة التالية لتقدّمنا في النفق! الطبقتان الفقيرة والمتوسطة لن تتحملا أبداُ مسار تدهور الأوضاع المعيشية الذي سنصله، خصوصاُ عندما تأتي المؤسسات الاقتصادية الدولية لوضع برنامج لمساعدتنا.

في السياق، يؤكّد مرجع ديبلوماسي، أنه "في وقت يحتاج لبنان لمساعدات عاجلة تُخفّف من أزمته مثلما طلب رئيس الحكومة حسان دياب من الاتحاد الأوروبي، نسمع رئيس الجمهورية يقول إن لبنان ليس بحاجة الى مساعدات استثنائية وعلى الدول التي أشعلت الحرب السورية المساهمة المالية لمساعدة النازحين لتخفيف العبء عل لبنان".

وأضاف المرجع ان "هذا الخطاب اتى بعد تصريحات لمسؤولي "حزب الله" يقولون الأمر نفسه، أيّ عدم الحاجة لمساعدات خارجية، وفي حال القبول بها، يجب أن تأتي من دون شروط... وبالتالي يُعتبر هذا مؤشّر الى مسار الأمور".

لا يزال السياسيون يتصرفون وفق قاعدة أنّ مآل الأحداث والأوضاع هي نتيجة الحرب الأميركية-الإيرانية وما يترتب على "صفقة القرن"، وفق المرجع، لكن هذا لا ينفي مطلقاً مسؤولية الطبقة السياسية عما وصلنا اليه.

ويشدد على إنه "بعدما عزل الزعماء اجتماعياً أنفسهم عن الرأي العام، فإنهم يعزلون أنفسهم ميدانياً أيضاً بسبب معايشتهم هذا الغضب في تحركات المتظاهرين وعيونهم. لذلك نرى الخوف يُترجم برفع "جدران العزل" عن الناس بنحو غير مسبوق، حتى في أزقة بعيدة عن المجلس حيث ينام النواب".

فالدولة قطعَت كُلّ العلاقات مع الشعب بعد إنشاء "كانتوناتها" مع مناصريها، لذلك لا تريد أي تواصل مع البقية التي "خرّبت" بيوتهم وهم يُشكلون الغالبية.

والمثير للاهتمام أنه بعدما طالبت السلطة بإزالة الطائفية من نفوس اللبنانيين قبل إزالتها من النصوص، استدركوا أنّ وهج التغيير والثورة على الظلم أصبح في نفوس الناس وقلوبها، ما يُشكّل خطراً مصيرياً ووجودياً عليها.

ولو سار المسؤولون في شوارع بيروت مساءَ كُلّ يوم وأخذوا عيّنة عن نتيجة سياساتهم يلمسون انها هي التي حوّلت العاصمة وغيرها من مُدن الى أشباح، تزرع الخوف واليأس في نفوس سُكّانها من المستقبل.

  • شارك الخبر