hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - كريم حسامي

هل يُطبّق النموذج الأوروبي في الشرق الأوسط؟

الخميس ٢٠ شباط ٢٠٢٠ - 06:24

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

خطابا الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عند إعلان "صفقة القرن" في27 كانون الثاني، لم يكونا عفويين. فالخطابان كانا مدروسين بدقّة والكلمات أختيرت بعناية بسبب جدية المشروع الذي حيكَ وسيُنفّذ بحذافيره وكما رسماه في كلمتيهما.

مشروع فتح المنطقة على بعضها حيث تتداخل الحدود مثل نموذج "الاتحاد الأوروبي"، وتحديداً لتتمكن كُلّ شعوب المنطقة من زيارة الدول لأي هدف كان وخصوصاً زيارة القدس والمسجد الأقصى، أكد عليه ترامب في الخطاب عندما قال إنّ "صفقة القرن" ستسمح للمسلمين في الدول الإسلامية بزيارة المسجد".

وهذا يحصل طبعاً توازياً مع تصفية دولة فلسطين بالكامل، وإضعاف إسرائيل لأعدائها، بينما تعمل على إرسال الدعوات للشعوب العربية والخليجية لتبادل الزيارات السياحية والتسويق لنفسها كدولة منفتحة وحرّة وساحة الحريات.

استفادت من مواقع التواصل الاجتماعي عبر صفحة "اسرائيل بالعربية" والانخراط بالمجتمعات والتعليق على الأحداث، فضلاً عن التحدّث مع المواطنين عبر هذه المواقع، مثلما فعل نتنياهو مع مواطن خليجي متحدثاً اليه ويدعوه لزيارة إسرائيل.

وشملت الحملات أيضاً المجال الرياضي، حيث شاركت وفود رياضية في نشاطات تجري في دول عربية، في وقت نرى أفراد اعضاء المنتخب السعودي يزورون المسجد الأقصى بموافقة اسرائيلية.

إلى ذلك، تعمل إسرائيل على منح المسلمين واليهود فيها إمكانية للتوجه إلى السعودية لأداء فريضة الحج في رحلات مباشرة، وليس عبر الأردن، فيما يتجه مسار التطبيع مع السودان قدماً.

هذا كله ضمن "صفقة القرن" التي تُطبق على الأرض، فكيف يقول "اعداء" الصفقة أنّها فشلت قبل أن تبدأ؟

وفي السياق، الأمور مرتبطة دائماً ببعضها حيث تشارك تل أبيب في مؤتمر "Expo Dubai 2020" الذي يقام في تشرين الاول المقبل. واستضافت البحرين الشق الاقتصادي من "صفقة القرن" تحت مُسمّى مؤتمر المنامة، ومنح السعودية تأشيرة دخول للاسرائيليين برغم نفيها. هذه مُجرّد عينة صغيرة عن طبيعة الصورة المستقبلية للمنطقة وما ينتظرنا.

من جهتهم، أكّد مراقبون مطلعون على هذا الملف أن "الأمور آنفة الذكر لن تكون صعبة التحقيق بسبب نجاح السياسة الاسرائيلية في تخويف العرب والخليجيين تحديداً من إيران للتقرّب من إسرائيل". مضيفين: أنه "على رغم العداوة الثابتة بين العرب وإسرائيل على خلفية سياستها الدموية طوال عقود، لكن هناك جزءاً كبيراً من الرأي العام العربي والخليجي حوّل اهتمامه لجهة التوجّه نحو إسرائيل والنظر اليها "كدولة صديقة"، والسبب الاضافي لهذا الحماس هو الرغبة في الذهاب للقدس والصلاة في المسجد الاقصى".

الطرفان وفق المراقبين، أي الاسرائيليون والعرب، يرغبون في زيارة بعضهما واكتشاف آفاق جديدة للعلاقات، ويعبرون عن ذلك علناً في دولهم وهذا ما يقوله الإسرائيليون المدنيون ايضاً.

لذلك السؤال المحوري: هل تنجح هذه الخطة الكبيرة أم تواجه معارضة تكون فعّالة لعرقلتها؟ وهل لا يزال هناك نوع كهذا من المعارضة بعد تفتيت البلدان العربية والإسلامية وإضعافها وتدميرها؟

  • شارك الخبر